في ذكرى انطلاقتها الثامنة والخمسين، وفي لحظة فلسطينية هي الأكثر دموية وتعقيدًا منذ عقود، تعود الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إلى واجهة النقاش الوطني بوصفها تيارًا ثوريًا لم يفصل يومًا بين المقاومة والسياسة، ولا بين التحرّر الوطني والعدالة الاجتماعية.

في ظل حرب إبادة مفتوحة على قطاع غزة، وانسداد الأفق السياسي، واستمرار الانقسام، وتهافت مشاريع التصفية والتطبيع، يقدّم عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية الرفيق مروان عبد العال قراءة شاملة لمسار الجبهة وتجربتها النضالية، ويضع تصورًا واضحًا للمرحلة المقبلة، من موقع المقاومة الشاملة، ووحدة الهدف، وتجديد أدوات الفعل الثوري.

في هذه المقابلة مع “بوابة الهدف“، يتوقف عبد العال عند دروس 58 عامًا من الكفاح، ويقيّم اتفاق غزة الأخير، ويحدّد أولويات المواجهة السياسية والميدانية، ودور الشباب، ومخاطر التطبيع، وشروط أي تفاهمات قادمة، موجّهًا رسالة واضحة إلى الشعب الفلسطيني والأجيال القادمة: أن فلسطين لا تُدار ولا تُصفّى، بل تُحرَّر بإرادة شعبها، وبوضوح برنامجها، وبوعيٍ يحمي المعنى قبل الأرض.

58 عامًا من الصمود والثبات

ويؤكد عبد العال، أنّه على امتداد ثمانية وخمسين عامًا، حافظت الجبهة الشعبية على موقعها كتيار ثوري واضح، يربط بين التحرّر الوطني والعدالة الاجتماعية، ويقاوم كل أشكال التسوية الانتقاصية، كما واجهت الجبهة خلال هذه السنوات تحديات كبرى، شملت الحصار السياسي، والانقسام الداخلي الفلسطيني، وتبدّل موازين القوى الإقليمية، وتصاعد الهجمة الاستعمارية–الفاشية على غزة والضفة والمنطقة عمومًا، ولا سيما استهداف ركائز جبهة المقاومة على المستوى الإقليمي.

وبين عبد العال، أنّه برغم هذه الصعوبات، نجحت الجبهة في الحفاظ على حضورها الكفاحي والميداني والاجتماعي والسياسي والإعلامي والثقافي، مع الحفاظ على خطها الفكري والنضالي بالمعنى الثوري، لتظل عنوانًا للثبات في زمن التراجعات.

ويشير ضيف “الهدف“، أنّ التجربة تؤكد أنّ المقاومة ليست فعلًا أحاديًا، بل مشروعًا شاملًا يحتاج إلى حشد كل الطاقات الشعبية والحزبية في مختلف تجمعات شعبنا وعلى امتداد ساحات الصراع، كما أنّ قوة المقاومة تكمن في قدرتها على إطلاق الفعل على أوسع نطاق، مع الأخذ بعين الاعتبار أن فاعليتها تُقاس بمدى استنادها إلى بنية مجتمعية وثقافية وسياسية متماسكة، ما يستدعي تعزيزها باستمرار، باعتبار أن المقاومة الشاملة مركزية للعمل الثوري.

ويستكمل القيادي في الجبهة، أنّ “التجربة أكدت الحاجة الدائمة إلى ضخ دماء جديدة، وتطوير أدوات التنظيم والعمل الجماهيري والنقابي والشبابي، فيما أظهرت كذلك أنّ الأساس في أي مشروع تحرّر وطني هو “وحدة الهدف قبل وحدة الفصائل”، فالاستراتيجية الفلسطينية يجب أن تُبنى انطلاقًا من هذا الهدف الجامع: التحرّر الكامل، على أن تأتي البنية التنظيمية كأداة لتحقيقه، لا كغاية بحد ذاتها.

ويبين عبد العال، أنّه “لا شك أن الواقع الإقليمي يثبت أن فلسطين لا تُحرَّر بمعزل عن محيطها، بل ضمن عملية ثورية تاريخية تشمل المنطقة، ما يتطلب إعادة بناء جبهة دعم عربية وشعبية، باعتبارها شرط القوة، كما أنّ الوعي، في هذا السياق، يشكّل خط الدفاع الأول، وخسارته أخطر من خسارة الأرض، وهو ما يجعل إعادة الاعتبار للثقافة وإرث المؤسسين ضرورة استراتيجية وليست ترفًا”.

ويشدد عضو المكتب السياسي، على أنّ الجبهة الشعبية تقدّم نموذجًا للاستمرار والعطاء والفداء رغم الصعوبات، مع القدرة على مراجعة الذات دون التفريط بالثوابت. والدرس الأكبر للمرحلة المقبلة هو أن المقاومة تحتاج إلى مزید من الوضوح، والتنظيم، والوعي، وهي ثلاثية لا تزال الجبهة تمتلك عناصر قوتها.

لحظة غزة والانقسام: إعادة تعريف الأولويات الوطنية

وبشأن استمرار العدوان والانقسام، يقول الرفيق عبد العال، إنّ “لحظة غزة عرّت الكثير من القوى السياسية؛ فبعضها قاتل حتى النهاية، وبعضها جمّد نفسه داخل حساباته القديمة، فيما اكتفى آخرون بالتصريحات الشكلية التي لم يكن لها أي أثر على الأرض”، مضيفًا أنّ “منظمة التحرير، بوصفها الإطار المفترض لحمل المشروع الوطني، فقد بدت عاجزة عن استعادة دورها التاريخي، واكتفت بموقع رمزي بلا قدرة فعلية على التأثير أو التعبئة، وكذلك انكشفت حدود السلطة الفلسطينية، التي باتت وظيفتها الأمنية والإدارية لا تتجاوز إدارة اليومي تحت الاحتلال، من دون أي قدرة على صياغة خيارات حقيقية للتحرّر”.

ويؤكد القيادي، أنّ “الأولوية بالنسبة للجبهة الشعبية، في ظل تداعيات العدوان المستمر على واقعنا الفلسطيني، هي صياغة معادلة متكاملة لحماية القضية الفلسطينية، تقوم على تعزيز المقاومة الشاملة وإعادة تعريف وظيفة الحركة الوطنية، فالمواجهة الحالية أثبتت أن المقاومة في قلب المعادلة، لكن السؤال المركزي هو: كيف تكون في قلب الصراع، وكيف يتكامل دورها في إدارة الاشتباك، وإدامته، وتوسيع دائرته، وتحصين حاضنته الشعبية؟”.

وتابع: “ندرك أن تحويل الانقسام إلى أداة لتبديد القوة الوطنية، وتحويل مؤسسات الشعب إلى جزر معزولة، يخدم أهداف العدو الساعي إلى تمزيق الكيانية الفلسطينية سياسيًا وجغرافيًا. ولذلك، فإن إعادة بناء الوحدة الوطنية على أساس برنامج تحرري واضح تشكّل مطلبًا ملحًا، باعتبار أن وحدة الهدف هي الشرط الضروري. ومن هنا، يصبح دور الجبهة العمل على بلورة رؤية مشتركة تعيد صياغة وظيفة الفصائل والسلطة والمؤسسات، بحيث تتكامل جميعها ضمن استراتيجية واحدة للمقاومة والتحرّر”.

المعركة على المعنى قبل الأرض

وعن البعد الإقليمي والدولي، يؤكد عبد العال، أنّه “من موقعنا اليساري وتحالفاتنا الأممية، وحضورنا في الجاليات الفلسطينية والعربية، نسعى إلى تحويل التحوّلات الدولية الجارية إلى فرصة لكسر الهيمنة الصهيونية–الأميركية، عبر بناء شبكات ضغط وتحالفات سياسية وشعبية تعيد وضع الاحتلال في موقعه الحقيقي كقوة استعمارية معزولة”.

وبشأن صمود المجتمع الفلسطيني، يقول الرفيق: “أما داخليًا، فإن الدفاع عن المجتمع الفلسطيني وصموده، بمعناه المادي والمعنوي، هو جزء أصيل من المقاومة ذاتها. يشمل ذلك حماية الناس من التهجير، ودعم مقومات الحياة، ومواجهة الإبادة والتجويع، وتفعيل الثقافة الثورية باعتبارها خط الدفاع الأول عن الوعي الجمعي”.

ويوضح عبد العال، أنّه “بهذه الرؤية الشاملة، نؤكد أن المعركة ليست فقط على الأرض، بل على المعنى، والبرنامج، والقدرة على تحويل الغضب الشعبي إلى مشروع تحرّر وطني يمتلك وضوح الهدف وفعالية الأدوات”.

الشباب في قلب المعركة: تجديد الدماء وبناء قيادات جديدة

وبخصوص تعزيز مشاركة الشباب الفلسطيني وإعداد قيادات جديدة في المرحلة القادمة، يؤكد عضو المكتب السياسي للشعبية، أنّ الجبهة خطت مؤخرًا خطوة نوعية نحو تجديد دمائها عبر إعادة إطلاق الإطار الشبابي لها، بعد أن حالت الظروف دون تحقيق فعل منظم ومدروس في السابق، مبينًا أنّ البداية كانت بتشكيل اللجنة التحضيرية المركزية لمنظمة الشبيبة الفلسطينية، بوصفها الحاضنة التي ستنتج الكوادر الشبابية القادمة.

ويوضح عبد العال أن هذه المنظمة ليست ذراعًا تنظيمياً إضافياً، بل رديفًا شبابياً يعيد وصل الجبهة بالجيل الذي يصنع اليوم إيقاع الشارع الفلسطيني، ويضخّ فيها طاقات جديدة تُترجم في الميدان والعمل الجماهيري والفكري. ومن خلال هذا الإطار، تعمل الجبهة على بناء مدرسة نضالية حديثة، تُدرّب الشباب على التنظيم والفكر الثوري، وأساليب العمل، وثقافة المبادرة، وتتيح لهم المشاركة في صنع القرار وتحمل المسؤوليات، لا مجرد تنفيذها.

ويشير إلى أنّ جوهر الرهان هو أن تتحوّل منظمة الشبيبة إلى فضاء يفرز قيادات جديدة قادرة على قراءة التحوّلات، وإعادة صياغة أدوات النضال بما يناسب واقع الجيل وتجربته، بحيث يصبح الشباب ليس فقط قاعدة اجتماعية للجبهة، بل أحد أعمدتها القيادية في المرحلة المقبلة.

مشاريع التصفية والتطبيع: حلقات في مشروع استعماري واحد

وحول مشاريع التصفية السياسية ومحاولات التطبيع، يرى الرفيق عبد العال، أنّها ليست مبادرات منفصلة، بل حلقات في مشروع استعماري يسعى إلى انتزاع فلسطين من معناها التاريخي وتحويلها إلى “قضية مُدارة” خارج سياق التحرّر، كما أنّ جوهر هذه المشاريع يقوم على شطب الفلسطيني كفاعل سياسي وتجريده من أهليته في تحديد مصيره، عبر إغراقه في هندسة أمنية واقتصادية تُبقي الاحتلال وتلغي الصراع.

ويلفت إلى أنّ “الحرب الوحشية التي شنت على شعبنا وفي القطاع الحبيب، استخدمت فيها كل أدوات القتل والمحو والابادة والتطهير لإزالة الفلسطيني من المعادلة، ولكن إرادة شعبنا أسقطت هذا المنطق، وأعادت الفلسطيني إلى قلب المعادلة الإقليمية، بوصفه القوة القادرة على تعطيل أي هندسة سياسية تُبنى فوق حقوقه”.

ويبين القيادي أنّه “انطلاقاً من هذا التشخيص، تتعامل الجبهة مع مشروع التطبيع كمنظومة هيمنة استعمارية لا كخيار سياسي فقط، وتعتبر مواجهته جزءاً من الاشتباك مع البنية الاستعمارية نفسها. لذلك تركز عملياً على تثبيت مركزية المقاومة بكل اشكالها لمنع تثبيت وقائع التصفية، وعلى إعادة بناء الكتلة الفلسطينية الموحَّدة حول برنامج تحرّري يُعيد صياغة وظيفة المؤسسات والأطر الوطنية لتصبح أداة صراع لا ملحقاً لاتفاقات مفروضة”.

“كما تعمل على توسيع جبهة الرفض العربي والأممي المقاومة للتطبيع عبر خلق وقائع شعبية وسياسية تُحرج الأنظمة وتكشف تواطؤها، وتعيد الذراع الأخلاقي للقضية الفلسطينية إلى مكانته كعنصر قوّة يقيّد الحركة السياسية للكيان. وبهذه الرؤية، تؤكد الجبهة أن إسقاط مشاريع التصفية لا يتحقق بالاعتراض الخطابي، بل بخلق ميزان قوى جديد يفرض على المنطقة والعالم الاعتراف بأن فلسطين ليست ملفاً تفاوضياً، بل بؤرة صراع تاريخي لا يُحسم إلا بزوال المشروع الاستعماري نفسه”، بحسب عبد العال.

اتفاق غزة: هدنة تكتيكية لا تحوّلًا استراتيجيًا

وتعقيبًا على اتفاق وقف إطلاق النار بغزة، يقول عضو المكتب السياسي، إنّه “ليس حدثًا منفصلًا عن سياق الصراع، بل محطة فرضها الاحتلال، سعى إليها الرئيس الأمريكي ترامب كمبادرة سياسية قابلة للاستثمار لتحقيق مكاسب بوسائل أخرى. فالعدو لجأ إلى الاتفاق تحت وطأة سقوط سرديته أمام العالم، والضغط الدولي، وعزلته، وتصدّع جبهته الداخلية، وليس نتيجة تغيّر في جوهر مشروعه الاستعماري. وهذا يجعل أي تهدئة غير قادرة بذاتها على وقف مسار الإبادة أو فتح أفق سياسي حقيقي لصالح الشعب الفلسطيني”.

ويضيف عبد العال: “من هذا المنطلق، ترى الجبهة أن الاتفاق يمكن أن يشكّل فرصة لإيقاف الإبادة، والتقاط الأنفاس، وحماية شعبنا من استمرار عجلة القتل، والحفاظ على المجتمع الفلسطيني في القطاع من التطهير والتهجير وفرض وقائع التجزئة عليه. لكن هذا لا يشكّل تحوّلًا استراتيجيًا، ولا يمكن التعويل عليه كمسار طويل. قيمته تُقاس بقدرته على تثبيت صمود الناس، واستعادة بعض القدرة على التنظيم والحماية والإدارة، ومنع الفوضى والاستغلال والفساد”.

وتابع: “الرهان على تحويل الاتفاق إلى فتح أفق سياسي شامل، أو مدخل لإعادة الإعمار وفتح المعابر دون قيد أو شرط، هو رهان خاطئ، فالعدو يسعى من خلاله لتكريس إدارة الصراع من المدخل الإنساني. نحن نقرأ الاتفاق على أنه استراحة مشروطة في معركة طويلة، وليس تحويلًا جذريًا لمسار الصراع. والمعيار الحقيقي هو قدرة الفلسطينيين على تحويل الوقت الممنوح إلى قوة إضافية، ومنع الاحتلال من استخدام التهدئة لتثبيت وقائع جديدة”.

ووفق القيادي، فإنّ الجبهة تنظر إلى اتفاق غزة الأخير باعتباره “هدنة تكتيكية قد تفرضها موازين الصراع، لكنها تتحوّل إلى عبء خطير إذا جرى استخدامها كمدخل لترتيبات خارجية أو وصاية دولية على القطاع”، مشيراً إلى أنّ “الجبهة تطرح بوضوح “تشكيل لجنة إدارة وطنية مهنية مؤقتة في غزة، تضم شخصيات نزيهة من أبناء القطاع، تتولى إدارة المرحلة الانتقالية بمرجعية فلسطينية كاملة، وبالتنسيق مع المؤسسات الوطنية الفلسطينية، لمنع فرض أي بدائل أو صيغ حكم من الخارج”.

ويشدّد عبد العال على رفض الجبهة القاطع “لكل محاولات تثبيت التفسير الإسرائيلي لقرار مجلس الأمن الدولي 2803، ولا سيما المساعي الرامية إلى ترسيم ما يُسمّى بالخط الأصفر كفاصل دائم، وابتداع ما يُعرف بـ(المنطقة الخضراء) كمجال يبقى تحت السيطرة، بما يكرّس وقائع جديدة على الأرض، مؤكدًا أنّ “أي وجود دولي محتمل يجب أن يكون عربيًا–إسلاميًا، وأن يقتصر انتشاره على خطوط التماس فقط، في حين يتولى جهاز الشرطة الفلسطينية إدارة الأمن داخل المدن، باعتباره شأناً سيادياً وطنياً لا يقبل التفويض أو المصادرة”.

ويؤكد أن “سلاح المقاومة هو ملف سياسي وطني بامتياز، لا يخضع لشروط الاحتلال، ولا يُطرح للنقاش إلا ضمن إطار توافق فلسطيني شامل، يحفظ مشروع التحرّر الوطني ويصون وحدة شعبنا وقواه الحيّة”.

ذكرى الانطلاقة: الأمل صمام المقاومة واستراتيجية المستقبل

ويلفت الرفيق عبد العال، إلى أنّ ذكرى انطلاقة الجبهة ليست مجرد استعادة للتاريخ، بل رسالة للأجيال القادمة: “فلسطين باقية، وحريتها لن تُمنح، بل تُنتزع وتصنع بصبر وتضحيات وصمود شعبنا، ووحدته، وعمله، وأمله. فلتكن هذه الروح شعلة تنير الطريق نحو فلسطين الحرة والصامدة، والمستقبل الذي نستحقه جميعًا”.

وتابع ضيف “الهدف“: “ندرك أن الإمساك بالمستقبل يبدأ بالإمساك بالأمل. الأمل ليس شعورًا عابرًا، بل استراتيجية وجودية وفعلية تجعل من الصمود قوة، ومن المعاناة أرضًا خصبة للبناء، ومن التضحيات الفردية والجماعية عناصر صلبة في مسار التحرّر الطويل”.

ويشير عبد العال إلى ما ذكره الفيلسوف الإيطالي أنطونيو غرامشي: “نحن بحاجة إلى تشاؤم العقل، وتفاؤل الإرادة”، مؤكدًا أنّ الواقع يجب أن يُرى كما هو بكل مأساويته وتعقيداته، لا أن نغلق أعيننا عنه أو نحيله إلى وهم.

ويوضح أنّ “الأمل المطلوب ليس مخدرًا يخفف الألم، بل أداة فاعلة للفعل والتحرّر؛ فلا يمكن أن يتحقق إلا إذا ارتبط بفهم دقيق للواقع وبقدرتنا على تغييره. أمل بلا أساس في الواقع يتحوّل إلى خرافة، وأمل مرتبط بالواقع يصبح استراتيجية للبقاء والعمل والنضال”.

ويختم عبد العال حديثه بالقول: “نحن نمتلك الأمل دائمًا، سواء تحقق أم لم يتحقق، لكن انفصاله عن الواقع يفرغه من جوهره، ويحوّله إلى وهم لا يولّد إلا الضعف واليأس. من هنا، يصبح التفاؤل الثوري وعيًا عمليًا يجمع بين إدراك الصعاب وإصرار الإرادة على تحويلها إلى قوة حقيقية قادرة على صناعة المستقبل”.

مجلة الهدف/أ.أحمد زقوط