مع استمرار العدوان الصهيوني على غزة والضفة الغربية، تتواصل المظاهرات والاحتجاجات في مختلف المدن الأوروبية، والتي بلغت ذروتها في ذكرى يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني في 29 نوفمبر، وهو اليوم الذي يوافق ذكرى قرار تقسيم فلسطين عام 1947.

تعبر هذه الفعاليات عن رفضها للحرب وتدين جرائم الإبادة الجماعية في غزة والتطهير العرقي في الضفة الغربية، وسط صمت من الأنظمة الحاكمة والأحزاب اليمينية في أوروبا.

ومع ذلك، تتزايد الحركات المناهضة لهذه السياسات، وتتصاعد حدة مواقفها وخطابها، خاصة من قبل الحركة الطلابية التي باتت مؤثرة في الشارع الأوروبي. وتطالب هذه الأصوات بإنهاء الاحتلال وتحرير فلسطين، والتخلص من المشروع الصهيوني في المنطقة، ووقف التدخل الأمريكي في أوروبا.

رفعت الاحتجاجات شعارات مختلفة، أبرزها “فلسطين حرة من البحر إلى النهر”، وشعار “قاوم النار بالنار” الذي رُفع في مظاهرة في فيينا، بالإضافة إلى شعارات تطالب بمقاطعة الجامعات والشركات الداعمة للاحتلال، واعتبار المقاطعة واجباً أخلاقياً وسياسياً.

شهدت هولندا فعالية تضامنية مؤثرة تضمنت عرض أحذية الأطفال الذين استشهدوا في الحرب، مع كتابة أسماء الشهداء عليها. وفي لندن، اتهمت مجموعة “PSC” الحكومة البريطانية بالتواطؤ مع إسرائيل، وطالبت بوقف الانتهاكات ضد المتظاهرين.

شهدت إسبانيا زخمًا كبيرًا في المظاهرات، حيث نُظمت فعاليات تضامنية في أكثر من 100 مدينة. وفي باريس، شاركت نحو 70 منظمة في المظاهرات الداعمة للشعب الفلسطيني.

شهدت أكثر من 140 دولة في العالم مظاهرات تضامنية مع فلسطين، وبلغ عدد الفعاليات في المدن الأوروبية حوالي 26 ألف فعالية، على الرغم من محاولات المنع والاعتقالات. كما رفعت الجماهير في ملاعب كرة القدم الأعلام الفلسطينية والشعارات المؤيدة للقضية.

تدل هذه التظاهرات على تنامي الوعي العالمي بما يجري في فلسطين، خاصة في صفوف الشباب والنخب المجتمعية، والشعور بالظلم الذي لحق بالشعب الفلسطيني. كما تعبر عن انكفاء المشروع الصهيوني وإعادة النظر في السياسات المرتبطة به، وسقوط السردية الإسرائيلية الزائفة، وانتصار السردية الفلسطينية بفضل صمود الشعب الفلسطيني.