حطّ وفد أميركي يضم 1000 شخصية من رجال دين إنجيليين ومؤثرين في قطاعات الميديا الأميركية في يافا، الثلاثاء، في حدثٍ قد يكون الأضخم من نوعه في تاريخ المنظومة الدعائية الصهيونية.
في البرنامج يزور “وفد الألف” جبل العقود في مدينة القدس المحتلة، والذي حوّلته الحركة الصهيونية بتوصية من مؤسسها، ثيودور هرتسل، إلى مقبرة عسكرية تحمل اسمه “جبل هرتسل”، حيث دُفن وإلى جانبه عشرات الآلاف من الجنود الصهاينة الذين قُتلوا في الحروب الإسرائيلية المختلفة. زيارة المقبرة العسكرية ستشارك فيها شخصيات عسكرية إسرائيلية رفيعة المستوى، وإلى جانبها عائلات إسرائيلية فقدت أبناءها من الجنود والضباط الإسرائيليين.وإثر ذلك سيُقاد الوفد إلى أداء صلاة جماعية في مدرجات “الحائط الجنوبي”، وهو الجدار الجنوبي للمسجد الأقصى في البلدة القديمة في القدس المحتلة. وذلك قبل لقاء حاخام “الحائط الغربي” (حائط البُراق) ثم مشاركته في وضع قصاصات ورقية تحمل أسماء قتلى عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، والصلاة من أجلهم.
إلى جانب ما تقدّم من المقرر أن يقوم “وفد الألف” بجولة في واحد من أكثر المواقع التاريخية الأثرية التي عبث فيها الاحتلال لتتطابق مع مزاعمه ورواياته التوراتية، وهي خربة سيلون الواقعة في قرية قريوت بمحافظة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، والتي تزعم سلطات الإحتلال أنها “شيلوه القديمة”، أو “العاصمة الروحية اليهودية” التي تضم “تابوت العهد” بحسب الروايات التوراتية. وهناك سيلتقي الوفد برئيس مجلس مستوطنات “يشع” (مجلس يهودا والسامرة-التسمية التوراتية للضفة الغربية المحتلة)، يسرائيل غانتس.أمّا بالنسبة للاستثمار في المظلومية التي تحترفها سلطات الاحتلال، فقد خصّصت لها وزارة الخارجية حصة مهمة، حيث سيزور الوفد موقع حفل الهذيان الصحراوي “نوفا” في مستوطنة ريعيم، بمشاركة أسرى إسرائيليين سابقين لدى “حماس”، سيُكرمون خلال الحدث بمنحهم أوسمة فخرية لمساهمتهم في تقديم السرديات الصهيونية في الخطاب العالمي؛ على أن تنتهي زيارة الوفد رسمياً، يوم الأحد المقبل.
يبدو أن الهدف الرئيس من زيارة هذا الوفد الضخم هو الحفاظ على دعم المجتمع الغربي للاحتلال الصهيوني والتفكير في كيفية تعزيز هذا الدعم واستدامته أيضاً؛ حيث تأتي المبادرة على خلفية ما وصفته صحيفة “يسرائيل هيوم” بأنه “مؤشرات على تبدّد الدعم وتراجعه” حتّى في أوساط الجمهور الإنجيلي البروتستانتي، الذي يُشكل إحدى القواعد الانتخابية الراسخة للحزب الجمهوري.
وهذا ما أكدّه مؤسس متحف أصدقاء صهيون، مايك إيفانز،المستشار السابق للرئيس الأميركي دونالد ترامب. حيث شدّد على أن كيان الاحتلال يدير حرباً أيديولوجية لا يمكن تحقيق الانتصار فيها من دون دعم الإنجيليين”، ولفت إلى أن “الإسرائيليين” يمثلون فقط 0.12% من عدد السكان عالمياً، فيما يمثل الإنجيليون ما نسبته 9.7% من السكان حول العالم”.ولفت إيفانز إلى أن “الرئيس التاسع للكيان المحتل، شمعون بيريز، قال لي قبل عشرات سنوات إن حروب القرن الـ21 ستكون حروباً أيديولوجية، اقتصادية، وإعلامية، وحروباً بالوكالة.. وهذا بالضبط هو السبب الذي دفعني لتجنيد كل هؤلاء المؤثرين والقادة الإنجيليين”.

