أميركا اللاتينية تفاجئنا بالمبادرات!

التعليق السياسي – كتب ناصر قنديل
في أيلول الماضي دعا الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو، إلى تشكيل قوة عالمية لتحرير فلسطين، وقال إن الشجب والتنديد غير كاف لمواجهة الجرائم التي ترتكبها “أسرائيل”في فلسطين.وأضاف إن العديد من الدول أبدت استعدادها للمشاركة في تشكيل قوة عسكرية لتحرير فلسطين، وشدد على ضرورة إبراز القوة في وجه إسرائيل واعتقال المتهمين بارتكاب جرائم الإبادة الجماعية في غزة وتقديمهم للمحكمة الجنائية الدولية، قائلا “إن تشكيل جيش عالمي لإنقاذ فلسطين سيكون مرتبطا بإرادة الدول”.
بالتوازي نقلت وسائل الإعلام تقارير تتحدث عن استعداد تشيلي لإطلاق حملة دولية واسعة النطاق هي الأولى من نوعها في أمريكا اللاتينية تهدف إلى المطالبة بطرد الكيان الصهيوني من منظمة الأمم المتحدة، وذلك خلال فعالية رسمية مرتقبة في السادس والعشرين من نوفمبر الجاري بالعاصمة سانتياغو.وأوضحت الجهات المنظمة أن هذه الحملة تأتي تتويجًا لمبادرات شعبية وحقوقية متزايدة داخل تشيلي ودول المنطقة، احتجاجًا على الجرائم الوحشية التي يرتكبها الكيان الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني، واستمرار الحرب والإبادة الجماعية في قطاع غزة، فضلاً عن تجاهله المستمر لقرارات الشرعية الدولية.ووفقاً للجان المشرفة، ستتضمن الحملة مؤتمرات قانونية وندوات دولية وعرض ملفات موثقة أمام منظمات حقوقية وبرلمانات إقليمية، بهدف حشد تأييد عالمي لاتخاذ خطوة طال انتظارها، تتمثل في إسقاط عضوية الكيان الصهيوني من الأمم المتحدة، على غرار ما حدث لنظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا عام 1974.
يجب الاعتراف بأن حجم الوعي الذي تختزنه دول أميركا اللاتينية نحو موقع ومكانة القضية الفلسطينية في النضال العالمي التحرري، وما تظهره شعوب وحكومات أمريكا اللاتينية لجهة الاستعداد لتحمل التضحيات، يجعلها في مواقع متقدمة بأشواط عن الدول العربية حكومات و شعوب ونخب، ويستحق من كل المخلصين لقضية فلسطين في البلاد العربية تجاوز مجرد التحية والتأييد إلى الانخراط في حملات شعبية لملاقاة ما تقدمه  اميركا اللاتينية من مبادرات بما يوازيها ويحاكيها، ويشجعها على المزيد.