لدى المرصد توثيقات ومعلومات عن كل ما جرى !!

بيان صادر عن المرصد الوطني السوري لحقوق الإنسان حول الأحداث الأخيرة في الساحل السوري وحمص

يرصد المرصد الوطني السوري لحقوق الإنسان بدقة شديدة وقلق عميق واستنكار واضح ما شهدته عدة مناطق سورية يوم أمس من اعتداءات ممنهجة على متظاهرين سلميين خرجوا في أكثر من أربعين موقعاً، وبمئات الآلاف مطالبين بحقوقهم معبرين عن آرائهم بشكل سلمي وعفوي مستنكرين ما يحدث بحقهم من جرائم قتل وخطف واعتقال قسري، مطالبين بالإفراج عن المعتقلين، وإعادة الموظفين المفصولين.

إن هذه المظاهرات التي شارك فيها مئات آلاف المواطنين السوريين من مختلف الطوائف والمكونات، وبشكل خاص أبناء الطائفة العلوية والمسيحية والإسماعيلية والمرشدية، تؤكد رفض السوريين القاطع لنهج القمع والتسلّط، وتُعبّر بوضوح عن إرادة المكونات الأساسية بالنسيج السوري في بناء دولة عادلة تحترم حقوق الإنسان وتحفظ كرامة المواطن.

كما شهدت تلك التحركات تضامناً إعلاميًا واسعًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي من مختلف المحافظات السورية، في رسالة واضحة بأن الشعب السوري متحدّ في مطالبه رغم محاولات بث الفتنة.

إن المرصد الوطني السوري يستنكر بشدة محاولة “حكومة الجولاني” التضييق على المتظاهرين سواء على يد ما يسمى بـ”الأمن العام” أو على يد أنصار هذه “السلطة”، ويضع المرصد بين يدي الرأي العام والمنظمات الحقوقية في العالم هذه الانتهاكات الموثقة.

لقد شملت المناطق التي شهدت مظاهرات سلمية وفق ما استطاع المرصد توثيقه :

  • محافظة اللاذقية: [مدينة اللاذقية (دوار الأزهري، دوار الزراعة، ساحة الحمام)، مدينة جبلة (دوار العمارة، دوار المشفى)، القرداحة، بيت ياشوط، زاما، عين شقاق، القطيلبية، الدالية، الحويز، دمسرخو، بسنادا، برابشبو ]
  • محافظة طرطوس: [مدينة طرطوس (العريض، دوار السعدي)، الدريكيش، صافيتا، بانياس، بلدة الشيخ بدر، الخربة]
  • محافظة حمص: [وادي الذهب، الزهراء، عكرمة، فاحل، خربة التين]
  • ريف حماة وسهل الغاب: [مصياف، سلحب، وادي العيون، المحروسة، شعبة، الصفاصفة، عين الكروم، نهر البارد، دير شميل، عناب، مرداش، شطحة، دير الصليب]

واجهت “سلطة الجولاني” هذه التحركات السلمية بعنف مفرط وعدوان مباشر، حيث عمدت إلى تسليح أفراد موالين لها لقمع المتظاهرين، والاعتداء عليهم بالرصاص والحجارة وعمليات الدهس المتعمد، إضافة إلى تدخل مباشر بالرصاص من قبل قوات “الأمن العام” لمحاولة فض التجمعات. وأسفر عن تلك الاعتداءات سقوط خمسة شهداء ووقوع عدة إصابات، بينهم طفل ورجل مسن، ما يشكّل جريمة موثقة بحق المدنيين العزّل.

وبعد انتهاء المظاهرات، خرجت ليلاً مجموعات موالية للجولاني في عدة مدن، منها اللاذقية وجبلة وحمص وحماة ودمشق، ونفّذت تحركات تحريضية طائفية طالت أبناء الطائفة العلوية، ووصلت لحد تهديدات بالقتل والإبادة، كما ترافقت مع اعتداءات على منازل ومحال وسيارات، إضافة إلى رمي قنابل، وسط حالة من الانفلات والتواطؤ الواضح من عناصر “الأمن العام” التابع لسلطة الجولاني الذي قام بتأمين وحماية المعتدين.

إن المرصد الوطني السوري لحقوق الإنسان يحمّل “سلطة الجولاني” كامل المسؤولية القانونية والسياسية والأخلاقية عن سقوط الضحايا، وعن إشعال التوتر الطائفي والاعتداء على المدنيين، ويعتبر ما جرى دليلاً دامغاً على عجز هذه السلطة عن إدارة المنطقة، واعتمادها نهج القمع وتأجيج الكراهية بدلاً من الاستجابة لمطالب الشعب.

وعليه، يطالب المرصد بما يلي:

  1. الوقف الفوري وغير المشروط لكل أشكال القمع والاعتداء على المتظاهرين السلميين.
  2. الاستجابة الفعلية لمطالب الشعب المحقّة بدلاً من قمعه ومحاولات إسكات صوته.
  3. فتح تحقيق دولي مستقل وشفاف في جرائم إطلاق النار والاعتداءات التي طالت المتظاهرين والممتلكات.
  4. محاسبة جميع الجهات والأشخاص المتورطين في التحريض الطائفي أو الاعتداء على المدنيين.
  5. ضمان حماية المدنيين دون أي تمييز، ومنع تكرار هذه الانتهاكات.
  6. الإفراج الفوري عن كافة معتقلي المظاهرات السلمية.

ويؤكد المرصد أن التظاهر السلمي ليس مجرد حق قانوني، بل هو تعبير مشروع عن إرادة شعبية رافضة للظلم، وأن استهداف الأفراد بسبب انتمائهم الديني أو الاجتماعي يمثل جريمة خطيرة وانتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني.

كما ويؤكد أن محاولات إرهاب الشعب السوري وإسكاته بالقوة لن تنجح، وسيبقى الحق في التعبير والمطالبة بالحرية والعدالة والتغيير أساساً غير قابل للمصادرة.

صادر عن المرصد الوطني السوري لحقوق الإنسان
الحقيقة والعدالة أساس السلام
بتاريخ: ٢٦ تشرين الثاني/نوفمبر ٢٠٢٥