يجب فهم مساعي توحيد الصفوف في الانتخابات التشيلية ضمن إطار أوسع من الصراع الإقليمي — وهو الصراع على روح أمريكا اللاتينية.

فعلى امتداد القارة، تعمل الحكومات التقدمية في كولومبيا وبوليفيا وهندوراس والمكسيك على عكس عقود من التقشف النيوليبرالي، بينما تواجه مقاومة شرسة من النخب المتجذّرة، والمصالح الشركاتية، وحملات زعزعة الاستقرار المدعومة من الخارج.

وتقع تشيلي في مركز هذا الاشتباك.
فانتصار جانيت خارا سيُرسّخ كتلة قوية من الدول اليسارية الملتزمة بالإدماج الاجتماعي، وحماية البيئة، والتكامل الإقليمي — وهو ما قد ينعش مبادرات مثل سيلاك CELAC و أوناسور UNASUR.

وعلى النقيض، فإن فوز كاست أو كايزر سيُشجّع القوى اليمينية المتطرّفة في مختلف أنحاء المنطقة، مُشيراً إلى عودة أنماط الحكم القمعي القائم على السوق.

ولا تقتصر الرهانات على الأيديولوجيا. فالسعي للسيطرة على احتياطيات تشيلي الهائلة من الليثيوم — الضروري للسيارات الكهربائية وتخزين الطاقة المتجددة — يجعل هذه الانتخابات محوراً لاهتمام القوى العالمية. الصين والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يتابعون عن كثب من سيكسب النفوذ على سياسة سانتياغو المتعلقة بالموارد.

فمن سيفوز سيقرر ما إذا كان الليثيوم سيخدم الشعب — أم المستثمرين الأجانب.

إضافة إلى ذلك، سيؤثر هذا الاستحقاق على حقوق الشعوب الأصلية، والمساواة الجندرية، والالتزامات المناخية. لقد كان الانفجار الاجتماعي لعام 2019 — ذلك الحراك الجماهيري ضد اللامساواة — صرخة من أجل تغيير جذري. وهذه الانتخابات تمثّل لحظة المحاسبة الديمقراطية لذلك الحراك.

فهل ستفي تشيلي بتلك المطالب؟ أم ستتراجع إلى الخوف والإقصاء؟

إن حملة الوحدة الانتخابية في تشيلي تمثل أكثر من مجرد سياسة داخلية — إنها استفتاء على ما إذا كانت الديمقراطية قادرة على تحقيق العدالة في القرن الحادي والعشرين.

لائحة القومي العربي