لقاء سياسي وفكري يعزز مركزية فلسطين

استقبلت قيادة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ظهر اليوم الأربعاء، الأمين العام الجديد للمؤتمر القومي العربي، الدكتور ماهر الطاهر، في مقر الجبهة في بيروت، في لقاء حمل أبعاداً سياسية وفكرية تتجاوز الطابع البروتوكولي.

وضم وفد الجبهة كلاً من عضو المكتب السياسي مروان عبد العال، ومسؤولها في لبنان هيثم عبده، ونائبه عبد الله الدنان.

وقدّمت الجبهة تهانيها للدكتور الطاهر بمناسبة انتخابه أميناً عامًا للمؤتمر القومي العربي، مؤكدة أن تولّيه هذا الموقع يشكّل تعزيزاً لحضور القضية الفلسطينية داخل البنية القومية العربية، وتكريساً لدور المقاومة كجوهر للمشروع النهضوي العربي.

وتناول اللقاء نقاشاً معمّقاً حول الأوضاع العربية الراهنة، مع تركيز خاص على تصاعد العدوان والاستيطان في فلسطين المحتلة، وانعكاسات ذلك على واقع الحركة القومية والمقاومة العربية.

من جهته، قدّم الدكتور الطاهر عرضاً شاملاً لنتائج الدورة الرابعة والثلاثين للمؤتمر القومي العربي، واصفاً إياها بأنها محطة تأسيسية لإعادة إحياء المشروع القومي بروح جديدة، تستند إلى مقاومة التطبيع واستعادة مفهوم العروبة كإطار جامع في مواجهة التفكك والتبعية.

وشدّد الطاهر على أن العروبة ليست مجرد شعار ثقافي، بل فعل تحرري سياسي وحضاري ونهضوي، مؤكداً أن المؤتمر سيعمل في المرحلة المقبلة على تعميق العلاقة بين قوى المقاومة العربية والقوى القومية والتقدمية، بما يعيد للقضية الفلسطينية موقعها المركزي في الوعي والممارسة.

بدورها، أكدت قيادة الجبهة الشعبية ضرورة تحويل المؤتمر إلى منصة فعل جماعي تضع حداً لحالة التشتت، وتؤسس لتكامل بين البعدين القومي والمقاوم، معتبرة أن انتخاب قيادي فلسطيني في هذا الموقع يشكّل رسالة رمزية ومعنوية بأن فلسطين ما زالت بوصلة الأمة.

ويأتي هذا اللقاء في سياق أوسع من المساعي الرامية إلى توحيد الجهود القومية لمواجهة مشاريع التطبيع والتقسيم، وبلورة خطاب عربي جديد يعيد الاعتبار للهوية الجامعة، ويربط بين الحرية والوحدة والتحرر من الهيمنة.