فنزويلا شوكة في حلق أمريكا!
ناصر قنديل
كما تقول سيرة منح جائزة نوبل وارتباطها بأجندات أميركية للتغير الحربي او السياسي في الدول المستهدفة، يجب النظر لمنح الجائزة هذا العام للشخصية المعارضة الفنزويلية المساندة لأميركا واسرائيل، ماريا كورينا ماتشادو، رغم تعطش الرئيس الأميركي دونالد ترامب لنيلها شخصيا، كاشارة الى ان قرار التصعيد والتغيير في فنزويلا داهم ومتسارع اميركيا ولا يحتمل الانتظار، وربما تكون الحرب الأميركية عليها وراء الباب.
أميركا مأزومة بفشل سياساتها الخارجية رغم كل تباهي ترامب بالانجازات، فمن جهة فشل في تطويع روسيا واحتوائها من بوابة الحرب والسلم في أوكرانيا، وفشل في تحويل حروب الشرق الأوسط الى نقطة تحول لصالح التخلص من محور المقاومة، حيث بدلا من إحكام السيطرة الأميركية على البحر الأحمر ومضيق هرمز، بات على أميركا الانسحاب منهما لصالح اليمن وإيران، ولا زالت المقاومة في لبنان وغزة مع سلاحها عقدة لا رؤية سريعة لحلها رغم كل ما فعلته أمريكا واسرائيل في حرب الإبادة وما الحقته بالمقاومة وشعبها من خسائر، ولذلك تحتاج أميركا إلى إنجاز يعيد تظهير صورة القوة، قبل أن تتهاوى دول الجوار لصالح خيار التمرد على المشيئة الأميركية تحت تأثير رؤية الفشل الأميركي عالميا وما قاله الاتفاق الأميركي الصيني عن ضعف في مكانة وموقع أميركا.
أميركا مأزومة اقتصاديا وقد خسرت مكانة الدولة الأولى لصالح الصين، وفنزويلا جائزة نفطية استثنائية وهي تحتضن الاحتياطات الأولى عالميا في النفط، اضافة الى ثروات معدنية كثيرة، ومنذ زمن وأمريكا تحاول توسيع نطاق هيمنتها الإقليمي على ثروات بلاد الجوار، من كندا الى المكسيك الى بنما، ويمكن للفوز بالجائزة الفنزويلية فتح الطريق لإنجازات تخرج أمريكا من المأزق، وهي تشعر أن الخناق يضيق عليها.
فنزويلا قوية بشعبها وقيادتها، وتستعد لمواجهة الخطر الأميركي، وواجب الدول التي تقف في وجه الهيمنة الأميركية، وخصوصا روسيا والصين وايران، التي تقول الواشنطن بوست ان فنزويلا طلبت منها تقديم المعونة بالسلاح والمعدات تحسبا للمخاطر، ان تقوم بفعل ما يلزم لتمكين فنزويلا من بناء منظومة ردع تجعل الحرب مستحيلة وإن وقعت الحرب تضمن لفنزويلا قتالا مشرفا يسقط اهداف الحرب.
الشعوب العربية المؤمنة بفلسطين، تعلم كمية الصدق في مواقف فنزويلا مع فلسطين ومقاومتها وشعبها، وأضعف الإيمان في هذه اللحظة التاريخية من حياة فنزويلا وشعبها وقيادتها أن تخرج مواقف التضامن معه من عواصم العرب ومقاومتهم وقواهم الحية.
