أرباب العطاء

أماني أبوعلي

كانوا أُناس عاديين كبقية البشر لكنهم يملكون نفوس غالية جِداً

ويملكون عقول واعية ذو نظرة ثاقبة للأحداث والمُجرَيات

ويملكُون شجاعة البأس الشديد والذي خلد الله ذكره في كتابه ( أولي بأسٍ شَدِيد)

، ويملكون قلوب رحيمة كريمة تأبى العيش في أوضاع يتعرضون فيها للضيم ، والقهر والإذلال

ويملكون قوة كقُوّة نبي الله موسى عليه السلام عندما قال الله عنه : ( فوكزه فقضى عليه)

، ويملِكون القدرة على تحقيق الضربات الموجعة ، والمؤلمة لعدوهم الجبّان

فهل عرفتم من يكونون ؟

بكل تأكيد أنكم عرفتم عن من أتحدث
عن رجال الله أنصار دينه الثابتين معه أصحاب الإيمان الراسخ ، والمواقف القوية في الميادين
، وأصحاب الهامات العملاقة والتي تُعانِق السماء علواً وسمواً وشُموخاً

وأصحاب الأطماع في جنات الله ، والمقام الرفيع عند الله ، وبرفقة الأنبياء ، والصديقين والشهداء والصالحين وحسُن أُولئك رفيقا

فما أعلاها من رفقة ، وما أعظمها من صحبة ، وما أطيبها من معيشة ، وما أشرفها من ضيافة

هؤلاء هم الشهداء: من باعوا أنفسهم في سوق الله الغني ومن تاجروا في تجارة رابحة لا خسارة فيها أبدا

ومن ضحوا بأغلى ما يملكه الإنسان في الحياة وهي النفس رخيصة في سبيل الله وهذا دليل معرفتهم الكبيرة والعظيمة بالله سبحانه فمن عرف الله حق المعرفة عظم الله في نفسه وصغُرَ مادونه..
فالشُهداء ” رضوان الله عليهم ” كانوا هُم السَبّاقين لعرض أنفُسَهُم للبيع من الله والله قبل منهم البيع واشترى منهم ماهو له
وجعل ثمن نفوسهم الجنة لقوله تعالى : (إنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ )

وكما قال أمير المؤمنين:
( علي بن أبي طالب ) كرم الله وجهه
( نفوسكم غالية فلا تبيعوها إلا بثمن غالي وهي الجنة)

فنحن نرى من الناس من يبيع نفسه من الشيطان والله قال عنه: (إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ )
فالفرق كبير جدا نعيم خالدا أبدي في جنة فيها ما لا تشتهيه الأنفس ، وتلذ الأعين ، وفيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر
بمعنى لم ، ولن نرى في الدنيا مثلها ولم ولن نسمع في الدنيا بما فيها ، ولم ، ولن يخطر على قلب أي بشر مهما كان من نعيم واسع جِداً جِداً جدا ..
أو
عذاب كبير خالداً أبدي خُضوع ، وإذلال ، ونفوس منكسرة ذليلة مهانة لا عزة ، ولا كرامة أبدا بل عذاب ، وألم ، وحسرات تقطع القلوب ، وأنين يعصر الأنفس, وأصوات جهنم مُرعِبة جداً قال تعالى :
( لها تغُّيظاً وزفيرَا)
يعني عذاب لم نشاهد له مثيل لا في سجن أبوغريب ، ولا في سجن الفلوجة ، ولا سجون الصهيونية العالمية أبدا
سيتمنى المُجرمون لو أن عذاب جهنم كعذاب السجون لرأوه حسَناً وخفيفاً
حسبُنا الله ونعم الوكيل