“عودة الأسد”.. لإنقاذ الجولاني.. الفخ الخطير!!!
الغرب ينقذ الجولاني… بوجهٍ وطني!
بين توم براك وحملات “عودة الأسد”: مسرح الخداع الكبير

لم يعد خافيًا أن زعيم “هيئة تحرير الشام” أبو محمد الجولاني يعيش لحظة تراجعٍ حاد في شعبيته، ليس فقط بين من هللوا “للفاتح”، بل حتى داخل فصائله التي بدأت تشعر أن مشروعه لم يأخذ مصالحهم في قسمة الكعكة!!

لقد انكشف الرجل الذي صُنع على عيون أجهزة الغرب منذ سنوات الحرب الأولى، وصار عبئًا ثقيلًا حتى على صانعيه.

الغرب، كالعادة، لا يُسقط أدواته بسهولة، بل يُعيد تلميعها عبر سيناريوهات مركّبة، فكيف إذا كان ذلك وبوجوه وطنية!

فجأة، خرج توم براك – أحد أذرع الصهيونية المالية الناعمة – ليتحدث بوضوح عن “عودة الأسد”!

تصريح بدا كأنه انفتاح أمريكي على عودة الدولة السورية، لكنه في العمق لم يكن سوى لحظة الاستثمار الكبرى لحراكٍ شعبي وطني بدأ فعلاً على الأرض وهو الحملات التي بدأت تطالب بعودة السيد الرئيس بشار الأسد، بعد أن أدرك الناس أن البديل كان خرابًا منظّمًا!

وهنا بالضبط، رأت الغرف الغربية في هذا الحراك فرصة مزدوجة:

أن تبدو كأنها تستمع لصوت السوريين، وفي الوقت نفسه تستخدم هذه الموجة لتعويم عميلها الجولاني الذي فقد كل رصيده!

فالخطة الجديدة تقضي بأن يظهر الغرب في ثوب “الوسيط الوطني” الساعي إلى السلم والعودة إلى الدولة، بينما في الحقيقة يسعى لإعادة إنتاج الجولاني كطرفٍ “منقذ” من عودة الأسد داخل مشهدٍ سياسي جديد!

إنه تدوير للعميل عبر حراكٍ وطني صادق، ليُقدَّم بوجهٍ جديد يخدع الداخل ويستفيد منه الخارج معًا!

ولم يكن عبثًا أن تظهر شخصيات مشبوهة تحاول ركوب الموجة، وتقديم الجولاني في ثوب المنقذ أو المُمثّل الوحيد لـ”الواقع” قائلة إنها ستكون أول من يتحرك دعما للجولاني في حال احتمال عودة الأسد!

فكل ذلك يأتي ضمن مشهدٍ استخباري مركّب، هدفه إعادة خلط الأوراق السورية بين الوطني والعميل، بين المقاومة والمشاريع المموّلة، حتى لا يعرف الناس من أين يُضربون!

لكن هذه اللعبة، وإن كانت محبوكة في غرف السياسة الغربية، إلا أنها لن تصمد أمام وعي السوريين الحقيقيين، أولئك الذين دفعوا ثمن الحرب دمًا وصبرًا وإيمانًا.
ما يحتاجه السوري اليوم ليس “منقذًا” بل إدراك عميق أن كل ما يجري في الكواليس ليس سوى محاولة أخيرة لإنقاذ مشروعٍ فشل في تغيير هوية سورية المقاومة!
والمنقذ أيها السوريون يدرك جيدا أن الصمت هو غرفة عمليات الظلّ التي لاتفرّط بالوطن.. وقد تكون الغرفة انتقلت إلى الظلّ من أجل عناوين أكبر بكثير مما يتوقعه أحد!!

الوعي الآن ليس ترفًا، بل واجب نجاة.
فالمعركة القادمة لن تكون بالبندقية فقط، بل بتمييز الوجوه المقنّعة التي تتحدث باسم الوطن وهي تفتح الأبواب للعدو من جهة وبخلق رموز وطنية إعلانية وسياسية وعسكرية تدرك جيداً كيف ومتى تطلق سلاحها سواء كان رصاصة أم كلمة!

الغياب منح الوطنيين الذين كانوا خارج الجبهة فرصة أن يسجلوا اسمهم في التاريخ عبر بوابة السماء سورية.. فلا تفوّتوا الرّكب.. وإياكم أن تكونوا حطبا سهلا لثعالب العدو!

زنوبيا الشام