الدورة ال 34 للمؤتمر القومي العربي :البدايات والثوابت!
معن بشور
ربما لم يكن الدكتور خير الدين حسيب وثلة من إخوانه من رموز العروبة والعمل النهضوي العربي يعتقدون ان المؤتمر القومي العربي الذي انطلق بمبادرة منهم في تونس في اوائل نيسان/أبريل 1990 ، سيستمر على مدى ثلث قرن ونيف في أوضاع عربية ودولية عاصفة ومدمرة ، وفي ظل حروب بين اقطار الامة، وداخل كل منها، ومع وجود انظمة اقصائية تتصرف مع كل مبادرة شعبية على قاعدة اما الالتحاق بها واما الملاحقة بالاتهامات والمضايقات والحصارات، على انواعها .
واذكر اننا الراحل الكبير خير الدين حسيب وانا كنا في صيف 1990 نقبع في احدى الملاجئ في بيروت خلال جولة من جولات الحرب الاهلية بعد ان اضطر الدكتور حسيب الى ترك منزله لتعرضه الى قصف شديد لقربه من احد مرابض مدفعية الحرب اللعينة انذاك.
في تلك الجلسة “التاريخية” استعرضنا اسماء اللجنة التحضيرية لتشمل شخصيات قومية من كل الاقطار ، اذكر منهم الراحلون د احمد صدقي الدجاني(فلسطين) ، د. أديب الجادر (العراق) ، أ. جاسم القطامي(الكويت) ، أ .جوزيف مغيزل(لبنان) ، د. خير الدين حسيب (العراق) ، أ. محمد البصري (المغرب ) ،
أ.محمود رياض(مصر) ، د. مصطفى الفيلالي (تونس) بالاضافة الى أ. محمد فايق (مصر) ود. عصام نعمان (لبنان) أطال الله في عمريهما .
في تلك الجلسة ايضاً تمّ التأكيد على ان يكون المشروع النهضوي العربي بعناصره الست (الوحدة العربية ،الاستقلال الوطني والقومي ، الديمقراطية ،
التنمية المستقلة، العدالة الاجتماعية، التجدد الحضاري) هو المشروع الذي يسعى المؤتمر الى حمل لوائه ، ويجمع نهضوي الامة من كافة التيارات حوله وفي صفوفه، وان تكون فلسطين ومقاومة المشروع الصهيو – استعماري غايته ، ويحشد طاقات الامة واحرار العالم في سبيلها ، بل ان يحرص المؤتمر ان يكون اطاراً جامعاً لأحزاب ونقابات وهيئات ثقافية واجتماعية وشخصيات فاعلة في مجتمعاتها ، بعيداً عن كل تحزب وتعصب واحتراب دفعت امتنا غاليا ثمناً له.
اليوم وبعد 35 عاماً على تأسيس هذا المؤتمر ، وبعد ان غابت عنه وجوه ووجوه ، اما بسبب الموت او لأسباب أخرى، يبقى المؤتمر رغم ما يتعرض له من تشويش وتشويه وحصار وسوء فهم، علامة فارقة في حياتنا العربية تمكن، وما زال، من تجاوز ظروف بالغة التعقيد . وحصارات متعددة الاشكال ، ولنا اطلالات أخرى على مسيرة المؤتمر في الأيام القادمة.