بعد أن أذهل الفلسطينيون العالم بصمودهم الاسطوري الذي دام قرابة العامين بوجه حرب الإبادة الجماعية التي شنتها اسرائيل ضد قطاع غزة، ها هم اليوم يدهشون العالم بطوفان العودة مؤكدين أنه لا بديل عن غزة.

وبدأ آلاف النازحين الفلسطينيين العودة إلى منازلهم المهجورة والمدمرة يوم امس بعد دخول وقف إطلاق النار بين الكيان وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) حيز التنفيذ وبدء القوات الإسرائيلية الانسحاب من بعض مناطق القطاع.

وتحركت حشود ضخمة من النازحين شمالا باتجاه مدينة غزة، أكبر منطقة حضرية في القطاع، والتي كانت هدفا لهجوم واسع قبل أيام فحسب في واحدة من أعنف العمليات العسكرية الإسرائيلية خلال الحرب.

وقال إسماعيل زايدة (40 عاما) في حي الشيخ رضوان في مدينة غزة «الحمد الله بيتنا لسة واقف … لكن المكان كله دمار، البيوت في الحي تبعنا مدمرة، مربعات سكنية كاملة كلها راحت».

وبمجرد بدء تنفيذ الاتفاق، ستتدفق شاحنات محملة بالمساعدات الغذائية والطبية إلى القطاع لإغاثة السكان الذين يعيش مئات الآلاف منهم في خيام.

وذكر سكان على اتصال مع رويترز في خان يونس بجنوب قطاع غزة أن بعض قوات الاحتلال انسحبت من المنطقة الشرقية القريبة من الحدود، لكن دوي قصف بالدبابات سمع في المنطقة.

وفي مخيم النصيرات في وسط القطاع، فكك بعض الجنود الصهاينة مواقعهم واتجهوا شرقا نحو الحدود الإسرائيلية، لكن قوات أخرى بقيت في المنطقة بعد سماع دوي أعيرة نارية في الساعات الأولى من صباح الجمعة.

وانسحبت قوات صهيونية من طريق يمتد من ساحل البحر المتوسط إلى مدينة غزة.

وقال مهدي ساق الله (40 عاما):«أول ما سمعنا خبر الهدنة ووقف إطلاق نار فرحنا كتير واستعدينا لأنه نرجع على غزة على بيوتنا. طبعا مفيش بيوت.. مهدمة».

ووفق مصادر:«سيبدأ منتسبو جهاز الشرطة بالانتشار في جميع المناطق التي انسحب منها جيش الاحتلال بمحافظات قطاع غزة كافة للقيام بواجبهم في خدمة المواطنين ومساندتهم وللمحافظة على الممتلكات العامة والخاصة».

من جهته، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن موسكو تدعم مبادرة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في قطاع غزة.

وأضاف بوتين أن مشاركة روسيا في عملية السلام ربما تكون مطلوبة بالنظر إلى علاقة الثقة التي تجمعها بدول عربية وخاصة مع الفلسطينيين.