أخطاء اليسار القاتلة: بوليڤيا نموذجًا
بعد حرمانه من الترشّح، دعا الرئيس السابق إيڤو موراليس إلى التصويت السلبي في الانتخابات الرئاسية البوليڤية التي جرت في 17 الجاري، ما أدّى إلى إضعاف مرشح اليسار الذي حصل على (3%) من نسبة الأصوات، بينما تصدّر النتائج مرشح الاعتدال الوسطي رودريغو پاز (32%) نجل الرئيس الأسبق خايمي پاز زامورا، وخورخي كيروغا (27%) النائب السابق للدكتاتور هوغو بانزر.
النتيجة النهائية ستحسمها الجولة الثانية التي ستجري في 19 تشرين الأول المقبل.
وهكذا، بعد سيطرة اليسار على المشهد السياسي في بوليڤيا لعقدين من الزمن، عاد اليمين ليشرّع أبوابها على النهب، خاصة بعد تعهد مرشح اليمين بتحسين العلاقات مع واشنطن فور وصوله إلى سدّة الرئاسة، وتشجيع الاستثمار الأجنبي في قطاع الليثيوم.
المناكفات والانقسامات داخل الحزب اليساري الحاكم (MAS) ونرجسية قادته، أعاد الرجعية اليمينية إلى الحكم وقدّم ثروات بوليڤيا إلى الولايات المتحدة الأميركية، على طبقٍ من فضّة.
التاريخ ملىء بأحداث مماثلة من الانقسامات والشرذمة في صفوف اليساريين والشيوعيين، كانت نتيجتها صعود النازيّة في ألمانيا والفاشيّة في إيطاليا، وعودة اليمين المتطرّف إلى الحكم حاليًا، في الأرجنتين.
تمتلك بوليڤيا أكبر احتياطي لليثيوم في العالم، ما جعلها طوال العقدين السابقين في مرمى الولايات المتحدة وانقلاباتها، وحوّلها إلى ساحة للمنافسة بين الولايات المتحدة والصين وروسيا.
الرفيقة لينا الحسيني