اعترضت بحرية الاحتلال الصهيوني، ظهر اليوم الخميس، 40 قاربا من أصل 44 كانت تشارك في مهمة دولية نحو قطاع غزة، حملت اسم “أسطول الصمود”، تهدف إلى كسر الحصار الإجرامي المفروض على القطاع، وإيصال مساعدات إنسانية، في ظل استمرار حرب الإبادة منذ نحو عامين.

وأظهرت تسجيلات مصورة نشرها المنظمون لحظة اقتحام قوات الاحتلال المدججة بالسلاح السفن في عرض البحر، واعتقال الناشطين المتواجدين على متنها، في خرق فاضح للقانون الدولي واعتداء جديد على حرية الملاحة في المياه الدولية.

حتى اللحظة، لم تتضح الحصيلة الدقيقة لعدد المعتقلين، لكن دولا عدة أكدت اعتقال رعاياها، بينهم 24 تركيا و22 إيطاليا، و8 ماليزيين، واثنان من كولومبيا، وعدد من الكويتيين، إلى جانب 15 برازيليا بينهم نائب فدرالي. وقالت خارجية الاحتلال إن المعتقلين سيُرحّلون إلى أوروبا، بينما جرى اقتياد السفن المستولى عليها إلى ميناء أسدود المحتل.

ورغم الهجوم، أكد نشطاء في الأسطول أن سفينتين على الأقل تواصلان الإبحار نحو غزة، متحديتين القرصنة الإسرائيلية.

الهجوم أثار موجة إدانات دولية واسعة، إذ وصفت الخارجية التركية الاعتداء بأنه عمل إرهابي وجريمة قرصنة تهدد حياة المدنيين، بينما دعا وزير الخارجية الفرنسي “إسرائيل” إلى ضمان سلامة المشاركين والسماح بعودتهم الفورية إلى بلدانهم.

في المقابل، صعّدت كولومبيا موقفها، حيث أعلن الرئيس غوستافو بيترو طرد البعثة الدبلوماسية “الإسرائيلية” وإلغاء اتفاقية التجارة الحرة مع “تل أبيب”، واصفاً الاقتحام بأنه جريمة دولية جديدة ارتكبها نتنياهو.

أما فنزويلا، فوصفت الاعتداء بـ”عمل قرصنة جبان”، في حين أعلنت حكومات البرازيل، أوروغواي، بلجيكا، إيرلندا، وتشيلي مواقف مشابهة حملت الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة المتضامنين، وطالبت باحترام القانون الدولي. كما أدانت ماليزيا وبوليفيا بشدة الاعتداء الوحشي، وأكدتا أن اعتراض الأسطول يكشف ازدراء الاحتلال لحقوق الإنسان ولضمير العالم.

يذكر أن هذه هي المرة الأولى التي ينطلق فيها نحو 50 قاربا وسفينة دفعة واحدة باتجاه غزة، وعلى متنها أكثر من 530 ناشطا مدنيا من 45 دولة مختلفة، يحملون مساعدات إنسانية، أبرزها أدوية ومستلزمات طبية، بينما تواصل قوات الاحتلال إغلاق جميع المعابر منذ مارس/آذار الماضي، مانعة دخول أي مساعدات، ما فاقم المجاعة التي أودت بحياة مئات الفلسطينيين بينهم عشرات الأطفال.

ومنذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 يرتكب الاحتلال الإسرائيلي جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة، خلّفت 66 ألفا و148 شهيدا، و168 ألفا و716 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 455 مواطنا بينهم 151 طفلا.

إقرأ أيضا: