بالتصريح وبالتلميح يهددنا هذا العدو المجرم باستخدام نفس التكتيك الذي يستعمله في غزة … حيث أصبح قتل الأطفال والنساء تكتيكًا عسكريًا عند هذا العدو القاتل … يهددنا بنفس التكتيك في الضفة وفي لبنان ، ولربما في سوريا واليمن والعراق ، لن يرعوي ولن يردع إلّا حينما نمسك بالديموغرافيا وليس فقط الجغرافيا في الجليل … لقد جاءت المجزره التي ارتكبها هذا العدو على مبنىً سكني في النبطية ، ردًا على عماد 4 , كرسالة مفادها أن الحرب الإسرائيلية على لبنان ستكون كما هي على غزة ، ضد المدنيين … وعماد 4 لن تؤثر على مقدرتنا في قتل مدنيين ، وبأعداد كبيرة … هذا هو عدونا ، وهؤلاء هم من يدعمونه بكل أنواع تكنولوجيا القتل … إذا كانت لدينا الخطط والمقدرة لتنفيذ ما تحدث عنه سماحة سيد المقاومة ، فإنني أعتقد شخصيًا أن الوقت الآن هو الوقت المناسب لتحقيق ذلك … علينا الإمساك بالجليل وبسكانه من قطعان المستوطنين والمسوخ البشرية الآن … لأن هذا هو الشيء الوحيد الذي سيوقف مجازره ضد المدنيين … هذا العدو لا يجدي معه فتيلًا التعامل بأخلاقيات الإسلام ، وبأريحيات التسامي والتعالي … لقد عومل أسراه معاملةً لا نراها إلّا في عالم الملائكة ، وكان رده على ذلك اغتصاب أسرانا وتعذيبهم حتى الموت ، ومزيد من المجازر بحق أطفالنا ونسائنا … سينتقل مشهد الجثث الملفوفة بالأكفان يوميًا بالعشرات من غزة الى الضفة ولبنان … والرادع الوحيد هو بالإمساك بديموغرافيا الجليل ، ولاحقًا ، وبعد هزيمة جيشه الجبان في غزة ، الإمساك بديموغرافيا الغلاف وأشدود وعسقلان… فيا صناديد الرضوان والعباس ، ويا أسود جبل عامل ، دعونا أيها الأحبة نمسك بهؤلاء الأوغاد في نهاريا وكريات شمونة وكل الجليل … وسنقطع بالبتر يد العدو الممتدة الى أطفالنا ونسائنا وشيوخنا … وسنشدّه من التلابيب الى قتال الرجال ، حيث لا طاقة له بقتالهم … ولا يفلّ الحديد إلّا الحديد … ولا يردع الجبناء إلّا الدم … ولا يفلّ الغلوّ إلّا الغلوّ … وعلى الباغي تدور الدوائر .


سميح التايه
مقالات مختارة من جريدة البناء اللبنانية