عقدت شبكة “كلنا غزة كلنا فلسطين” وبالاشتراك مع جمعية “كي لا ننسى صبرا وشاتيلا”، مؤتمراً صحافياً في ذكرى مجازر صبرا وشاتيلا، في دار نقابة الصحافة، أعلنت فيه عن فعاليات التضامن مع شعب فلسطين وغزة خلال شهر ايلول 2025. حضر المؤتمر وفد من الحزب السوري القومي الاجتماعي ضمّ عميد الإعلام معن حمية وناموس المجلس الأعلى سماح مهدي ومدير التحرير المسؤول في جريدة “البناء” رمزي عبد الخالق، إلى جانب المنسق العام للحملة الأهلية معن بشور وأعضاء من الحملة، المنسق العام للقاء الإعلامي الوطني سمير الحسن على رأس وفد، وجمع من الفاعليات السياسية والحزبية والإعلامية وعدد من المهتمّين.

قنديل: غزة تحرّرنا
وتدافع عنا جميعاً

بداية رحب رئيس تحرير جريدة “البناء” النائب السابق ناصر قنديل بالحضور، وتحدث عن الشبكة كفضاء تشاركي طوعي في سبيل فلسطين وقضيتها المحقة، ومما جاء في كلمته: “لن أتحدث عن المناسبة وبعدها اللبناني فمنسق الشبكة في لبنان الأستاذ هاني سليمان سيتولّى شرح كلّ شيء في كلمة الشبكة وكلمة دار الندوة باعتباره رئيس الدار التي ستستضيف هذا الإضراب عن الطعام في بيروت.
أنقل إليكم تحيات زملائي في الشبكة، منسق أوروبا الدكتور عصام حجاوي، ومنسق الأميركيتين وأستراليا الأستاذ ميشال شحادة، ومنسق الوطن العربي الأستاذ عمر عساف من فلسطين، والمنسق الإعلامي الدكتور نهاد أبو غوش، والمنسقة العامة الأستاذة هندى يحيى من تونس والمنسقة العالمية للأضراب العالمي عن الطعام الحاجة مباركة الابراهمي”.
وأضاف: “الشبكة هي فضاء تشاركي طوعي بين مكواناته، ليس فيه رئيس ومرؤوس، مفتوح أمام كلّ الذين يؤمنون بفلسطين بوصلة والمقاومة خياراً بمعزل عن هوياتهم الدينية وجنسياتهم وعقائدهم وحزبياتهم. وهذه الشبكة تأخذ على عاتقها مهمة أن تشبك بين مَن يناضلون من أجل فكرة فلسطين ونصرة فلسطين.
وتابع: لنا زملاء وأصدقاء في قوافل القوارب المتجهة نحو غزة لكننا لا ندّعي أبداً أننا أصحاب المشروع والفكرة، إنّ الادّعاء والمبالغة والـ “أنا” المتورّمة قتلت كلّ مشاريع النهضة في تاريخ أمتنا، ولذلك نحن تعاهَدنا وتعاقدنا أن نتنافس على الصفوف الخلفية وأن ندفع بالذين يملكون القدرة على منح العمل قوة أكبر إلى الصفوف الأمامية، على هذا الأساس إخترنا الأستاذ هاني سليمان ليكون منسقنا في لبنان، وعلى هذا الأساس أيضاً تشاركنا نحن واللقاء الإعلامي الوطني ليكون شريكاً لنا في هذه الشبكة. وندعو كلّ الجمعيات والهيئات والأطر اللبنانية والفلسطينية والسورية الموجودة في لبنان والراغبة بأن يكون لها إسهام في هذا العمل الإنساني والقومي والوطني والديني والمشرف لكلّ من يضحّي في سبيل ويشارك به أن ينضمّ إلى هذه الشبكة من موقعٍ نديّ متساو مع كلّ الآخرين”.
وختم: “أنّ غزة هي الخط الأمامي للدفاع عنا جميعاً سواء تحدثنا كلبنانيين إذا سقطت غزة لا سمح الله بدأت الحرب على لبنان وإذا تحدثنا كعرب ما جرى بالأمس في الدوحة يقول إنه عندما تسقط غزة سيُستباح العرب جميعاً، وإذا تحدثنا على مستوى العالم فإنّ العالم سبقنا في فهم الرسالة وقال نحن لسنا من نحرّر فلسطين إنّ فلسطين تحرّرنا”.
وختم موجهاً الشكر “لوسائل الاعلام التي تواكبنا وخاصة قناة المنار وقناة فلسطين اللتين منحتانا بثاً مباشراً وهذا إسهام يُقدّر…”

قماطي: لتسقط كلّ القوانين المحلية
التي تدعو لإسقاط سلاح المقاومة

وألقى نائب رئيس المجلس السياسي في حزب الله الوزير السابق محمود قماطي كلمة حيّا في مستهلّها الشبكة العالمية “كلنا غزة كلنا فلسطين”، وحيّا الجهد الذي يؤكد أنّ غزة ليست فلسطينية فقط وليست عربية فقط وليست إسلامية فقط وإنما هي رمز للإنسانية، رمز للإنسان الحر والصامد والذي يحمل إرادة الحياة والحرية وإرادة الحقوق القومية لشعبٍ ظُلِم وهُجِر واغتصبت أرضه.
وقال قماطي: اليوم هذا الجهد العالمي يؤكد أنّ الاهتمام العالمي تغيّر وأنّ عملية طوفان الأقصى رفعت القضية الفلسطينية من دائرة الإهمال إلى دائرة الاهتمام الدولي العالمي السياسي والشعبي، وهذا أمرٌ مهمّ جداً وعادت القضية الفلسطينية لتكون هي الأولى في قضايا العالم”.
أضاف: “هذا الاهتمام الدولي المصحوب بالدعوة الى الإضراب عن الطعام، وأهمية الصوم في حياة الإنسان عندما يكون قرار الانقطاع عن الطعام طوعياً، وبالتالي لكي يستفيد المجتمع والأمة من هذه الإرادة الطوعية والحالة في تربية النفس، ولكن ماذا نفعل إذا كان التجويع والانقطاع عن الطعام هو نتيجة سلطة وتعسّف وظلم وقتل ووحشية وإبادة وتهجير وكلّ أنواع الظلم وكلّ الممارسات الهمجية التي قضت على القانون الدولي وحقوق الإنسان والقيم والمفاهيم وأسقطت الإنسانية، والتي لا تزال تقاوم وتحاول الصمود في وجه هذا الظلم والقمع الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية وتنفذه الصهيونية العالمية في هذا الكيان الغاصب.
وشدّد قماطي على أنّ ما تقوم به غزة والمقاومة في لبنان ليس فقط الدفاع عن الأوطان التي تقاتل فيها وإنما هو دفاع عن الأمن القومي العربي، ويجب أن يفهم العرب أنّ هذه المقاومة تفيدهم وتقوّي أمنهم وتدافع عن هذه الدول العربية خصوصاً دول الطوق التي تحدث عنها نتنياهو بضمّها الى إسرائيل الكبرى، الاعتداء على الدوحة وقيادة حماس في الدوحة هو دليل جديد لمن لم يفهم بعد انّ هذا الكيان لا يحترم أحداً ولا يحترم سيادة ولا الدول المحيطة به، ففي الوقت الذي يهرعون للتطبيع معه فإنه ينسف كلّ هذه المحاولات ويكشف عن وجهه الحقيقي في ما يفعله في غزة وفي ما يفعله في مواجهة الدول العربية”.
وتابع: “إنّ هذا الكيان خطر على الأمة وعلى الأمن القومي العربي وعلى كلّ المحيط ويجب على العرب أن يفهموا ذلك أكثر من غيرهم أنّ المقاومة قوة لهم ولأمنهم القومي ولا مشكلة للمقاومة في غزة ولبنان مع هذه الدول العربية ولا مبرّر لهذه السياسات المتواطئة على المقاومة من هذه الدول، لذلك نرى أنّ على هذه الدول تغيير سياساتهم وفهم الحقيقة التي تقول إنّ العدو واحد وإنّ أمننا مشترك. أمن المقاومة في لبنان من أمن العرب وأمن العرب من أمن المقاومة في لبنان وأمن العرب من أمن المقاومة في غزة وهذه المعادلة التي يجيب السير بها وليس المعادلات الآتية من الخارج”.
وختم قماطي قائلاً: “تأتي هذه المناسبة ايضاً مع مناسبات عديدة وأهمّها إطلاق جبهة المقاومة الوطنية “جمول” وما تضمّ من قوى وأحزاب وفئات كلها شاركت في المقاومة لتحرير لبنان كما تأتي في ذكرى إطلاق المرحلة السرية للمقاومة الاسلامية. وأيضاً تزامناً مع ذكرى مجرزة صبرا وشاتيلا التي ارتكبتها القوات اللبنانية بحماية الاسرائيلي وهي اليوم تنادي بحصرية السلاح، المقاومة حق مشروع وفق القانون الدولي الذي يعلو على القوانين المحلية ولتسقط كلّ القوانين المحلية التي تدعو لإسقاط سلاح المقاومة وهذا السلاح لن يسقط، ونحن اليوم في هذا الشهر الذي استشهد فيه السيد الأمين وصفيه الهامشي وكلّ القادة نقول إننا مع غزة وسنبقى معها حتى النصر أو الشهادة”.

ألفا: صرير بطون الأطفال في غزة
أشّد وقعاً من انفجار القنابل

وألقى الإعلامي الدكتور روني ألفا كلمة بإسم اللقاء الإعلامي الوطني قال فيها: “حين جاع السيد المسيح في البرية أربعين يوماً جاع جسدُه صحيح، لكن روحَه امتلأت بخبز المقاومة. منذ ذلك الزمن البعيد، بقيَت هذه الجملة حبَّةَ قمحٍ محفوظةً في نمليةِ الخلاص تنتظرُ أن يمدَّ إليها بشرٌ أيديهُمُ الجائعةَ، في لحظة امتحانٍ للضمير.
اليومَ، في زمنِ غزّةَ، تُستعادُ كلمةُ المسيح لا تمتمَةً في العتمة، بل كجرسٍ يُقرعُ وأذانٍ يُرفَعُ. تُستعادُ كصرخةِ حريةٍ من أمعاءٍ خاوية”.
أضاف: “في فلسطينَ أيها الاخوة، الجوع ليس حميَةً في عِيادة، ولا رياضةً روحيةً في دير. الجوعُ حِصارٌ يطوّقُ مليونَي إنسان. غزةَ يا المدينةَ المُزنَّرُ جبينُها بإكليلٍ من شوك، لا هواءً يمرُّ إلى رئتَيها، ولا خبزاً يصل إلى فمِها. في الليل، يُسمعُ صرير بطون الأطفال أشدَّ وقعاً من انفجار القنابل”.
واعتبر ألفا “أنّ الإضرابُ عن الطعام ليس بطولةً ولا استعراضاً. إنه، في عمقه، فعلُ مقاومة: أنْ يجوعَ المُتضامنُ بإرادته، حتى يشاركَ المُجبَرَ على الجوع. أن ينزلَ المثقفُ أو العاملُ أو الطالبُ إلى مرتبةِ المُحاصَر. أن نعترفَ بأنّ أجسادَنا ليست ملكاً لنا وحدَنا، بل أمانةً مشتركة، وأن ألمَ المَعِدة يمكنُ أن يصبح شعباً”.
وتابع: “قد لا يصفِّقُ أحدٌ لنا في هذا العالمِ المُتخمِ من جوعِ الكرامة لكن في داخلنا يلمعُ شيء يشبهُ النور. نحن نعرفُ أنّ ما نفعلُه لن يغيّرَ مسار الطائرات التي تقصِف، ولن يفتحَ معبراً مغلقاً، لكننا نشعر أن الجوع، حين يُختار، يصبحُ رغيفاً صغيراً في وجه مجاعة كبيرة. أمعاؤنا، وهي تنقبض، تكتب رسالةً أبسطَ من كل البيانات تقول: نحن معَكم.
ولفت ألفا إلى “أنّ إضرابُنا الرمزيُّ يفتحُ أبوابَ الذاكرة. ففي أيلولٍ آخرَ، من أربعةِ عقودٍ وأكثر، سالَ الدمُ في أزقة صبرا وشاتيلا. لم يكُنِ الحصارُ حينَها مجردَ منعِ طعام، بل منعِ حياةٍ كاملة. نساءٌ وأطفالٌ ورجالٌ قُطِعوا عن العالم وذُبحوا تحت نظره الصامت. ماتوا حائرينَ بين الرصاصةِ والرجوع، بين الذبحِ وفلسطينَ التي ظلّتْ تسكنُهم كحلمٍ مكسور. كانوا سعداءَ كما قال بعضُ من نجا لأنهم ظلّوا يردّدون أسماءَ قُراهُم قبل ان يلفُظوا أنفاسَهم الأخيرة.
واليومَ، في غزة، يتكرّرُ المشهدُ بوجهٍ آخر: حصارٌ يطوّقُ مليونَي إنسان، جوعٌ يُستعملُ كسلاح، وأطفالٌ ينامون على صرير المعدة. لا فرقَ بين المجزرةِ التي تُرتكبُ بالسكاكين والرصاص في مخيم، وتلك التي تُرتكب بالحصار والتجويع في مدينة. الخيط واحد: منعُ الفلسطيني من أن يعيشَ بكرامة، أو من أن يحلمَ بوطن.
هنا لا يصبحُ الإضرابُ عن الطعام بطولةً فردية، بل وصلاً بين زمنين: زمنُ البريَّةِ حيث قال السيد المسيح “ليس بالخبز وحدَه يحيا الإنسان”، وزمنُ المخيمِ حيث ذُبحَ الأبرياءُ وهم يهتفونَ لفلسطين، وزمنُ غزةَ حيث يتقاسمُ الناسُ كِسرةَ الخبزِ كما لو كانت آخرَ ما تبقَّى من حياة.
أن نجوعَ اليومَ بإرادتنا، هو أن نعترفَ بأنَّ صبرا وشاتيلا لم تنتهيا، وأنّ غزةَ ليست خبراً عابراً، بل امتدادًا لذاكرة لا تموت. هو أن نقفَ إلى جانب أولئك الذين ماتوا سعداءَ شاخصينَ إلى فلسطين، لذلك نقول معهم: نحن أيضاً نضعُ أجسادَنا شهوداً، نحن أيضاً نختارُ الجوعَ حتى لا يظلَّ الجوعُ مفروضاً على اخوتنا في الإنسانية.
ولهذا، لا يكفي أن نقرأ الأخبارَ بحيادٍ، أو أن نواسي أنفسَنا بالدموع. المطلوبُ أن نحمل أجسادَنا إلى ساحة الامتحان. أن نُضربَ عن الطعام، أن نعلن تضامنَنا ليس بالكلمات بل بالمعدة الخاوية. فالجوعُ، حين يصبح موقفاً، يدوّي أبعدَ من أيّ خطاب. ليكن إضرابُنا جرسَ إنذارٍ للعالم، واعترافاً بأننا لم ننسَ صبرا وشاتيلا، ولن نصمتَ على غزة.
وبناءً عليه، وحتى يتناسبَ قولُنا مع فعلنا أعلنُ ولو بأقل الإيمان أني سأضربُ عن الطعام يومي السادس عشر والثالث والعشرين من أيلول مرددًا مع السيد المسيح.. ليس بالخبز وحدَهُ يحيا الإنسان بل بكلّ كلمةٍ تخرج من فمِ الله…

سليمان: لنكن صدى صوت فلسطين
إلى أسماع كلّ الموجوعين والمقهورين

وألقى منسق ساحة لبنان في “شبكة كلنا غزة كلنا فلسطين” الدكتور هاني سليمان كلمة قال فيها: من نقابة الصحافة اللبنانية في بيروت، نقابة الكلمة الصادحة بحق شعب فلسطين العظيم بالحرية والتحرّر والتحرير. نطلق هذا النداء العربي العالمي الإنساني، الذي تُشارك فيه هيئات متضامنة مع شعب فلسطين في مئة دولة عربية وعالمية.
أضاف: بعد أيام تأتي ذكرى مجازر صبرا وشاتيلا التي شكَّلت حلقة الوصل في سلسلة جرائم الكيان الغاصب منذ سنة 1948 وصولاً الى ما يجري اليوم في غزة الحبيبة، من إبادة مدروسة وممنهجة لإلغاء الوجود الفلسطيني من خارطة الوجود والكرامة الإنسانية على مستوى العالم، ولطِّي صفحة شعب عمره آلاف السنين متجذراً بأرضه المقدَّسة.
لكن هيهات، ففلسطين أمنع ان تهزَّها رياح عاتية، وأصلبُ من أن تكسِرها قوة طاغية بالحديد والنار.
وتابع قائلاً: نلتقي اليوم ونحن بانتظار قدوم ممثلين عن جمعية “كي لا ننسى مجازر صبرا وشاتيلا” وهي هيئة دولية تحضر كلّ سنة الى لبنان لتُبلسم جراحَ عائلات الضحايا اللبنانيين والفلسطينيين.
انه الالتحام الأممي والإنساني بين أحرار العالم، للتصدي للإبادة وللمحرقة الدائمة التي يتعرّض لها الشعب الفلسطيني على مدار السنة والشهر واليوم والساعة.
واعتبر سليمان “أنّ الشعب الفلسطيني اليوم، وبكلّ شرف وعطاءٍ غيرِ محدود، يقاتل في خط الدفاع الأول عن أمتنا وكرامتها وانسانيتها المرتبطة، لا بل المتصدِّرة للنضال الأممي والإنساني على مستوى العالم ما يزيد عن قرن من الزمن.
الشعب الفلسطيني اليوم هو صوت الحق في هذه البرية المترامية، فلنكن صداه الموصل الى أسماع كلّ الموجوعين والمقهورين ودافعي ضريبة الوجود الحر الكريم على مساحة القهر الامبريالي ـ الاستعماري ـ الصهيوني، الساحق لإرادة البشر الى أيّ لون أو عرق إنتمَوا.
لنكنْ جميعاً صدى هذا الصوت ليكونَ علمُ فلسطين رايةَ أحرار العالم، ولتكونَ الكوفية تاج رؤوس محبي الكرامة، وليتصدَّر نشيدُ فلسطين أناشيد الأناشيد للشعوب التوَّاقة الى الحرية.
لنكن صداه الموصل الى أسماع أحرار العالم وقد نزلوا الى الشوارع والساحات والمنتديات والجامعات، وانطلقوا في فضاء التواصل الاجتماعي كما في البر والبحر نصرة للحق في فلسطين، وفضحاً لمزاعم منْ يزعمون أنهم مع حقوق الإنسان.
وهكذا وبعدَ تحضير حثيث انطلق أسطول الصمود العالمي باتجاه غزة، تضامناً ونصرة ووفاء لأهلها الأبرار، من اربع وأربعين دولة في العالم. قال النشطاء كلمتهم وانطلقوا .
أسطول الصمود هذا، يقف كرجل واحد في البحر ليصدّ موج القتل الصهيوني عن الإنسان والوجود الإنساني .
بحر اسبانيا يقول لبحر إيطاليا وشواطئ المتوسط: ملتقانا في تونس الكرامة، في رباط الوفاء، وفي جزائر الإلتزام الدائم بأعدل وأقدس قضية يشهدها العصر.
واشار سليمان إلى “أنّ أحرار العالم اليوم في صحوة وصيحة، فيما ضمائر رهائن الاستعمار في غيبوبة عميقة.
لنواكبْ هذا الحدث التاريخي أمام شواطئ غزة العزّة، فإنْ نجح الأسطول في مهمة كسر الحصار فهذا فتحٌ مكتوبٌ في التاريخ، وإنْ تصدّى له العدو كما هو متوقع، وكما يصرّح قادُته، فسيكون العدو مجدّداً أمام محكمة الضمير العالمي، بشروط هذا الضمير وليس بشروط العدو، وستدخل غزةُ الى كلّ بيت وضمير كُلّ حرٍّ منتمٍ الى الإنسانية الحقة.
التحية لأحرار العالم الذين انتصر عليهم ضميرهم. وأسْمعتْ أصواتُ أطفال غزة، آذانهم فلبّوا النداء.
انها حملة صليبية مباركة هذه المرة، لا كغيرها من الحملات الصليبية السابقة التي هدفت إلى استعمار بلادنا، التاريخ يتغيّر اذا صنعه الحاضر بصورة صحيحة.
على هذا الطريق، ولأنها بيروت التي يحكي تاريخها عن مستقبلها، عاصمة قضايا الحق والحرية، ولأننا نحن في لبنان العروبة والمقاومة شركاء في شبكة “كلنا غزة كلنا فلسطين” التي تأسّست بإضراب الأحرار في تونس ورام الله عن الطعام نصرة لغزة، ندعوكم وندعو عبركم كلّ أحرار لبنان وشرفائه لمشاركتنا الإضراب عن الطعام يوم الثلاثاء المقبل في 16 أيلول ذكرى مجازر صبرا وشاتيلا – حيث القاتل واحد والجريمة واحدة والإبادة متكرّرة لنقول إنّ النكبة لن تتكرّر، والمجازر لن تتكرّر، وغزةُ ليست وحدها، جوعها جوعنا، وعدوها عدونا، ونعيد الكرة في الثلاثاء 23 أيلول مع افتتاح الجمعية العامة للأمم المتحدة لنقول ونصرخ بكلّ الصوت، إنّ هذا الوحش الكاسر وهذا الكيان اللاشرعي لا مكان له بين أمم الأرض وحضاراتها ونطالب بالعودة للعمل بقرار تصنيف الصهيونية كحركة عنصرية.

  

البناء