شدّد الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، الأربعاء، على أنّ المقاومة في لبنان نجحت في إحباط أهداف “إسرائيل” ومنعها من احتلال الأرض في معركة “أولي البأس”، مضيفاً: “هي اليوم مردوعة ولا تجد مستقراً في أرضنا”.
وفي كلمة له بمناسبة ذكرى ولادة النبي الأكرم، أشار الشيخ نعيم، إلى أنّه “منذ نشأة لبنان الحديث ولإسرائيل أطماع فيه وفي بلداته”، مضيفاً أنّ “أعلى مراتب الوطنية هي الدفاع عن لبنان”.
وقال إنّ: “المقاومة دفعت الغالي والنفيس في الدفاع عن لبنان وقدّمت أغلى ما عندها من بينهم سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله والسيد هاشم صفي الدين”.
الشيخ قاسم، قال إنّ “المقاومة ساهمت في الوقوف سداً منيعاً في وجه طموحات إسرائيل ومنعتها من تحقيق أهدافها”، مؤكداً مساهمتها أيضاً في “استقرار لبنان وانطلاق العهد عبر إيصال الرئيس عون إلى الرئاسة وعبر التصدّي للعدو”.
ورأى الأمين العام لحزب الله، أنّ “الانهيار في لبنان كان سببه الفساد وعدم تطبيق اتفاق الطائف وجاء العدوان الإسرائيلي للدفع أكثر نحو الانهيار”.
وأضاف الشيخ قاسم أنّ “اتفاق وقف إطلاق النار في تشرين الثاني كان هدفه وقف العدوان واستلام الدولة المسؤولية وإخراج المحتل وكلا الهدفين لم يتحقّق”.
واعتبر الشيخ قاسم أنّ جلستَي الحكومة في 5 و7 آب كانتا غير ميثاقيتين وكان يراد منهما أخذ البلد نحو المجهول، مضيفاً: “لا مجال لأيّ نقاش خارج استراتيجية الأمن الوطني وهي الطريق الوحيد للحل”.
ودعا إلى العودة للوحدة الوطنية وأن “نعود إلى الأولويات وإيقاف العدوان وانسحاب إسرائيل والإفراج عن الأسرى وبدء الإعمار”.
وشدّد في هذا السياق على أنّ نهضة لبنان تتمثّل بـ3 ركائز: أولاً تحقيق السيادة بطرد الإسرائيلي ومنع الوصاية العربية الأميركية، وثانياً انتظام عمل الدولة وبدء الإعمار، وثالثاً مواجهة الفساد.
الشيخ قاسم وصف الوضع في لبنان بالقول إنّ: “هناك مشكلة داخلية تتمثّل ببعض الأشخاص الذين يريدون تسليم السلاح ومشكلة خارجية تتمثّل بالعدوان الإسرائيلي المستمر”، مضيفاً: “بعض من في الداخل يعمل على الإيقاع الإسرائيلي وأنا أنصحهم بأن يكونوا شركاء في الداخل وألا يبرّروا للعدو”.
وتوجّه “لمن هم في الداخل”، قائلاً: “انتظروا حتى نعالج المشكلة الخارجية وبعدها نناقش استراتيجية الأمن الوطني”، مشدّداً على أنّ “الاستقواء بإسرائيل لن ينفع”، داعياً “الجميع من مسلمين ومسيحيين في لبنان إلى المشاركة جميعاً في بناء الوطن”.
الشيخ قاسم سأل في هذا السياق، “لماذا تريد الحكومة الاستغناء عن قوة لبنان وهي لا تملك بديلاً للدفاع؟”، لافتاً إلى أنّ “الولايات المتحدة جاهزة لإعطاء لبنان بالكامل إلى إسرائيل”.
وأشار الشيخ قاسم إلى أنّ “لدى الولايات المتحدة والعدو هدف واحد وهو تجريد لبنان من قوته ليصبح لقمةً سائغة أمام مشروع إسرائيل الكبرى”.
واستدل في هذا السياق، على أنّ “الولايات المتحدة تراجعت عن التزامها تجاه لبنان وبات الأمر نزع سلاح الحزب قبل تقديم أي خطوة من قبل العدو سواء بالسلم أو بالتدخّل العسكري”.
كما أكّد أنّ الغرب لا يأبه بلبنان بل يأبه بـ”إسرائيل”، مؤكداً أنّه “بالنسبة لنا لبنان هو أرضنا ومستقبلنا ومستقبل أجيالنا ولن نرضخ للضغوط مهما بلغت ولن نستسلم أبداً”.
وبشأن العدوان الإسرائيلي على قطر ومحاولة اغتيال قادة حماس، قال الأمين العام لحزب الله إنّ “العدوان على قطر هو عدوان إسرائيلي أميركي بامتياز بضوء أخضر أميركي”.
الشيخ قاسم أكد أنّ عدوان الاحتلال الذي استهدف قادة حماس في قطر هو عدوان خطير ومدان ولا يمكن الصمت عنه، مضيفاً: “نقف إلى جانب قطر في مواجهة هذا العدوان وهو ليس عدواناً استثنائياً بل هو جزء لا يتجزأ من مشروع إسرائيل الكبرى”.
وسأل الشيخ قاسم: “طالما أن مشروع إسرائيل الكبرى اتخذ قراره والذي يؤخره هو استمرار المقاومة فلماذا لا تدعمها الدول العربية؟”، وتوجّه إلى الدول العربية قائلاً: “إذا أُنهيت المقاومة فما الذي تستطيعون فعله؟”.
ووجّه الشيخ قاسم تحيّة خاصة إلى “اليمن العظيم والشجاع”، الذي اعتبر أنّه “يتحمّل أعباءً جساماً في سبيل التعبير عن الوحدة والوقوف بثبات إلى جانب القضية الفلسطينية”، مؤكداً أن نصرة فلسطين تمثّل أعلى درجات التعبير عن الوحدة الإسلامية.
وأشار الشيخ قاسم إلى أنّ قضية فلسطين تبقى القضية المركزية التي تعبّر بعمق عن وحدة الأمة الإسلامية.
وفي هذا السياق، أشار إلى أنّ “من لا يريد دعم المقاومة فليمتنع عن ضربها والضغط عليها لأن لا أحد قادر على مواجهة إسرائيل غيرها”، مضيفاً: “الوحدة التي تكون من منطلق الحق تؤدي إلى الوحدة الوطنية في كل بلداننا”.
وفي ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على فلسطين، دعا الشيخ قاسم، إلى “الوقوف إلى جانب أهلنا في غزة والضفة الغربية في مواجهة العدوان الإسرائيلي الأميركي المجرم”، مؤكداً أن “الشعب الفلسطيني صامد، وأن المقاومة مستمرة رغم كل التحديات والصعوبات”.
وختم الأمين العام لحزب الله، بالإشارة إلى أن عملية “راموت” البطولية في القدس المحتلة تشكّل نموذجاً للشجاعة والإرادة الفلسطينية، وتؤكد أن الشعب الفلسطيني يملك قرار الحياة والمقاومة مهما اشتدّت المؤامرات.