هناك مدٌّ سياسي عميق يشق ساحات السياسة العالمية لا تبدو معالمه بوضوح الا بتحليل متعدد المجالات، لكن بوادر نتائجه اصبحت ماثلة امام العيان ويمكن تلخيصه في ما يلي :

العالم بدأ يغادر كل مفاعيل ونتائج سقوط جدار برلين على المستويات السياسية والجيوسياسية والتمثلات.

نهاية الماكرونية، هي سقوط لمقولة نهاية الايديولوجيات واليوتوبيات الاجتماعية وللشيوعية عموما وليسار الحراك الاجتماعي بالخصوص.

اما نهاية اردوغان التي عمدها اليوم بقرار قطع الانترنات على اكبر المدن في تركيا ومنع الولوج الى شبكات التواصل الاجتماعي (بعد مرور 25 عاما في القرن واحد والعشرين، لا زال حاكم يتخذ مثل هذا القراو!) فهي اعلان موت رسمي لمشروع الاسلام الامريكي العميل المتغلف بالحداثة. مع التذكير ان اردوغان ينتمي الى التيار الطوراني القومي المتخلف الذي لن يرى النور.

جيوسياسيا، كان اجتماع منظمة شنغهاي الاخيرة اعلانا عن نهاية تقسيم العالم بين شرق وغرب لتنطلق البشرية في بناء منظومة متعدة الاطراف واشكال التعامل تعتمد تقسيما بين جنوب عالمي وشمال مفتت.

هذا التغيير الذي يأتي من أفق سحيق لم ينهي تشكله الأمثل وعالم الأمس المأسوي لم يتلقى بعد رصاصة الرحمة. لذا، هي فرصة وقناة تاريخية لنكون كأمة، ضمن المعادلة التي ستبرز في نهاية المسار.

اما ان نكون فاعلين او ستطحننا آلة التوازنات بين اصحاب القرار.

الصورة : تركيا الاردوغانية المجرمة تودع التاريخ…

الدكتور رافع طبيب

By adam