اتهم الكاتب والمحلل السياسي عريب الرنتاوي الإدارة الأمريكية بالسعي لتحويل السلطة الفلسطينية لـ “فصيلة متقدمة” تعمل لصالح جيش الاحتلال، بهدف اقتلاع أي نفس مقاوم والانقلاب على تاريخ الشعب الفلسطيني ومستقبله.
وأوضح الرنتاوي في مقال أن المخطط يتجلى في الضغوط المستمرة على السلطة لشيطنة رموز المقاومة.
وأشار إلى أنه و”في هذا الملف، لم تقصر السلطة، إذ أحالت هؤلاء وعائلاتهم لبند الشؤون الاجتماعية، لا بصفتهم طلائع نضالية، بل كطالبي معونة وطنية”.
وبين الرنتاوي أن الضغوط الأمريكية كالإسرائيلية لا تتوقف وتتزايد كلما استجابت السلطة لمطالبها.
وذكر أن هذا النهج يجعل من حياة قيادة السلطة “جحيمًا لا يطاق” كونها تدرك أن لا نهاية واضحة لمسلسل التنازلات، ولا مقابل حقيقي على “مذبح الدولة” التي بات سرابها يتلاشى كلما اقتربت السلطة منه.
وبين الرنتاوي أن ما هو أكثر خطورة مما ذهبنا إليه بأن واشنطن لا تريد للسلطة أن تكون شريكا بمحاربة المقاومة واستئصالها، وتريد أن تنزع من يدها ورقة “المقاومة الشعبية السلمية” التي طالما تغنى بأهميتها أركان السلطة.
ولفت إلى أن “الأمر هنا يندرج بسياق التحريض على الكراهية وإسرائيل لا تريد للسلطة أن تكون محركاً لتسونامي الاعترافات الدولية بفلسطين– أنها ليست كذلك على أية حال– بل تريدها سدا منيعا في وجه هذا السيل من الاعترافات”.
وأكد أن واشنطن الوالجة في حرب إبادة ضد المقاومة وشعبها، تمارس تكتيك “أقصى الضغوط” على السلطة لتجريدها من ورقة “الكفاح السلمي”، غير المفعّلة أصلاً، وتريد نزع سلاح الدبلوماسية والقانون الدولي من يدها.
وختم الرنتاوي: “ما الذي تبقى ويمكن فعله بوجه عدو بلغ أوج توحشه وفاشيته، في غزة كما في الضفة، وصولاً لبقاع وساحات عربية أبعد؟”.