تكشف معطيات الأسر والاعتقال منذ بدء حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال على الشعب الفلسطيني في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، عن تصاعد غير مسبوق في جرائم الاعتقال والإخفاء القسري والتصفية الجسدية داخل سجون ومعسكرات الاحتلال، خاصة بحق الفلسطينيين من قطاع غزة، وسط استمرار الحرب لليوم الـ700 على التوالي.
وأوضح نادي الأسير أن عدد حالات الاعتقال في الضفة الغربية بما فيها القدس، منذ بداية العدوان، تجاوز 19 ألف حالة، وتشمل من جرى اعتقالهم وأُبقوا في الأسر أو أُفرج عنهم لاحقًا. ولا تشمل هذه الحصيلة حالات الاعتقال من قطاع غزة، والتي تُقدَّر بالآلاف في ظل استمرار جريمة الإخفاء القسري بحقهم.
وبحسب معطيات النادي، بلغ عدد حالات الاعتقال بين النساء أكثر من 585 حالة، وتشمل فلسطينيات من الضفة الغربية، والقدس، والأراضي المحتلة عام 1948، إلى جانب نساء من قطاع غزة جرى اعتقالهن من الضفة. في حين لم تُوثّق أعداد النساء اللواتي اعتُقلن من داخل قطاع غزة، ويُقدَّر عددهن بالعشرات.
كما سجّلت الانتهاكات بحق الأطفال تصاعدًا خطيرًا، إذ بلغ عدد حالات الاعتقال في صفوف الأطفال في الضفة الغربية ما لا يقل عن 1,550 طفلًا منذ بداية الحرب.
وأشار نادي الأسير إلى استشهاد ما لا يقل عن 77 أسيرًا منذ بدء العدوان، تم الإعلان عن هوياتهم، من بينهم 46 شهيدًا من معتقلي غزة، بالإضافة إلى عشرات من المعتقلين الذين استُشهدوا داخل السجون والمعسكرات دون الكشف عن هوياتهم أو ظروف استشهادهم، وما زالوا رهن الإخفاء القسري. كما يواصل الاحتلال احتجاز جثامين 74 أسيرًا ممن استشهدوا خلال الفترة ذاتها، وهم من بين 85 شهيدًا أسيرًا تم الإعلان عن هوياتهم ويُواصل الاحتلال احتجاز جثامينهم.
وأكد نادي الأسير أنه لا يوجد حتى اللحظة تقدير دقيق لعدد المعتقلين من غزة المحتجزين في سجون ومعسكرات الاحتلال، بسبب سياسة الإخفاء القسري، إلا أن الرقم المُعلن الوحيد من قبل إدارة سجون الاحتلال يخص المعتقلين المصنّفين ضمن ما يسمى “مقاتلين غير شرعيين”، ويبلغ 2,662 معتقلًا. علماً أن هذا الرقم لا يشمل جميع معتقلي غزة، ويضم أيضاً معتقلين من لبنان وسوريا ضمن هذا التصنيف، الذي يُستخدم لتجريد المعتقلين من حقوقهم القانونية.
وفيما يتعلق بالإحصائيات العامة، أشار نادي الأسير إلى أن عدد الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال حتى بداية أيلول/ سبتمبر الجاري تجاوز 11,100 أسيرًا، لا يشمل هذا الرقم المعتقلين المحتجزين في المعسكرات التابعة لجيش الاحتلال، لا سيما معتقلي غزة.
وبيّن أن عدد الأسيرات بلغ حتى تاريخه 49 أسيرة، بينهن أسيرتان من قطاع غزة، بينما بلغ عدد الأطفال المعتقلين أكثر من 400 طفل.
أما المعتقلون الإداريون، فقد بلغ عددهم 3,577 معتقلًا، وهي النسبة الأعلى مقارنة بباقي فئات الأسرى، في ظل توسع الاحتلال في استخدام هذا النوع من الاعتقال التعسفي دون تهمة أو محاكمة.
وجدّد نادي الأسير تحذيره من خطورة الأوضاع داخل سجون الاحتلال، لا سيما في ظل استمرار عمليات التعذيب والإهمال الطبي والإعدام الميداني، والانتهاكات الجماعية والمنهجية بحق الأسرى الفلسطينيين، والتي تصاعدت بشكل غير مسبوق منذ بداية الحرب.