هذه المقالة المترجمة من صحيفة The Victoria Advocate بتاريخ 14 أيار 1983 تكشف كيف وقفت سوريا بصلابة ضد اتفاق 17 أيار الأميركي ـ الإسرائيلي الذي سعى لفرض الهيمنة على لبنان. موقف دمشق الرافض كان حجر الأساس الذي أسقط هذا الاتفاق، وفتح الطريق لاحقًا أمام خط المقاومة الذي حرر الجنوب بقوة السلاح لا بوعود واشنطن

هذه المقالة المترجمة من صحيفة The Victoria Advocate بتاريخ 14 أيار 1983 تكشف كيف وقفت سوريا بصلابة ضد اتفاق 17 أيار الأميركي ـ الإسرائيلي الذي سعى لفرض الهيمنة على لبنان. موقف دمشق الرافض كان حجر الأساس الذي أسقط هذا الاتفاق، وفتح الطريق لاحقًا أمام خط المقاومة الذي حرر الجنوب بقوة السلاح لا بوعود واشنطن

———————

سوريا ترفض مقترح الانسحاب الأميركي الصياغة

الخطة وُصفت بأنها “تهديد خطير”

وكالة أسوشييتد برس

14 أيار 1983

رفضت سوريا يوم الجمعة الاتفاق الذي صاغته الولايات المتحدة بين إسرائيل ولبنان واعتبرته تهديدًا خطيرًا لسوريا، لكن مسؤولين غربيين ولبنانيين قالوا إن الاتفاق سيُوقَّع على أي حال.

جمع المفاوضون اللبنانيون والإسرائيليون نص الاتفاق في شرقي لبنان، بينما قال الجيش الإسرائيلي إن 16 جنديًا إسرائيليًا جُرحوا بجروح طفيفة عندما اصطدمت حافلتهم بلغم أرضي في سهل البقاع حيث تتمركز القوات السورية والإسرائيلية في مواجهة بعضهما البعض.

أنهى المفاوضون اللبنانيون والإسرائيليون، خلال اجتماعهم في نتانيا بفلسطين المحتلة، الصيغة الإنجليزية للنص الأولي لاتفاق الانسحاب، وقالوا إنهم يأملون إنهاء النسخة الفرنسية في اجتماع آخر يوم الأحد.

الفرنسية والإنجليزية هما اللغتان الدبلوماسيتان للبنان وإسرائيل على التوالي، والنصوص بهاتين اللغتين ستكون ملزمة. كما تتم ترجمة الاتفاق إلى العبرية والعربية.

وقال متحدث إسرائيلي إنه لم تكن هناك صعوبات غير متوقعة في إكمال الاتفاق الرسمي، لكن المفاوضين لم يكن لديهم وقت كافٍ لإنهاء عملهم.

حتى بعد توقيعه، لن يدخل الاتفاق حيّز التنفيذ ما دامت سوريا ترفض سحب جيشها من لبنان. لكن المفاوض الإسرائيلي ديفيد كيمحي قال إن الاتفاق قرّب إسرائيل ولبنان من “عتبة عصر جديد”.

وقال كبير المفاوضين اللبنانيين، أنطوان فتّال، في بيان إن النص “مشرف” لأنه نصّ على أن الهدف منه هو استعادة سيادة لبنان.

وقال مسؤول لبناني رفيع إن حكومته ستوقع الاتفاق رغم رفض سوريا، وهو ما كان من المؤكد أن يؤخر الانسحاب الفعلي للقوات المقدرة بـ 90 ألف جندي من إسرائيل وسوريا ومنظمة التحرير الفلسطينية التي تحتل ثلاثة أرباع لبنان.

في دمشق، قالت مصادر موثوقة رفضت ذكر اسمها إن الرئيس السوري حافظ الأسد أبلغ وزير الخارجية اللبناني إلي سالم أن مسودة الاتفاق الإسرائيلي ـ اللبناني “تقوض سيادة لبنان واستقلاله، وتخضعه للهيمنة الإسرائيلية والإمبريالية، وتشكل خطرًا جسيمًا على أمن سوريا”.

وقال وزير الخارجية السوري عبد الحليم خدام إن سوريا تعترض على الاتفاق لأن “البند يعني الاعتراف بدولة إسرائيل” ولأن مواد أخرى تُلزم لبنان بتجميد، ومن ثم إنهاء، جميع التزاماته تجاه العالم العربي.

وعند عودته إلى بيروت، قال سالم إنه متأكد من أن الرئيس الأسد ضد الاتفاق.

وأضاف: “هناك تفسيرات مختلفة لأي اتفاق، ونحن نأخذ بالتفسير السوري. لم تتقدم أي دولة عربية باقتراحات بديلة. نحن نعتقد أن الثمن الذي يدفعه لبنان هو التنازل عن سيادته مقابل ما يظن أنه يربحه من انسحاب إسرائيلي”، قال خدام.

وقالت إذاعة الدولة اللبنانية إن مجلس الوزراء حدّد جلسة طارئة يوم السبت لتلقي تقرير من سالم، الذي أوضح أن حكومته ستواصل جهودها للحصول على قبول سوري بالخطة.

كما قالت مصادر دبلوماسية غربية إنها لا تعتقد أن رفض سوريا نهائي. وقال أحد المصادر إن الأمر يبدو أن “السوريين سيشدّدون موقفهم ويتفاوضون”، لكن في النهاية سيتم إقناعهم بسحب قواتهم.

By adam