رفيقي القائد الثوري الكبير جورج
تحية المقاومة والحرية،،،
باسم فلسطين، وباسم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وباسم الأمين العام الرفيق القائد أحمد سعدات، وقيادة وكوادر وأعضاء الجبهة، أتقدّم إليكم بأحرّ التهاني وأصدق مشاعر الاعتزاز بمناسبة نيلكم الحرية بعد أكثر من أربعة عقود من الأسر الظالم في السجون الفرنسية.
لقد كنتم، وما زلتم، رمزاً للصمود الثوري والكرامة الوطنية، ومثالاً حيّاً على أن المبادئ لا تُسجَن، وأن الإرادة لا تُكسَر، وأن النضال من أجل فلسطين والحق الإنساني لا يشيخ، وعلى مدار أكثر من أربعين عاماً، لم تتزحزح قناعاتكم ولا مواقفكم المبدئية الثورية من أجل فلسطين، وكرامة الشعوب العربية، وأحرار العالم.
يا رفيق جورج،
خرجتم من الأسر، لكنكم لم تغيبوا يوماً عن وجدان أحرار العالم. لقد شكلتم نموذجاً ثورياً ملهِماً تستمد منه الأجيال مواقفها وسرديتها. وعدتم إلى الوطن، لكنكم كنتم دوماً في قلب كل معركة وكل ميدان. أنت لستم فقط حراً، بل أنت حرية تمشي على قدمين. وفي زمنٍ يتهالك فيه الكثيرون على المقاعد والمساومات، تخرجون أنتم لتؤكدوا أن النقاء الثوري ممكن، وأن الالتزام بالقضية لا يسقط بالتقادم.
لقد تحرّرت، فخرجت من زنزانة فرنسية ضيقة إلى ساحة أوسع… لكن هذه الساحة ليست حرّة بعد، لأن غزة لا تزال تنزف تحت نير الإبادة والحصار، وتحت صمت العالم المخزي.
تحية لك يا جورج، يا من اختار فلسطين بوصلة نضاله. لم تكن سجيناً لبنانياً فحسب، بل أسيراً فلسطينياً بالمعنى السياسي الكامل. لم يُعتقل لأنه قاتل في لبنان فقط، بل لأنه قال منذ لحظة اختطافه: “غزة تمشي في دمي، والمقاومة حقّ الشعوب الذي لا يسقط بالتقادم.”
في زمنٍ تُقصف فيه غزة بالصواريخ، ويُدفن أطفالها تحت الركام، وتُقمع أصوات التضامن في العواصم الغربية، تعود لتذكّر بأن النضال من أجل فلسطين ليس موسمياً، ولا انتقائياً، ولا تفاوضياً، بل جذريّ ومستمرّ حتى النهاية. من زنزانتك، كتبتَ لجراح غزة. خاطبتَ رفاقك الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال: “لا تتركوا بندقيتكم وحدها، ولا حكايتكم صامتة.”
واليوم، وقد تنفّست هواء الحرية، نكاد نسمعك تقول: “خرجت من سجني، لكن غزة لم تخرج من حصارها… فلنكمل الطريق.”
وإننا إذ نهنئك اليوم بنيل حريتك، لا ننسى أن نوجه التحية للأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال، وفي مقدمتهم الرفيق القائد أحمد سعدات الأمين العام للجبهة، الذي ما زال يحمل شعلة النضال من قلب الزنازين. إنك اليوم تنال حريتك، وغداً حتماً ستشرق شمس الحرية على هؤلاء الأبطال، الذين كنتَ دوماً تحمل رسالتهم وصوتهم من داخل سجنك في فرنسا.
كلماتك التي أطلقتها لحظة أن وطأت قدماك مطار بيروت، بشأن حرب الإبادة والتجويع في غزة، ستدوّي في أنحاء المعمورة، وستهزّ الضمير الإنساني. لقد خرجت حراً لتُعيد للبوصلة اتجاهها، وتذكّر الجميع أن فلسطين لا تنسى، ولا تُنسى.
كل التحية لكم، وكل الوفاء لمسيرتكم، وكل العهد بأن تبقى رسالتكم نبراسًا لكل من يحمل همّ فلسطين، وأمل الحرية، وكرامة الشعوب.
رفيقك/جميل مزهر
نائب الأمين العام للجبهة الشعبية