اربطوا الأحزمة.. إنه صراع العواصم!
_افتداء الساحل العظيم.. والرمال المتحركة في السويداء!
واهم من يعتقد أن شـ.هـ.داء الساحل السوري الذين قضوا في مجـ.ازر آذار الدّامـ.ـي كانوا مجموعةً من الضِّعاف سلّموا سـ.لاحهم فقُتلوا!
إنّ هؤلاء الأبطال العظماء تابعوا جسر الفداء لمن سبقوهم على درب التضحية؛ فكشفوا حقيقة النظّامين العالمي والعربي الإرهابـ.ية الداعمة للسـ.ـف كُرمى لعيون “تل أبيب” وليس كرمى لدعاوى الزور وشعارات “الحرية”.. فالحرية الحمراء في سورية لم تكن ملطخة بدماء التضحيات كما نعرف عن الثورات.. بل هي حرية حمراء لأنها أكبر زانية خرجت من بيوت الليل والملاهي العالمية ونوادي “العروبة” القوّادة..!
لم يتوقّف الأمر عند تعرية كلّ هؤلاء.. بل إن نحلَ الإمام وُضعت الأسـ.ياف على نحورهم والسّهام في صدورهم وهم عزّلٌ من كل شيء إلا راية الولاية.. فامتدت إليهم أيادي الأرهاط من بني عثمان وبني صهـ.يون ليتحالفوا معها “فينجوا”.. فأبى نحلُ الإمامِ المذلّة!
فصدّ عن كلّ السوريين.. حتى عن أولئك الذين شمتوا بدمائهم.. مخطط مطحنةِ الإرادات الطامعة وصراعِ النفوذ الذي يمثل المقتلةَ لكل سورية وأبى قصور الذلّ على خيام الشرف.. ولذا.. أحرقت عواصم البغي ساحلنا انتقاما.. ووقعت في مصيدة تحدثنا عنها سابقا!
أما في السويداء.. فرمالٌ متحركة سُمح فيها بممر التحالفات مع العدوّ فبدأت المغرَقة!
_طحنُ الإرادات وصراع العواصم.. الطبل في السويداء والعرس في دمشق.. والحفلُ للطواغيت!
واهمٌ من يعتقد أنها جحافل التكفيريين فقط هي التي زحفت إلى السويداء .. فصائل الجولاني ليست تبعا له أصلا لأنه هو بالأساس جنديٌّ متعدد البيوع.. اشتراه في سوق نخاسة الأوطان التركي والأمريكي والصهـ.يوني.. أما الأعرابُ فمدَاساتٌ لهؤلاء!
أوعز التركي بالتحرك باتجاه السويداء للفصائل الموالية له ونفّذ الجولاني ليحسّن شروط التفاوض مع الكيـ.ـان لصالح الإمبراطورية العثمانية التي أقنعته بذلك.. وليس الأمر مرتبطا باجتماع باكو كما كتب كثيرون.. فاجتماع باكو محلّه جنـ.ـوب لبـ.ـنان وطهـ.ران وغزةُ فلسطين وضفّتـ.ـه!
لم تلبث أن تهاوت القوى في وجه بربرية العصمليّ الذي زود الفصائل بأجهزة رصد متطورة وبكل أدوات القتل والموت.. وبدا أبناء السويداء الذين ظنوا أنهم قادرين على الدفاع عن محافظتهم كما قالوا طوال سنوات الحرب، بدوا غير قادرين على صدّ هذه الجحافل التي جاءتهم من كل حدب وصوب وتذكروا جيدا أن الصهيـ.وني كان يتفرج عليهم!
إنها ليست فرصة للصهيـ.ـوني كما يظن البعض.. فهذا الطاغية لايحتاج ذريعة.. بل إنه دخول الضرورة بعد أن أُنهكت قوى الفصائل الدرزية وسال من دماء الأبرياء والمدنيين شلال كبير.. وللأسف طعنت السويداء تاريخ المحافظة المشرف بخنجر عارٍ لا يبرره شيء ولن يمحوه شيء!
تدخّل الكيـ.ـان غير المعادلة علما أن المطحنة الصغيرة مازالت تأكل من جسوم الضحايا في السويداء لأنهم تحولوا إلى حطب حربٍ اشتعلت بين عواصم الطغاة!
_ردّ الكيـ.ـان وصراع العواصم.. اربطوا الأحزمة!
واهم من يعتقد أن “تل أبيب” ردت على التركي في السويداء فقط.. الكيـ.ـان دخل دمشق.. وكل المؤشرات وتسريبات إعلام العـ.دو تقول إن “سقوط دمشق” الذي أعلن عنه يعني وضعها تحت يد المحتل الإسرائيـ.ـلي.. وهو الخنجر في مشروع أردوغان العثماني الذي لن يسكت عنه.. فكيف سيرد التركي وأين؟!
لذا فإننا مع كل عنوان لوقف إطلاق النار سنجد من يخالف القرار ويخرج عنه لتبقى الرمال المتحركة تغرق الجميع في السويداء الحزينة المنكوبة!
لم تتحرك عشائر الأعراب من السعودية إلا بأمر أمريكي.. وكذلك فإن ماسميت بالمشاورات بين عبدي وباراك الأمريكي حول الوضع في دمشق هي أيضا تحرّك أمريكي ضد النفوذ التركي الذي تتهدده قسد!
حان دور حليف أمريكا مظلوم عبدي ليشكل غطاء لمرحلة يحاول رؤساء العواصم المتناحرة فيها أن تبقى الأمور بمشهد الرمال المتحركة.. ظاهرها شي ومايحركها يتخفى تحت السطح!
ما لايدركه كثيرون أن من يعرض نفسه سلعة لأعداء البلد لايمكن أن يكون ولاؤه لجهة واحدة.. فجماعات عبدي مخترقة بالبيوع لصالح جهات كثيرة ستفشل مشهد “الرئيس المخلّص المنتظر” الذي لعب دور الإنساني المدافع عن الأقليات طوال الفترة الماضية!
على الجميع ألا ينسى أن من ألبس الجولاني بدلة رسمية عوضا عن الجلابية والشاروخ هو نفسه قد ألبس مظلوم عبدي خطاب الدفاع عن سورية والحرص على الأقليات عوضا عن مشروع الدولة الكردية والشراكة في قتل أبناء سورية الذين مازالت أضرحهتم في كل سورية شاهدة لنا وعلينا في آن معا!
_أخيرا.. كلمة للتاريخ.. كيف أنقذ السيد الرئيس بشار الأسد الدروز من أنفسهم.. وكيف حافظ على شرفهم وهم يصرخون ضده في ساحة “اللاكرامة”!
لم يتحرك الأسد الغائب باتجاه السويداء طوال أعوام مضت.. لأنه كان يعلم جيدا مانراه اليوم!
أبناء السويداء رفضوا ببيانات عامة لدى مرجعياتهم أن يخدموا خارج محافظتهم.. فالتزموا بيئتهم رافضين دخول الجيش العربي السوري إليها بحجة أنهم قادرون على الدفاع عنها إلا من رحم ربي من أبطال نفخر بهم جميعا!
علم الأسد أن يد الصهـ..يوني في المشهد.. رفض الأسد أن يرخّص برمزية الطائفة الدرزية الكريمة.. أبى أن يساهم في تلويث تاريخها المرتبط في وعينا بسلطان باشا الأطرش وعصام زهر الدين ومن حذا حذوهم الشريف!
حاول بعقل الدولة التي ندرك الآن حكمتها أكثر أن يحمي الدروز “المحتمين بالكـ.يان” من أن يكونوا حطبا يحرقه الكيـ.ان_اللقيط في سبيل أجندته!
فلم يسمح لعنوان “الدروز تحميهم إسرائيـ.ل” أن يتصدر المشهد.. فهذا أخطر وأوجع وآلم على سورية كثيرا من مشهد مهاجمة الدروز لمؤسسات الدولة السورية حينها وحرق ملفاتها وسرقة أجهزتها!
فلم يقتل درزيا.. وضم إلى قلبه طعون من خرجوا ضده فأمسكهم بيدِ حلمِه وهم يطعنونها.. وصدّ عنهم بيدِ حكمته من استخدمهم اليوم !
فهل من أحد يستطيع أن ينكر اليوم أننا إذا قلنا انتصرت الفصائل الدرزية فإن في باطن الكلام انتصر الكيـ.ـان!!
وعلى الرغم من أن الجولاني وعصاباته هم عبيد تل أبيب.. فلا يمكن أن نبرئ ساحة “الكرامة” من لوثة تل أبيب!
أخيرا.. أمام حمام الدم ومشهد الإجرام الذي يأكل من لحوم أحبتنا في السويداء فإن في القلب يا أبناء وطننا غصة كبيرة وفي العين دمعة حرّى تبكيكم بحرقة بالغة.. وتصرخ ألمكم.. وتنعي ضحاياكم.. وتطلب لكم النجاة ولو بمعجزة
لأنكم قُتلتم مرتين.. مرةً شهداء في وجه العصابات التكفيرية.. ومرةً أخرى حطباً للكيـ.ـان.. لإشعال الطريق إلى دمشق وفتح مطحنةِ حرب العواصم!
ليتكم اخترتم.. الميتة المشرفة ليكون نصركم لكم أنتم.. وليكون عظيما يليق بتاريخكم أيها الأحبة.. وأنتم أهل لذلك إذا أردتم!