▫️لم يكن المعتقل “ع. ي” يتوقّع أن خروجه من مستشفى الشفاء بغزة في مارس 2024 سيكون بداية رحلة في دهاليز الموت البطيء، حيث تفنّن الاحتلال في تحويل جسده إلى حقل تجارب لأساليب التعذيب.

▫️تم اعتقاله من داخل مستشفى الشفاء، ليُقتاد إلى معسكر “ركيفت”، حيث خضع لتحقيق ميداني دام ثماني ساعات، انتهى بضربة وحشية على الرأس باستخدام قضيب حديدي، تركت جرحًا غائرًا وآثارًا مزمنة في البصر والتوازن.

▫️لكنّ الاحتلال لم يكتفِ.. فبعد شهور، وفي أغسطس 2024، بدأت جولة جديدة من “التنكيل المؤسّس” في أحد المعسكرات بغلاف غزة.

▫️اختار المحققون أسلوب “الديسكو” – تحقيق يقوم على إطلاق أصوات صاخبة تُفقد المعتقل الإحساس بالزمن والواقع – إلى جانب تحقيق عسكري شمل سكب الماء المتعمد على رأسه المصاب، ما تسبب لاحقًا بالتهابات شديدة وقيح متواصل.

▫️في عسقلان، أعيد فتح جرح الرأس خلال جولات “الشبح” على الكرسي، حيث استمرت كل جلسة تحقيق لـ12 ساعة متواصلة، أُرفقت بالضرب والتنكيل والعزل الانفرادي 49 يومًا، تتخللها زيارات “عصافير” يتظاهرون بأنهم معتقلون آخرون.

▫️نُقل “ع. ي” لاحقًا إلى قسم “ركيفت” في سجن الرملة. وبحسب المحامي الذي زاره، بدت عليه علامات رعب دفين، وامتنع عن الحديث تفصيلًا حول ما يعيشه هناك. إلا أنه لمح إلى استمرار الإهانات والشتائم اليومية، والإجبار على سبّ الأمهات، ورشّ الغاز، وكسر الأصابع كسياسة ممنهجة لكسر الإرادة قبل الجسد.

▫️ما يجري خلف القضبان ليس فقط انتهاكًا لحقوق الإنسان، بل جريمة تُرتكب بهدوء في ظلال حرب الإبادة، وبتواطؤ صامت من نظام دولي يتقن غضّ البصر.

المصدر: نادي الأسير