ترحيل عائلات الدبلوماسيين والعسكريين الأمريكيين تهويل أم مخاطر حقيقية؟
١٢/٦/٢٠٢٥

بقبم ميخائيل عوض
1
بمفاجأة متقنة أصدرت وزارتي الخارجية والدفاع تعميماً يجيز للدبلوماسيين والعسكريين الثانويين ولأسر الدبلوماسيين والعسكرين بمغادرة الإقليم!
تلقفت الوسائط وخبراء وأبطال الفضائيات والمنصات الخبر، وتنفخ به فـ”حبة ترمب تصير عندهم قبة” ليسيطر الخوف والذعر على الناس مادام كلٌّ حقق غايته؟
ما غاية ترمب من الإجراء؟ وما معطيات الواقع؟ وماذا يستطيع ويخطط مع نتنياهو؟
2
لو أن الإجراء اتُخِذ في غير إدارة ترمب لكان يمثل إنذاراً عملياً! يوجب التعامل معه بجدية مطلقة؟
أما مع ترمب فقلنا؛ “انظروا إلى ما يفعل لا ما يقول”، وسبق أن أطلق قنابل صوتية ودخانية، وحرف النقاش والاهتمام، وشغل العالم بقضايا واهتمامات بينما هدفه مختلف وأقربها قنبلة غزة ريفيرا الشرق الأوسط بحضور نتنياهو المنذهل.
3
يحقق ترمب من قنبلته الصوتية عدِّت أهداف دفعة واحدة منها؛

  • أقصى درجات الضغط على إيران والرأي العام الأمريكي والإسرائيلي عشية عقد جولة المفاوضات المتوقع أن تخلص إلى نتائج إيجابية، بدلالة انعقادها بعد مكالمة مع نتنياهو محذراً إياه من أي عمل أحمق وأخبره بأنه قد يتفق مع إيران! وأشار المفاوض الإيراني إلى مناخات إيجابية!
  • التعامل الإيراني لا يختلف كثيراً عن تعامل ترمب، فالمطلوب عند الطرفين إعلان الاتفاق في أجواء عاصفة وبروبغندا إعلامية، ليكون وقع الإعلان أثمن وكأنه تخليص للبشرية من خطر الدمار.
  • يحضر ترمب المسرح لاحتمال اتخاذه قرار بسحب وتفكيك القواعد والانتشار الأمريكي من المنطقة، ويكون الإجراء بمثابة شروع بالانسحابية، وهذه كانت خطته في الولاية الأولى ودليل عملي إضافي عليها؛ تفكيك وسحب القواعد من سورية ومن التنف أهم قاعدة عسكرية في المنطقة ومن فعلها هنا لماذا لا يفعلها هناك؟!
  • التحضير لسحب القوات وتخفيض كلفة وزارة الخارجية والسفارات العملاقة التي أُقيمت بوهم لوبي العولمة للسيطرة وإدارات البلاد لقرن، وقد فعلوها في أفغانستان بعد بناء أضخم سفارة وبكلفة مليارات. والانسحاب قد تسرِّعه أو تفرضه اضطرابات فلوريدا ومؤشرات توسعها، وقد يعتبرها ترمب سبباً ومبرراً حافزاً لفرض مشروعه بتخفيف أكلاف وزارة الخارجية والدفاع وحروبها وانتشارها العالمي الواسع والمكلف.
  • كيفما اتفق فالإعلان المضخم في الإعلام يغطي ويشغل عن الجاري في كاليفورنيا والمدن الأمريكية. وقد أكدت التقارير من بغداد والكويت والبحرين أن لا شيء يجري في السفارات والقواعد الأمريكية، ما يعني أن أمر الترحيل ليس فورياً، ولا يفيد بأن نتنياهو سيضرب إيران خلال ساعات أو أيام كما تروج الحملات الترهيبية بافتراض غبي أنه قادر بدون أمر وقيادة وشراكة أمريكية مباشرة…
    4
    نصيحتان نتقدم بهما ونحن نلتزمهما في التعاطي مع الحدث الأمريكي وبيئاته، وأمريكا بقبضة ترمب2:
    الأولى؛ مع ترمب انظروا إلى الأفعال لا إلى الأقوال.
    الثانية؛ في التعامل مع أمريكا وتطوراتها وأزماتها لا تفيد آليات التفكير القديمة، ولا الأفكار من الصندوق، ولا من الماضي وقياساته على الدول والأمم الطبيعية والتاريخية. فأمريكا دولة ونظام ومجتمع مصنَّعة وغير تقليدية، وتطوراتها لا ولن تتخذ ذات مسارات الأمم والدول التي نشأت تقليدياً.
    اقتضى التنويه!!!
    الأحد يوم المفاوضات قريب، والقنابل الصوتية والدخانية تنجلي آثارها سريعاً كزوبعة الغبار
    فاتقوا الله بناسه!