التقى الرئيس الإيراني الدكتور مسعود بزشكيان مساء الأربعاء في العاصمة الإيرانية طهران وفداً قيادياً بارزاً من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين برئاسة نائب الأمين العام الرفيق جميل مزهر.

 بحث الجانبان آخر تطورات القضية الفلسطينية، وسبل تعزيز التنسيق والدعم في مواجهة الجرائم الصهيونية المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني، خاصة في قطاع غزة.

استهل نائب الأمين العام الرفيق جميل مزهر، اللقاء بنقل تحيات الأمين العام للجبهة الرفيق أحمد سعدات، وأعضاء المكتب السياسي وعموم جماهير الشعب الفلسطيني، مؤكداً عمق العلاقة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية وتقدير الجبهة العالي لمواقفها الثابتة والداعمة لفلسطين.

 وأشاد مزهر بالدور التاريخي والمحوري للجمهورية الإسلامية وقادتها، ووقوفهم إلى جانب القضية الفلسطينية، على نهج الإمام الخميني، واعتبر أن الظروف الحساسة والمعقدة الراهنة تستدعي موقفاً موحداً ومتكاملاً أكثر من أي وقت مضى.

وأشار إلى أن الشعب الفلسطيني، ورغم مرور أكثر من 20 شهراً من الحرب المفتوحة والحصار الشامل، وصموده في وجه جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي، لم ينكسر ولم يسمح للعدو بتمرير مخططاته، وعلى رأسها التهجير القسري، مشدداً على ضرورة تضافر كل الجهود من أجل وقف الحرب فوراً وإنهاء الحصار، وتكثيف الضغط السياسي والدبلوماسي في كافة المحافل الدولية.

وتوقف نائب الأمين العام عند السياسات الإجرامية التي ينتهجها الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها سياسة التجويع الممنهج، التي تحوّلت إلى أداة ضغط وابتزاز سياسي مفضوحة، تهدف إلى كسر صمود الشعب والنيل من إرادته الحرة.
وأكد أن الاحتلال، عبر حرمان المدنيين من الغذاء والدواء واستهداف البنية الصحية والاقتصادية، يسعى لفرض وقائع سياسية بالقوة، لكن هذه المحاولات ستفشل أمام وعي شعبنا وتصميمه على الاستمرار في مقاومته حتى تحقيق الحرية والعودة وتقرير المصير.

وفي ختام مداخلته، دعا الرفيق مزهر إلى تحشيد كل الطاقات والقدرات السياسية والدبلوماسية والشعبية على المستوى العربي والإسلامي والدولي من أجل وقف حرب الإبادة الجماعية التي يتعرض لها شعبنا في قطاع غزة، مؤكداً أن الواجب الأخلاقي والإنساني والسياسي يقتضي تحركاً عاجلاً وموحداً لكسر الحصار، ووقف العدوان، ومحاسبة الاحتلال على جرائمه المستمرة بحق شعبنا.

الرئيس الإيراني: فلسطين قضية محورية وسندافع عنها في كل المحافل

من جهته، أكد الرئيس الإيراني الدكتور بزشكيان أن الدفاع عن الشعب الفلسطيني المظلوم يمثل أولوية رئيسية وثابتة في سياسة الجمهورية الإسلامية، وموقفاً لا يتغير، نابعاً من التعاليم الأصيلة للثورة الإسلامية ومن توجيهات الإمام الخميني وقائد الثورة الإسلامية، وقال: “هذا الإيمان الراسخ هو ما يدفعنا لبذل أقصى الجهود في نصرة الشعب الفلسطيني في كل لقاءاتنا مع مسؤولي الدول ومشاركاتنا في المحافل الدولية”.

وأدان بزشكيان الجرائم المستمرة التي يرتكبها الكيان الصهيوني، محذراً من أن غياب الوحدة والتماسك بين الدول الإسلامية هو ما يسمح لهذه الجرائم بالاستمرار، داعياً  إلى تعزيز التقارب والتنسيق بين الدول الإسلامية، ورسم رؤية وموقف مشترك تجاه القضايا الإقليمية والدولية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.

وحمّل الرئيس الإيراني أعداء الأمة الإسلامية مسؤولية الانقسام والتشتت من خلال مؤامرات تهدف إلى إثارة النزاعات الداخلية، ونهب الثروات، وخلق بيئة آمنة للكيان الصهيوني لمواصلة عدوانه، لا سيما في غزة ولبنان وسائر الأراضي المحتلة.

وفي ختام حديثه، حيّا الرئيس الإيراني الرفيق أحمد سعدات الأمين العام للجبهة الشعبية، مشيداً بصموده ونضاله، وداعياً أن يمنّ عليه وعلى كافة الأسرى الفلسطينيين بالحرية والسلامة، متمنياً لقادة الجبهة والمقاومة الفلسطينية دوام الثبات والتوفيق.