خاص طوفان-كتبت زنوبيا الشام:العروج المقدس وإعلان الحرب… كواليس مفترسة واجهتها سورية.. ولم يدركها السوريون!
ماذا حدث عندما رحل القائد المؤسس؟!

لا بد وأن ذكرى رحيل الأب القائد هذا العام يصاحبها ألم مختلف ومتضاعف..!!
كل عام كنا نجدد العهد في ذكرى معراجه.. كل عام كنا نتلو ماعلمنا إياه.. كثيرون كان يرددون “لو كنتَ معنا لما كنا نعيش هذه المآسي” قاصدين أو غير قاصدين ينالون من قيمة الابن بتقديس الأب!

أما وقد وصلنا إلى هذا المفصل التاريخي الكبير الذي نعيشه.. فمن حق التاريخ أن نفتح صفحاته التي لم يقرأها سوى قليلين جدا…!

ولعل أهم وفاء للقائد المؤسس طيب الله ثراه الطاهر.. أن نتحدث عن خبايا الرحيل.. وماسبقه ورافقه وتلاه من مخاطر كانت تريد افتراس سورية ووجدت في رحيله فرصة لذلك.. فتعالوا أعود وإياكم إلى ذلك اليوم الأليم!

كانت فاجعة الرحيل.. وغرس الفقد الأليم بعيدا في قلوبنا طعنة القدر التي لا مفر منها!

لكن… هل كان يوم الرحيل يوما مختصا بطقوس الوداع فقط أم أن أنه كان عند أعدائنا ذاتهم مختصا بلحظةٍ تاريخية للإطاحة بسورية الأسد التي أبت أن تلين رغم سقوط كل العالم العربي في ملهى التطبيع والتسليم؟!

هل تذكرون كيف كانت عناوين قناة الجزيرة وأخواتها ؟!!!

سأذكركم… من اللحظة الأولى لإعلان رحيل الأب القائد
ظهر مصطلح “النظام العلوي” على شاشة الجزيرة!

عواجل الجزيرة باختصار دفعت بعض علويي سورية المقيمين في دمشق إلى حزم حقائبهم!!

في بنايتنا هرعنا إلى باب البناء وأحكمنا إغلاقه وكانت أمهاتنا تضربن كفا بكف ويرددن
“سيقتلوننا”!!
“ويلي علينا سنعود إلى الجبال نُقتل على الهوية”!!

عواجل الجزيرة.. تولت جبهة إسقاطنا إعلاميا؛ وسأذكركم بالأجندات التي عمل عليها الإعلام الذي لم يعرف حقيقته الناس إلى مابعد سقوط بغداد الأليم!

ستُفاجأون بأن العناوين التي عُمل عليها خلال “الربيع” الآثم.. قد أطلقها مشغلو الجزيرة وأخواتها منذ يوم رحيل الأب القائد!

هل تذكرون الحديث عن هجرة العلويين هربا من دمشق بسبب الخطر السني الغاضب؟!!

ركزت جبهة الإعلام على ذلك كثيرا ولما خرج طوفان المكلومين بفقد الأسد وغصت به دمشق أكثر من أي محافظة أخرى بدأ التركيز على العنوان الثاني.

هذا العنوان أكثر مفاجأة لكم.. ستُصدمون لأنه طوال سنوات الحرب على سورية وهو فعّال في الشارع السوري وللأسف بقي حتى لحظات مشهد سقوط الأخير وحتى الآن وهو:

الخلاف بين أبناء حافظ الأسد “بشار وماهر”!

هل تذكرون رواية أن بشار الأسد نشر دباباته في دمشق وأن ماهر الأسد نشر دباباته في اللاذقية وأن الشارع السوري منقسم بينهما وأن اقتتالا وقع بينهما وكاد أحدهما أن ينهي الآخر طمعا في الرئاسة؟!

هل تذكرون أيام الرعب التي عشناها بسبب أجندة هذا الإعلام التي أوكلت إليها مهمة القضاء على سورية إعلاميا؟!

والآن برأيكم!

هل بدأت الحرب على سورية عام ٢٠١١ فعلا أم أن حربا ضروسا فظيعة مؤلمة خاضها السيد الرئيس والأبطال المنذورون منذ اللحظة الأولى لفقد الأب القائد!!

راجعوا الآن فيديوهات التشييع المهيب لقائد الأمة.. سترون في وجوه الأسدين اليتيمين “بشار وماهر” تقاسيم حزم تغالبُ حتى حقهم في الحزن على أبيهم.. فالوصية هي سورية وعليهما أن يكونا وفيين وأمينين!

هل تذكرون كم حادثة أمنية خطيرة وقعت بعد ذلك؟!

القبض على جماعات إرهابية في الجامعات؟!.. انهيار جامع الرحمة في مساكن برزة في أول صلاة بعد تشييده والذي اتضح لاحقا أنه تفجير إرهابي
العثور على مخازن أسلحة تحت بلاطات جامع كبير دمشق بعد ملاحقة خلية إرهابية!

ظهور عبدة الشياطين في حارات دمشق في قدسيا وسواها وفي اللاذقية والقبض على مجموعات نفذت جرائم وكانت نمارس الطقوس الخاصة بهم في أماكن عدة!!

الكثير الكثير.. ذكرت لكم منه البعض القليل جدا.. لقد قضى خلال الحرب على سورية التي أشعلها العدو لحظة عروج الأب القائد شهداء عظام.. أدوا مهامهم.. ورحلوا تحت عناوين كثيرة “استشهد أثناء التدريب.. حادث أليم.. خطأ إسعافي.. والكثير من هذه العبارات!

هل شعر السوريون بهذه المخاطر؟!

لا أيها السوريون.. لم يعلم بها سوى العدو من جهة والأوفياء الموكلون بمواجهتها من جهة وندرة ممن يجيدون القراءة العميقة!.. ندرة ممن يتساءلون لماذا هو الكيان غاضب حد الجنون من سورية ويهددها وهي لاتفعل شيئا سوى الحديث عن دعم المقاومة قولا وفعلا؟!

لماذا يقول السيد الرئيس إننا في كل مرة نرد على “إسرائيل” ولانعلن عن ذلك والعدو يفهم قصدي جيدا!

لماذا فجأة تحدث القطيعة العربية لسورية خلاف كل حالات “الربيع العربي” الذي سبق “ربيعها”؟!

والحقيقة أن الحرب على سورية
مرت بثلاث مراحل وكان هذا الابن البار يقود حربه صامتا بأقل الخسائر الممكنة لبلده وشعبه والمنطقة!

المرحلة الأولى لحظةَ رحيل الأب القائد الذي يعيّر بعضنا ابنه السيد الرئيس بشار الأسد بأن أباه أعظم منه وأنه لو كان بيننا لما سقطنا!

وفي هذه المرحلة كواليس مفترسة كان يحمينا حتى من جزع معرفتها رجال لله رحلوا وجرحوا وبقي منهم من يطوي على الأمانة!

المرحلة الثانية ماتعرفونه منذ ٢٠١١

وقد شهدتهم فيها تضحيات الأبطال وثبات القائد وعظمة الانتصار الجزئي!

والمرحلة الثالثة التي نحن في خضمّ ألمها!

وفيها أيها السوريون الشرفاء.. حان دوركم.. فالقائد العظيم المؤسس حافظ الأسد أودع الأمانات ورحل عظيما
والقائد الأمين المفدى بشار الأسد أدى ماعليه مما تعرفونه ولا تعرفونه وغاب عظيما

والجيش في كل حين قدم ماعليه كأعظم مثال للتضحية والفداء

وفي كل هذا وذاك.. كنا نحتمي بهم ولانعرف سوى النزر القليل من حرب ضروس كواليسها أفظع وأشنع وأقسى وأظلم وآلم مئات المرات مما نعرفه..

أيها السوريون الأوفياء الأحبة… حان دورنا فإياكم والخضوع!

لك سيدي المقدس حافظ الأسد عهد وفاء لايتبدل
لك سيدي المغيب العظيم بشار الأسد عهد وفاء لايلين
لك يا جيش العزة والكبرياء قسم لا نحنث به ولو على أرواحنا

وقطعا سننتصر
زنوبيا الشام