انطلقت صباح اليوم الإثنين من العاصمة التونسية “قافلة الصمود” المغاربية، بمشاركة قرابة 1700 ناشط ومتطوع من عدة دول، في مبادرة شعبية تهدف إلى كسر الحصار الصهيوني المفروض على قطاع غزة منذ سنوات، وإدخال المساعدات الإنسانية المتكدسة عند المعابر بين قطاع غزة ومصر.
وتجمّع المشاركون أمام مقر وزارة السياحة وسط العاصمة تونس، حاملين الأعلام الفلسطينية ولافتات منددة بجرائم الإبادة المرتكبة بحق المدنيين في غزة منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، قبل أن ينطلقوا برًا نحو معبر “رأس جدير” الحدودي باتجاه الأراضي الليبية.
وقال وائل نوار، المتحدث باسم القافلة التي تنظمها “تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين”، إن هذه المبادرة “تحمل رسالة إلى أحرار العالم للتحرك من أجل نصرة الحق الفلسطيني ورفض الإبادة الجماعية”، مشيرًا إلى أن القافلة ستمر عبر عدد من الولايات التونسية، قبل دخول ليبيا بالتنسيق مع منظمات إنسانية ليبية، ومن ثم التوجه إلى معبر “السلوم” شرقي ليبيا، وصولًا إلى الأراضي المصرية.
وأضاف نوار أن القافلة ستسعى للتنسيق مع منظمات إنسانية مصرية للوصول إلى معبر رفح الحدودي، بهدف إدخال المساعدات إلى قطاع غزة الذي “يعيش أبشع أشكال القتل والتهجير في ظل صمت عربي ودولي غير مقبول”، مؤكدًا أن “كسر الحصار لا يقتصر فقط على إدخال المساعدات، بل يشمل تسهيل خروج الجرحى للعلاج خارج القطاع”.
ومن جانبه، أعلن المنسق الإعلامي للقافلة، ياسين القايدي، أن القافلة من المقرر أن تصل إلى القاهرة يوم الخميس 12 يونيو، ثم تتوجه إلى مدينة رفح المصرية يوم الأحد 15 يونيو، حيث من المرتقب عقد لقاءات مع مجموعات دعم مثل “المسيرة نحو غزة” ومؤسسات أخرى.
وأكد الدكتور محمد أمين بالنور، المنسق الطبي للقافلة، أن المبادرة انطلقت من تونس وتوسعت لتشمل مشاركين من الجزائر والمغرب وموريتانيا، على أن ينضم إليهم لاحقًا ناشطون من ليبيا ومصر. وقال بالنور، الذي سبق له التطوع في مستشفيات قطاع غزة، إن “هذه قافلة نضالية، لا سياحية، يشارك فيها متطوعون بصدر عار لنصرة أهلهم في غزة، أمام أنظار عالم يلتزم الصمت”.
وأوضح أن القافلة تأتي في ظل تنسيق ميداني بين الهلال الأحمر في تونس وليبيا ومصر، إلى جانب دعم من عمادات الأطباء في هذه الدول، مؤكدًا أن “قافلة الصمود 1” ستكون الأولى من سلسلة قوافل دعم ستتوالى، حتى يُكسر الحصار ويرتفع الظلم عن المدنيين الفلسطينيين.
وتأتي هذه المبادرة ضمن حراك شعبي ودولي متصاعد لكسر الحصار على غزة ووقف الحرب الإسرائيلية المتواصلة، في ظل تدهور الأوضاع الإنسانية وتهديد حياة أكثر من مليوني فلسطيني يعانون من الجوع ونقص الدواء والتهجير القسري.
وفجر اليوم الاثنين، أعلن “ائتلاف أسطول الحرية” أن الجيش الإسرائيلي اختطف المتضامنين الدوليين على متن السفينة “مادلين” التي كانت في طريقها إلى غزة، في محاولة لكسر الحصار المفروض على القطاع منذ سنوات، بعد اقتحام السفينة.
وكان الاحتلال الإسرائيلي قد استأنف فجر 18 آذار/مارس 2025، عدوانه وحصاره المشدد على قطاع غزة، بعد توقف دام شهرين بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في 19 كانون الثاني/يناير الماضي، إلا أن الاحتلال خرق بنود الاتفاق طوال فترة التهدئة.
وبدعم أميركي وأوروبي، ترتكب “إسرائيل” منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، إبادة جماعية في قطاع غزة، أسفرت عن أكثر من 181 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود.