كشف تحقيق عسكري أجرته السلطات المالية عن تورط الاستخبارات العسكرية الأوكرانية في تدريب وتقديم دعم مباشر لجماعات إرهابية تنشط داخل البلاد، وعلى رأسها تنظيم “جماعة نصرة الإسلام والمسلمين” المرتبط بتنظيم القاعدة، في تصعيد خطير يهدد أمن مالي والمنطقة بأسرها.

ونقلت صحيفة “فاسو” وموقع “بامادا” الماليان عن التحقيق أن استخبارات وزارة الدفاع الأوكرانية شاركت في تدريب المسلحين وتقديم الدعم اللوجستي لهم.

وأكدت التحقيقات أن قوات الجيش المالي عثرت، خلال عملياتها، على وثائق وأجهزة إلكترونية تثبت تعاون الاستخبارات العسكرية الأوكرانية مع الجماعات الإرهابية، إضافة إلى طائرات مسيرة تحمل علامات وتصميمات أوكرانية من طراز FPV بالإضافة إلى تقديم التدريب الفني والاستخباري واللوجستي اللازم لاستخدامها ضد القوات المسلحة المالية .كما تبين أن هناك محاور لوجستية تمر عبر موريتانيا لنقل المعدات، مع وجود شبكة اتصالات استخباراتية تديرها عناصر أوكرانية نشطة في غرب إفريقيا، تعمل على تنسيق العمليات بين الجماعات الإرهابية في مالي وأذرعهم في الدول المجاورة.

وبحسب ما أورده التحقيق، فقد تم تزويد الجماعات الإرهابية بطائرات مسيرة FPV وهي طائرات هجومية صغيرة الحجم دقيقة التوجيه، نادرا ما كانت الجماعات الإرهابية تستخدمها من قبل.

وقد شهدت مالي تصاعدا في الهجمات الإرهابية باستخدام المسيرات، أبرزها الهجوم الذي وقع في 30 مايو 2025 واستهدف مواقع أمنية في سيراكورولا وتانابوغو بمنطقة كوليكورو، إضافة إلى كمين نصبته القوات المالية للإرهابيين في 23 مايو قرب قرية جونغي بامبارا.

وكانت مالي قد قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع أوكرانيا في أغسطس 2024، عقب تصريحات استخباراتية أوكرانية حول تقديم دعم معلوماتي لمسلحين استهدفوا قافلة لمجموعة “فاغنر” الروسية، ما أثار شكوكا عميقة حول نوايا كييف في المنطقة.