كثيرون يحسبون أنّ الصّداع الإيراني يزول إذا هاجمت إسرائيل. أقول ليتها تُهاجم ولكنّها لن تفعل ولا أمريكا ستفعل. من عجز عن اليمنيين لن يقدر على الإيرانيين. من الصّعب رؤية الأمريكيين يقبلون بالتخصيب ورفع العقوبات مع تقديم الضمانات ومن الصعب رؤيتهم يدخلون في مواجهة مفتوحة مباشرة أو عبر الصهاينة. الوضع الأمثل لهم مواصلة حصار ايران والتضييق عليها وتحريك خلايا داخلية ومضاعفة التّأليب بالديبلوماسية والإعلام. هو وضع أمثل بالمقارنة من دون أن يكون مثاليا. فالحصار سيجعل ايران توطّد علاقتها أكثر بروسيا والصين. هذا هو بيت القصيد في كلّ سياسات ترامب: ينافق روسيا ويمنيها لتبتعد عن الصين ويهدّد ايران لفرض أن تبتعد عن الحلفاء، حلفاء الجغرافيا أولا وحلفاء خيار رفض الهيمنة الأحادية. المشكلة التي تحذرها ايران ليست في العلاقة بالمواجهة العسكرية مع الخارجيين. مشكلتها في داخلها فهناك تيّار ايران أوّلا وله حضوره. هذا التيّار لا يحب انخراط ايران في ملفات المنطقة ولكنّه يعتبر التخصيب حقّا وطنيا مشروعا. هذا التيار ليس أمريكيا. هو تيار وطني برؤية تختلف عن التيار العقائدي. حرمان ايران من التخصيب سيُضعف جماعة ايران أولا وسيزيد تيّار العقائديين شعبية. الدخول في مواجهة مع ايران يعني ببساط مواجهة منظومات تسليح وتشويش ورصد هي بين إيرانية وروسية وصينية. هي مواجهة لن تخرج منها أمريكا سالمة ولا إسرائيل تخرج.
الهذيلي منصر