“إما فلسطين… وإما النار جيلاً بعد جيل”

♦️الجبهة الشعبية: في وجه النكبة المتجددة… نُقاوم، نُوحّد الصفوف، ونمضي نحو العودة والتحرير

يا جماهير شعبنا الصامد في الوطن والشتات،،،
يا أحرار أمتنا العربية،،،
يا أحرار العالم في كل مكان،،،

في الخامس عشر من أيار تطلّ علينا الذكرى السابعة والسبعون للنكبة، جرحنا المفتوح الذي لم يندمل، ومحطّة مؤلمة في تاريخ الإنسانية، حين ارتكبت العصابات الصهيونية، وبدعمٍ كامل من القوى الاستعمارية واحدة من أفظع جرائم العصر الحديث، التطهير العرقي المنظّم بحق شعبنا الفلسطيني وتهجيره وتدمير المئات من المدن والقرى، وزرع كيان استيطاني عنصري على أنقاض وطننا.

لقد مثّلت النكبة لحظة مفصلية في تاريخ شعبنا، وانكشاف عميق لطبيعة المشروع الصهيوني كأداة استعمارية عنصرية اقتلاعية هدفها محو الهوية الوطنية والكيانية الفلسطينية، وسلب الأرض، وتشريد الإنسان الفلسطيني. ومنذ تلك اللحظة لم تتوقف فصول النكبة، بل استمرت بأشكال متجددة في القتل والمجازر والطرد والتمييز والإفقار والحصار.

واليوم، يُعاد مشهد النكبة بصورة أكثر دموية وهمجية في قطاع غزة، حيث يتعرض شعبنا لحرب إبادة جماعية غير مسبوقة في التاريخ المعاصر، تُنفذ فيها آلة الاحتلال أبشع صور القتل والتدمير والتجويع والتهجير، وتُقصف المستشفيات والمدارس ومخيمات النزوح، وسط حصار خانق وتواطؤ دولي وصمت أممي وشراكة أميركية مباشرة.

إن الجبهة الشعبية، وفي هذه الذكرى الأليمة، إذ تحيي صمود شعبنا على امتداد الوطن والمنافي، من غزة إلى الضفة، ومن القدس إلى أراضي 1948، ومن مخيمات الشتات إلى المنافي القسرية، تؤكد على ما يلي:

أولاً: إن صراعنا مع الكيان الصهيوني صراع تاريخي شامل لن يُحسم إلا بانتزاع حقوق شعبنا الوطنية الكاملة، وفي القلب منها حق العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على كامل التراب الوطني وعاصمتها القدس. وستظل قضية فلسطين جوهر الصراع العربي الصهيوني، حتى إزالة جذور النكبة وإنهاء الاحتلال.

ثانياً: إن الردّ الحقيقي على النكبة وتداعياتها هو بناء جبهة مقاومة موحدة، وصوغ استراتيجية وطنية شاملة تتبنى المقاومة بكافة أشكالها وعلى رأسها الكفاح المسلح، وتستعيد منظمة التحرير كإطار وطني جامع وموحّد، على قاعدة الشراكة والديمقراطية ووفقاً لقرارات الإجماع الوطني، لقطع الطريق أمام نهج التفرد والهيمنة، واستثمار طاقات شعبنا في كل أماكن تواجده وتمكينه من التعبير عن إرادته في مقاومة الاحتلال حتى التحرير والعودة.

ثالثاً: في ظل هذه الفصول المتواصلة من الجريمة، فإن الأولوية القصوى اليوم هي لوقف حرب الإبادة على شعبنا في قطاع غزة، وإنهاء معاناته، وكسر الحصار، وبدء إعادة الإعمار، والانطلاق نحو مسار سياسي يستند إلى حقوق شعبنا الوطنية غير القابلة للتصرف.

رابعاً: نُحذر من محاولات فرض “نكبات” متجددة تحت غطاء مشاريع تصفوية توسعية استعمارية مثل “اتفاقيات أبراهام”، أو شرق أوسط جديد، وغيرها من المخططات المشبوهة التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية.

خامساً: التصدي لمحاولات تصفية وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) تكتسب أهمية بالغة في ظل المخططات الصهيونية-الأميركية التي تهدف إلى شطب قضية اللاجئين وحق العودة. وإن استهداف الأونروا في غزة من خلال تدمير منشآتها واستهداف موظفيها، وإغلاق مؤسساتها في القدس ومنع عملها في الضفة، يُشّكل جزءًا من مخطط ممنهج لتصفية قضية اللاجئين.

سادساً: نجدد دعوتنا بضرورة التحرر الكامل من اتفاق أوسلو وتوابعه، وإنهاء التزامات السلطة الناتجة عنه، ووقف التنسيق الأمني وكل أشكال ملاحقة المقاومة والتراجع عن كل القرارات الخطيرة التعسفية بحق مخصصات أسر الشهداء والأسرى والجرحى والمحررين، وقطع كافة أشكال الارتهان للمشاريع الأميركية الصهيونية، والتوجه لبناء ميدان نضالي موحّد يُعبّر عن الإرادة الشعبية الفلسطينية الحرة.

سابعاً: على جماهير أمتنا ومثقفيها وقواها الحية أن ينهضوا لدعم نضالنا والتصدي لحرب الإبادة ضد شعبنا، ورفض كل أشكال التطبيع مع العدو الصهيوني، ومواجهة مشروع الهيمنة الاستعمارية الجديدة ومخططات تفتيت المنطقة.

ثامناً: نُحيّي بإجلال صمود الشعب اليمني الشقيق الذي يواجه العدوان والحصار منذ سنوات، ويواصل اليوم – بمواقفه الشجاعة ومبادراته الشعبية والرسمية – تقديم الدعم لقضيتنا، وتأكيد وحدة المصير والميدان من خلال فرض معادلات ردع جديدة تطال عمق الكيان الصهيوني نصرةً لغزة. كما نُحيّي مقاومة لبنان الباسلة، التي كانت ولا تزال سنداً صلباً لشعبنا ومقاومته، وشريكاً في معركة الدفاع عن فلسطين، وتؤكد تلاحم جبهات المقاومة في وجه المشروع الصهيوني.

تاسعاً: نُثمّن عالياً صرخات التضامن التي تعالت من شوارع واشنطن وجامعاتها، ومن لندن ومدريد وبروكسل، ومن جوهانسبرغ وكل عواصم ومدن العالم، دعماً لغزة ورفضاً للعدوان وإسناداً لحقوق شعبنا العادلة. وإن تصاعد التضامن الأممي يُشكّل جبهة متقدمة في معركة وقف الحرب وكسر الحصار، وكشف جرائم الاحتلال ومحاسبته على المستوى الدولي.

🔻جماهير شعبنا… يا أبناء أمتنا العربية… يا أحرار العالم

في ذكرى النكبة، نُجدّد عهدنا لشعبنا، ولأرواح شهدائنا، ولأسرانا وجرحانا، بأن تظلّ الجبهة الشعبية صوتًا للحق، ودرعاً للمقاومة، وحارساً للثوابت الوطنية، ومدافعاً صلباً عن حق العودة الذي لا يسقط بالتقادم ولا يُساوَم عليه، وكما قال الحكيم جورج حبش: “لا نستطيع أن نضمن مستقبل أجيالنا في حالة بقاء جرثومة الصهيونية على الأرض العربية.”

التحية لشعبنا المقاوم في كل الميادين
التحية لأسرانا وأسيراتنا في سجون الاحتلال

المجد والخلود للشهداء… وإننا حتماً لمنتصرون

الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
دائرة الإعلام المركزي
14-أيار-2025