من بينِ جبالِ صَنعاءِ الشّامخةِ، وتحتَ سماءِ العزِّ المُلبّدةِ بأجنحةِ الصواريخِ والمُسيّراتِ، انطلقتِ الإرادةُ اليمنيّةُ، لا كمناورةٍ عابرةٍ، بل كصفعةٍ مُزلزِلةٍ، أوقعتِ “السوبر هورنت” الأمريكيّةَ، وأغرقتها في قاعِ البحرِ الأحمرِ… لا عطبًا فنّيًّا، بل بفعلِ الضرباتِ اليمنيّةِ المُسنَدةِ لغزّةَ، المُشتعلةِ في وجهِ الكيانِ المؤقّتِ!
أيُّ هوانٍ أصابَ الأسطولَ الأمريكيَّ؟!
أيُّ صفعةٍ تلكَ التي تلقّتها “حاملةُ الطائراتِ يو إس إس هاري إس ترومان” وهي ترى طائرتَها ـ التي تُقدَّرُ بستّينَ مليونَ دولارٍ ـ تَهوي كالعصفِ المأكولِ؟!
لقد غَرِقَ الحديدُ، وأُصيبتِ الهيبةُ، وتَمزَّقَ قناعُ القوّةِ الأمريكيّةِ في أعينِ شعوبِ الأرضِ.
يا سادةَ البنتاغونِ… تلكمْ ليستْ عاصفةَ رملٍ، بل إعصارٌ من صعدةَ!
مَن كانَ يظنُّ أنّ اليمنَ ـ الذي ضحكتُم من فقرِه، واستهزأتُم بحصارهِ ـ سيُغرقُ طائرتَكم الأحدثَ في أسطولِ “الهيمنةِ الجويّةِ”؟!
مَن كانَ يتوقّعُ أن تتحوّلَ الحُفافيّاتُ والصواريحُ المحليّةُ إلى سلاحٍ استراتيجيٍّ يُجيدُ اصطيادَ الأهدافِ البحريّةِ المُدرّعةِ؟!
إنّه زمنُ اليمنِ… لا زمنُ حاملاتِ الطائراتِ!
سقطتِ الطائرةُ، نعم…
لكنّ ما سقطَ معها ليسَ مُحرّكًا ولا جناحًا، بل هيبةُ الأسطولِ الأمريكيّ، وعقيدةُ التفوّقِ التي طالما باهى بها الغربُ على الأممِ.
سقطتِ الطائرةُ، لتُعلِنَ أنّ اليمنَ لم يَعُدْ قوّةً محليّةً في محيطهِ، بل صارَ لاعبًا إقليميًّا يفرضُ قواعدَ اشتباكٍ جديدةً، ويُوقِعُ العقابَ على مَن يَمُدُّ يدهُ إلى فلسطينَ.
من البحرِ الأحمرِ… رسالةُ صنعاءِ تصلُ إلى غزّة!
لقد جاءتِ الضربةُ اليمنيّةُ في التوقيتِ الأصدقِ والأصدقِ دلالةً؛
فغزّةُ تُحاصَرُ في البرِّ والجوِّ، وإذا بصنعاءِ تَفتحُ لها بوّابةَ البحرِ.
غزّةُ تُقصفُ في مخيّماتِها، وصنعاءُ تُقصفُ حاملاتِ الطائراتِ انتصارًا لها.
ما عادتِ الحربُ محصورةً في حدودِ الكيانِ المُؤقّتِ، بل امتدّتْ إلى بحارِ العربِ ومضائقِ المسلمين، وصارَ الطوفانُ واحدًا… والجبهاتُ واحدةً.
فلْتَبكِ البحريةُ الأمريكيّةُ… فقد خَسِرَتِ المجدَ في البحرِ الأحمرِ!
ولْتُعلِنْ وسائلُ إعلامِهم: لقد دخلَ اليمنُ البحرَ… ولم يَخْرُجْ إلّا منتصرًا!
ولْتَفْهَمْ واشنطنُ وتل أبيبُ معًا: أنّ اليدَ التي تُصافحُ غزّةَ، قادرةٌ أن تُسقِطَ ما شئتُم من طائراتٍ ومدمّراتٍ!
وسيبقى اليمنُ يَصْرُخُ في وجهِ الطغاةِ:
” الله أكبر،الموتُ لأمريكا، الموتُ لإسرائيل، اللعنةُ على اليهود، النصرُ للإسلام!”
عدنان عبدالله الجنيد.