الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تشارك في الاحتفال الذي أقامه الحزب الشيوعي الروسي بمناسبة النصر على النازية…
شارك وفد من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين على رأسه مسؤول العلاقات الدولية في الجبهة الرفيق ماهر الطاهر، في الاحتفال الذي أقامه الحزب الشيوعي الروسي بمناسبة النصر على النازية..

وألقى الطاهر كملة بالمناسبة جاء فيها:
الرفيق العزيز غينادي زيو غانوف/ رئيس اللجنة المركزية للحزب الشيوعي للاتحاد الروسي
الرفاق الأعزاء قيادة الحزب
الرفاق الضيوف.. تحية أممية
باسم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ولجنتها المركزية ومكتبها السياسي وأمينها العام المناضل أحمد سعدات، المعتقل في السجون الإسرائيلية منذ أكثر من 24 عاماً، نتقدم بأعمق التحيات الرفاقية للحزب الشيوعي للاتحاد الروسي ولجنته المركزية وأمينه العام بتوجيه الدعوة لنا للمشاركة بمناسبة تاريخية عظيمة، مناسبة الذكرى ال 80 للانتصار على الفاشية والنازية في الحرب العالمية الثانية، والتي دفعت خلالها روسيا وشعوب الاتحاد السوفييتي العظيم تضحيات جسيمة، وقدمت أكثر من 27 مليون شهيد لتحرير البشرية كلها من الطغاة ومجرمي الحرب والعدوان.
لن ينسى شرفاء وأحرار العالم كله تضحيات الاتحاد السوفييتي الذي خلص البشرية وأنقذها من شرور الفاشية والنازية التي تعود اليوم لترفع رأسها مرة أخرى، حيث تبذل القوى الرجعية في الغرب كل ما في وسعها لقلب الحقائق التي تؤكد بشكل ساطع أن الانتصار على النازية كان شرفاً ووساماً على صدر الشعب السوفيتي العظيم الذي قدم أغلى التضحيات والدماء في ملحمة شكلت صفحة مجد في تاريخ الإنسانية، محفورة في ذاكرة الأجيال جيلاً بعد جيل.
نثمن مبادرة الحزب الشيوعي الروسي وكتلته البرلمانية في الدوما بتنظيم هذا المنتدى الدولي لمناهضة الفاشية لأننا نواجه اليوم تحديات تاريخية كبرى بعد بروز مظاهر عودة هذه الفاشية، وخاصة محاولات تطويق روسيا والحرب التي تقودها القوى الإمبريالية لإضعافها ومحاصرتها.
الرفاق الأعزاء
إن الشعب الفلسطيني الذي يعاني منذ 77 عاماً عندما تعرض لأبشع جريمة من جرائم العصر الحديث وتم تشريده في كل أصقاع الأرض لم تبدأ معاناته وتعرضه لحرب الإبادة بعد معركة طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر عام 2023 بل قبل ذلك بكثير، تعرض للمجازر والمذابح منذ عام 1948 عندما تم تدمير اكثر من 450 قرية فلسطينية وتشريد سكانها وطردهم من أرضهم وديارهم.
وجاءت معركة طوفان الأقصى كعملية دفاع عن النفس في مواجهة الاستيطان وتهويد الأرض في الضفة الفلسطينية والقدس. حيث وصل عدد المستوطنين في الأراضي المحتلة عام 1967 إلى مليون مستوطن وتم فرض حصار على قطاع غزة منذ 18 عاماً. ولذلك، لم يكن أمام الشعب الفلسطيني من خيار إلا المقاومة والصمود في وجه الفاشية الصهيونية التي أعلنت بوضوح على لسان نتنياهو وسموتريتش وبن غفير إنها تريد حسم الأمور وتصفية الحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني التي أقرتها القوانين والشرعية الدولية والأمم المتحدة.
ولذلك فإن معركة طوفان الأقصى شكلت نقطة فاصلة في تاريخ الشعب الفلسطيني، وجاءت في ظل تطورات سياسية عميقة ومتسارعة على الصعيد العالمي خاصة بعد اندلاع الحرب بين روسيا الاتحادية وحلف الاطلسي في اوكرانيا وما ترتب عنها من احتدام الصراع الدولي من اجل السيطرة الإمبريالية على الثروات وطرق التجارة والممرات المائية للبحر الابيض المتوسط والبحر الاحمر ومن اجل التفوق والهيمنة الإمبريالية، وفي ظل هذه التطورات واحتدام الصراع الكوني اندلعت معركة طوفان الأقصى للدفاع عن الارض الفلسطينية والحقوق الفلسطينية وعشية هذه المعركة بلغت ممارسات الاحتلال الاسرائيلي درجه غير مسبوقة من الارهاب والفاشية والاستيطان والإبادة، وقد كشفت هذه الممارسات العديد من الحقائق الساطعة التي شاهدها العالم كله وأهم هذه الحقائق:
أن لا وجود لقانون دولي وشرعية دولية نظراً للاحتقار والاستهزاء التام الذي واجهت به إسرائيل العالم كله واتضح بشكل لا لبس فيه ان القانون السائد في هذا العالم هو قانون شريعة الغاب وقانون الاقوى فقد وصل الصلف الصهيوني إلى حد أن مندوب “إسرائيل” عندما صوتت 143 دولة لصالح عضوية كاملة لفلسطين في هيئة الامم المتحدة أن قام هذا المندوب بتمزيق ميثاق الامم المتحدة ورميه على الارض أمام العالم كله.
كما أظهرت معركة غزة أن العدو الاساسي للشعب الفلسطيني ولكل الشعوب المناضلة هو الإمبريالية العالمية وعلى راسها الولايات المتحدة الامريكية التي أعطت إسرائيل الرخصة الكاملة لممارسة حرب الإبادة والتطهير العرقي ضد الشعب الفلسطيني وأرسلت أساطيلها وحاملات طائراتها وحضر قاداتها اجتماعات مجلس الحرب الاسرائيلي واتضح تماماً أن إسرائيل ليست إلا قاعدة عسكرية في المنطقة تعمل لصالح الامبريالية التي تستهدف السيطرة على المنطقة ونهب ثرواتها ومقدراتها.
وكشفت معركة طوفان الأقصى للرأي العام العالمي حقيقة إسرائيل وممارساتها الفاشية المتوحشة لأنها لا تخوض حرباً، بل تقترف جرائم حرب ولم تتمكن من تحقيق أهدافها بتحقيق النصر المطلق ولذلك لجأت إلى قتل المدنيين والأطفال والنساء وتدمير كل شيء في قطاع غزة، تدمير الحجر والبشر والمستشفيات والمدارس والجامعات وهدم البيوت على رؤوس ساكنيها حيث تم استشهاد أكثر من 51 ألف مواطن فلسطيني و 115 ألف جريح 70% منهم من الأطفال والنساء، وكان من نتائج ذلك التحولات التي شاهدناها على صعيد الرأي العام العالمي في امريكا وبريطانيا وألمانيا والمغرب بشكل عام، كما أن جيل الشباب في أمريكا غالبيتهم أصبحوا يؤيدون الشعب الفلسطيني وحقه في الحياة والعيش في وطن آمن حر ومستقل، وقامت مظاهرات كبرى في العواصم الغربية وفي الولايات المتحدة الأمريكية وهذا سيكون له انعكاسات استراتيجية على مستقبل كفاح الشعب الفلسطيني، ولذلك نجد أن الإدارة الأمريكية التي تدعي حرصها على حقوق الإنسان وحرية الرأي والتعبير قد الغت تأشيرات دخول للولايات المتحدة ل 1200 طالب أجنبي بسبب تأييدهم للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، كما تم طرد العديد من الطلاب من الجامعات الأمريكية بسبب رفضهم لحرب الإبادة المستمرة منذ اكثر من عام ونصف على مرأى ومسمع من العالم أجمع وتم توقيف التمويل المالي للجامعات الأمريكية المؤيدة للحق الفلسطيني.
لقد أظهرت نتائج استطلاع في أمريكا أن 51% من الشباب الأمريكي بات على قناعة أنه لابد من مواجهة العنصرية وحرب الإبادة والتطهير العرقي ضد الشعب الفلسطيني.
لا شك أن الوضع خطير على أرض فلسطين، في ضوء استمرار وتصعيد العدوان ورفض نتنياهو لكل مقترحات الوقف الشامل لإطلاق النار رغم كل المرونة التي مارستها المقاومة الفلسطينية واصبح واضحا ان الهدف الحقيقي لإسرائيل والإدارة الأمريكية هو تهجير الشعب الفلسطيني من قطاع غزة وبعد ذلك من الضفة وعموم الأراضي الفلسطينية.
وهناك ما سمي بمبادرة قدمها أعضاء في الكونغرس الأمريكي تتحدث عن تهجير طوعي للفلسطينيين إلى مصر والأردن وبلدان اخرى واصبح واضحا للجميع ان الهدف الاسرائيلي الحقيقي هو تدمير قطاع غزة بشكل كامل وجعله مكانا غير صالح للحياة وإلا ما الذي يفسر تصريحات الرئيس الأمريكي بأن الحل في قطاع غزة هو خروج الناس من أرضهم لأنها لم تعد صالحه للحياة ويريد تحويلها إلى معلم سياحي كما صرح علناً بأن إسرائيل مساحتها صغيرة في عالم عربي واسع وتحتاج إلى المزيد من الأراضي.
إن الجرائم الصهيونية وحرب الإبادة والتي كان من نتائجها اقتراف العدو الاسرائيلي مذابح ومجازر رهيبة دون أي احترام للمشاعر الإنسانية.
إن حصيلة ضحايا العدوان الغاشم في قطاع غزة أدت إلى اقتراف عشرة آلاف مجزرة وهناك 15 ألف مفقود وألفين و92 عائلة أبادتها إسرائيل وبشكل كامل ومسحتها من السجل المدني بقتل الأب والأم وجميع أفراد الأسرة.
وتم قتل 1155 شهيد من الطواقم الطبية و 205 شهيد من الصحفيين بالإضافة إلى 400 جريح ومصاب من الإعلاميين وأصبح هناك 39 ألف طفل يعيشون بدون والديهم أو بدون احداهما و 3500 طفل معرضون للموت بسبب المجاعة وسوء التغذية وهناك 7 آلاف انسان اعتقلتهم القوات الإسرائيلية من قطاع غزة يتعرضون لشتى أنواع التعذيب وتم قتل 3 اطباء داخل السجون وهناك 360 حالة اعتقال من الكوادر الطبية، وتم تدمير 216 مقراً حكومياً و 137 مدرسة وجامعة بشكل كلي و357 مدرسة وجامعة تم تدميرها بشكل جزئي و ,12800 طالب تم استشهادهم و 785 ألف طالب وطالبة حرموا من التعليم و760 معلماً وموظفاً تربوياً في سلك التعليم تم قتلهم و 150 عالماً وأكاديمياً وأستاذاً جامعياً وباحثاً تم اعدامهم كما تم تدمير 19 مقبرة وسرقة 2300 جثمان تم سحبها من المقابر في قطاع غزة وهناك 161 ألف و600 وحدة سكنية دمرت بشكل كلي و 82 ألف وحدة سكنية لم تعد صالحة للسكن وتم القاء 100 ألف طن من المتفجرات على قطاع غزة وتم حرق وتدمير 34 مستشفى و80 مركز صحي خرجت عن الخدمة وتم تدمير 206 موقع أثري وتراثي وإخراج 717 بئر مياه عن الخدمة ووصلت نسبة الدمار في قطاع غزة إلى 88% من مساحة القطاع.
الرفيقات والرفاق..
لقد أظهرت حرب الإبادة على أرض فلسطين حجم المأزق الاستراتيجي الذي تواجهه إسرائيل وتعمق تناقضاتها الداخلية نتيجة نمو التيارات الفاشية والدينية المتطرفة التي تنكر وجود شعب فلسطين وتدعو علنا إلى سياسة القتل والتطهير العرقي وهذه التناقضات مرشحة للتفاقم والتصاعد خاصة في ظل صمود الشعب الفلسطيني الأسطوري على ارضه ورفضه القاطع لمخططات التهجير والترحيل.
إن المجازر وحرب الإبادة في قطاع غزة أعادت القضية الفلسطينية إلى صدارة الاحداث في العالم أجمع وأصبحت على أجندة كل شعوب الأرض، واليوم فإن قادة الاجرام والقتل في إسرائيل يجلسون في قفص الاتهام أمام محكمة العدل الدولية وعلى رأسهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي يرفض كل محاولات وقف اطلاق النار ووقف العدوان لأنه يدرك ان وقف الحرب يعني نهايته السياسية وهو بذلك مدعوم بشكل كامل من الولايات المتحدة الأمريكية التي استعملت حق الفيتو عدة مرات في مجلس الأمن ومنعت صدور قرار ملزم بوقف حرب الإبادة.
إن الولايات المتحدة الأمريكية تريد الهيمنة على منطقتنا وإطلاق يد إسرائيل لإعادة رسم خرائط المنطقة وخلق ما يسمى بالشرق الاوسط الجديد وهذا ما يفسر استمرار وتصاعد الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على لبنان وسوريا واليمن وتصرفات نتنياهو وغطرسته وكأنه أصبح حاكماً لعموم المنطقة والولايات المتحدة تدعم الاعتداءات الاسرائيلية لأنها تدرك أن هيمنتها في العالم في حالة تراجع، خاصة بعد صعود قوى عالمية على رأسها روسيا والصين تدفع باتجاه بلورة عالم متعدد الأقطاب يضع حداً للاستفراد والهيمنة الاميركية.
إن الشعب الفلسطيني يقدر ويثمن عالياً وقوف كل الأحرار والشرفاء في العالم إلى جانب حقه في الحرية والحياة، وهذا الموقف أصبح يشكل المعيار الأساسي للضمير العالمي الذي يقف ضد الإمبريالية، عدوة الشعوب وعدوه الإنسانية، هذه الإمبريالية الذي اتضح للعالم أجمع زيف ادعاءاتها حول الديمقراطية وحقوق الإنسان خاصة بعد حرب الإبادة في قطاع غزة وحرب حلف الناتو ضد روسيا في أوكرانيا.
أننا ندعوكم وندعو الاحرار والشرفاء في العالم إلى مساندة شعبنا الذي يتعرض منذ عقود طويلة لأبشع أشكال الظلم والقهر والعدوان.