خمسة آلاف عام من التعايش يريدون طمسها بلون واحد.
حين تختفي أصوات الكنائس، وتراتيل التصوف، وصلوات المسيحيين بلغتهم الأصلية، تضيع دمشق الحقيقية.
تلاشي جارك المسيحي، ورفيقك العلوي، ومعلمتك الدرزية، يعني تلاشي سوريا التي كنا نعيشها: سوريا التي كانت تعرف جيرانها بخطواتهم، لا بهويتهم.
سوريا التي جمعت في مدارسها وأحيائها أطفالًا من كل الطوائف واللغات، يتقاسمون الخبز والحلم والحياة.

الفكر الأحادي يقترح “تنقية” المجتمع، كأن التنوع عيب، وهو لا يدري أن استئصال التعدد قتل للحياة نفسها.
سوريا ليست شعارًا ولا طائفة واحدة، بل روح تنبض بكل ألوانها: بسني يصلي بجانب مسيحي، وعلوي يزور درزيًا مريضًا، وأرمني يرقص مع كردي في عرس شعبي.
كل حي، كل سوق، كل مدرسة كانت حكاية حب وتعايش حقيقي.

محاولة فرض لون واحد ليست انتصارًا، بل خيانة لروح الشام.
نحن نحمل سوريا معنا أينما ذهبنا، بكل لغاتها ولهجاتها وأحلامها الصغيرة.
نحن ألوانها، نحن سوريا.