نارام سرجون كاتب وناقد سوري من مواليد دمشق. يحمل نارام سرجون اسماً مستعاراً لإمضاء كتاباته، وله مدونة باسمه ينشر فيها مقالاته. حمل قلمَه دفاعاً عن سوريا كما يحمل المقاتل سلاحه في الميدان، وكانت ولازالت مقالاته مرجعاً أدبياً وسياسياً وأخلاقياً. قضى مرحلة من عمره في أوروبا وكندا ثم عاد إلى سوريا واستقر بها. نارام سرجون شخصية جامعة يحبها السوريون والعرب المتابعون لما يكتب، لتفرد أسلوبه وقوة كلمته وقدرته على المحاجّة والإقناع.
حين تواتر السؤال عن هويته الحقيقية كتب نارام مقالاً رائعاً للرد على من يريد التعرف على هويته الحقيقية، وصدّره بالفقرة التالية:
“بدخولك هذه الصفحة ستكون بمثابة من يدخل بيتي ليكون في ضيافتي .. والضيف في ثقافتنا عزيز كريم له صدر البيت، وقدومه إلينا وقبوله بدخول بيتنا تكريم لنا .. وعلينا أن نكرم وفادته، وألّا نتردد في تقديم كل ما يريحه من الأرائك والوسائد والقهوة العربية .. مهما اختلفنا معه أو اتفقنا ..”
وقد اخترنا لكم اليوم مقالاً للكاتب نارام يرد به على مقال لعمرو موسى، ونعرض لكم المقالين ابتداءً بمقال السيد نارام
◇■◇■◇■◇■◇■◇■◇■◇
🛑 نارام سرجون
الليكوديون المصريون .. نصيحة أخيرة لعمرو موسى .. كن شجاعا وأطلق رصاصة في فمك
رغم كل التهريج والترويج لهذا العمرو موسى فانني أعترف انه من أثقل السياسيين الذين صادفتهم في حياتي .. وهو بالنسبة لي ليس مصريا بقدر ماهو يمثل الليكود الاسرائيلي في السياسة المصرية .. وقد تفتح فاك مندهشا او محتجا وتنكر علي هذه المبالغة وتقول مستهجنا: وهل في مصر حزب اسرائيلي؟ وأجيبك بقدر من الثقة بنعم للأسف .. ففي مصر حزب ليكودي مصري في الأعماق تم زرعه منذ كامب ديفيد .. هو الذي يمكن ان يسمى الدولة العميقة التي تسيّر السياسة المصرية مهما كان شكل الحكم فيها اخوانيا او للعسكر او للمدنيين .. وهذا الليكود الطفيلي ينتشر كالفطر في الطبقات السياسية والثقافية والتجارية والاعلامية والتربوية ويقرر طبيعة التفكير والحوار والمونولوج الداخلي في مصر ..
أحد اعتى الليكوديين المصريين وأحد اعمدة اسرائيل في مصر والعالم العربي هو عمرو موسى (او عمرو موشيه) الذي كان حارسا أمينا على عملية السلام العربية الاسرائيلية التي جرّت اليها من بعد مصر عددا من الاعراب والذين حظي عمرو موسى بشرف تقديمهم لعملية السلام عندما كان في الجامعة العربية ومسؤولا مصريا رفيعا .. وصورته المبتسمة بابتهاج في كل حفلات السلام والمعاهدات لاتنسى .. حتى يظن الواحد ان الرجل تلقى خبر ولادة طفل عزيز انتظره مئة سنة .. وكلنا نعلم ان تخدير الفلسطينيين عبر ماسمي عملية السلام في اوسلو كان عمرو موسى طرفا مهما فيها وكانت توكل اليه مهمة تخدير الفلسطينيين كلما حاولوا ابداء الامتعاض من تلكؤ تعثر التفاوض في اوسلو ومابعد أوسلو ..
لاأنكر أنني لاأحب ولاأحترم هذا الرجل منذ ان جمعتنا صدفة عابرة وأحسست بكم الغرور والصلف الذي يدعو للنفور منه .. ولم اصدق كيف ان مرورنا انتهى ومر ذلك الزمن الثقيل وتنفست الصعداء بعد أن غادر .. ولكن يأبى هذا الليكودي العتيق ان يرحل عن هذه الدنيا قبل ان يؤدي أمانته على أكمل وجه فيكتب مقالا حقيرا يساعد اسرائيل في رمي الخديعة بين من بقي من العرب بأن المقاومة خيار مخادع يخدم مشروعا ايرانيا شيعيا فقط .. وبكل وقاحة يقول عمرو موسى ان ايران لم تكن لتدعم الحوثيين او حزب بالله لو لم يكونوا شيعة .. ووقاحته ليس لها مثيل في الوجود لأن من يقاتل تحت رعاية ايران في غزة هي حماس السنية بل رأس السنة في بلاد الشام ولكن عمرو موسى أعور لايرى لا حماس ولا ضحايا غزة ولا يسمع بخطابات السنوار نفسه وهو يقول ان حماس بعد الله لم يتقدم لها أحد الدعم سوى ايران ..
مشكلتي مع هذا الليكودي ليست هي انه مع او ضد ايران فهذا أخر مايهمني .. ولكن هذا الليكودي عمرو موسى – ونحن في هذه اللحظة الحاسمة الدامية في حرب غزة ومذابح الاطفال في غزة – يأبى الا أن يحي العظام الطائفية ويذكرنا اننا أمام مشروع شيعي لا اسرائيلي وان علينا ان ننسى الصراع مع اسرائيل لأن في الأعماق مشروعا شيعيا أمريكيا .. وأننا يجب ألا ننسى ماوصفه ب (قتل حزب الله) للشعب السوري .. فهو يكتب معززا تلك النظرية التي تروج جدا في العالم العربي وتحملها أجنحة الفيسبوك والفضاء العربي النفطي .. ويقوم سحرة السوشيال ميديا الصهاينة العرب باضفاء نكهة من الجاذبية والسحر عليها ليصبح مضغها ممتعا .. حيث يقول ان مايحدث ليس صراعا بين ايران واميريكا بل هو اتفاقات وتفاهمات وتراشقات على حساب العرب .. ومن جديد يعيد هذا الليكودي العتيق احياء نظرية ان ايران هي صناعة اميريكية لتخويف العرب وتهديدهم وابتزازهم .. وعليهم ان ينحازوا لاميريكا لأن ايران تريد لهم شرا .. وهي نفس سلالة نظريات الثورة السورية ذات التصورات الليكودية ايضا التي تصر على ان اميريكا هي التي أبقت نظام الرئيس بشار الاسد برأيهم .. ولولا دعمها له لسقط .. بل ان بعض الغاضبين من الثورجيين السوريين لايزالون يؤمنون كما لو انه يقين ورد في القرآن من أن اميريكا هي التي اجهضت ثورتهم ولم تفعل مايكفي لهم .. اي لم يكف انها أعطتهم كل اشكال الدعم والسلاح والغطاء السياسي واشتغل اعلام العالم بالضغط على الدولة السورية من اجل عيونهم .. وكانت تبرر للثوار المجازر وتقول اقتلوا واذبحوا كي ينهار الموالون والجيش وسنحسبها انها للدفاع عن النفس .. و حاصرت اميريكا الدولة السورية بعشرات قرارات الامم المتحدة وجاءت بالاساطيل الينا واخذت السلاح الكيماوي من اجل عيون اسرائيل وقصفتنا ملايين المرات وحاصرتنا ودمرت الليرة السورية ونهبت النفط والقمح .. ولكن كل هذا لم يكن كافيا بنظر الثوار .. وكان على اميريكا ان تكمل جميلها من وجهة نظرهم بأن تدخل بجيشها وتجتاج سورية من اجل عيونهم مثل العراق وليبيا .. اي ان العمالة والعبودية والزنا يفوح من هذه المعارضات التي ترى في الاحتلال حرية ..
واسرائيل احوج ماتكون اليوم الى هذه القنابل والألغام الليكودية العربية .. واسرائيل تخرج من جعبتها هذه الشخصيات العربية الليكودية الحقيرة التي خدمتها باخلاص .. وكان قلبها ليكوديا .. ودمها ليكوديا .. واسرائيل الآن تنشر في مصر وغير مصر الشخصيات الليكودية الدم والتفكير مثل حفنة من الاعلاميين المصريين القتلة الذين يساعدون اسرائيل في عملية الابادة الجماعية بتحويل تفكير المصريين الى قلق من انتصار عزة وان الخير لمصر هو في موت غزة ونهاية حماس والغزاويين .. وهؤلاء ذوو القلوب القاسية كقلوب التماسيح الذين لم تحركهم مشاهد الموت الرهيب هم جنود اسرائيل المصريون .. ويبدو انهم هم شعب اسرائيل في مصر الذين ورد ذكرهم في التوراة ..
نصيحتنا ياعمرو أن تسأل نفسك عما اقترفت يداك وعن مسؤوليتك المباشرة في جرائم غزة التي تدفع ثمن السلام والخديعة الذي خدعتنا به وخدعت الدنيا .. وكان حريا بك ان تسأل عن دور مصر الذي صار دورا للاقزام في بيت اسرائيل الكبير .. وصدقني لو كنت مكانك لاخترت ان انهي حياتي بطلقة مسدس كتكفير عن الذنب .. او بتجرع الزرنيخ لأنك لاتستحق نهاية جندي بالرصاص كي تكفر عن ذنبك .. واذا كان مظفر النواب قد قال للحكام العرب
أولاد القَحْبَة
لستُ خجولًا حينَ أُصارِحُكُم بِحَقيقتِكُم
إنَّ حَظيرَةَ خنزيرٍ أطهر من أطهركم
أما انت فانني أقول لك ان أي دابة في غزة تنقل الجرحى والجثامين والضحايا فانها قدمت للقضة الفلسطينية وللعرب شيئا جليلا لم تقدر انت ان تقدمه طوال عمرك .. واي دابة في غزة تجر الأجساد المكفنة .. تستحق الاحترام اكثر منك ..
============================================
◽ المقالة الليكودية لعمرو موسى:
التراشق المستمر بين أمريكا وإيران هو تراشق محسوب، مضبوط الإيقاع، هدفه إظهار إيران قوية قابلة للتحدي،
وتذكير العرب أن أمريكا حليف لهم في مواجهة إيران.
بينما على الأرض،
إيران تزحف وتتموضع
وأمريكا تحلب وتتسكع….
والعرب يحاولون عبثاً التحالف مع أحدهما ضد الآخر.
والمشهد مستمر..!
هذا لايعني أن أمريكا لاتختلف مع إيران.. كلا، لكنه يعني أن إيران قوية شيء مفيد لأمريكا
وخدمة أمريكا كقوة لايمكن تجاهلها في المنطقة مفيد لإيران، والحفاظ على هذا القدر المشترك بينهما هو الثابت.
إيران تحاول أن تكون اقوى مما هي عليه، وأمريكا تحاول أن تبقي إيران على ماهي عليه….
لو كان الحوثي تياراً سنياً هل كان سيبقى في مواجهة شرعية الدولة والتحالف في اليمن؟
لو كان حزب الله تياراً سنياً هل كان سيتحكم في دولة كلبنان ويقاتل الشعب في سوريا؟
لو كان الحشد الشعبي سنياً، هل كان سيُمنح غطاء ومالاً ويمارس إرهاب الدولة في العراق التي تتحكم فيها أمريكا؟
البعرة تدل ع البعير
حدثوني عن نظام حليف لإيران تم إسقاطه
أو تيار موال لإيران تمت تصفيته
أو خصم لإيران تم دعمه
إيران قوية لاتقل أهمية عن إسرائيل متفوقة، حلم إعادة الغرب لإيران إلى بيت الطاعة على الطريقة العربية وهم كبير
…
هذا هو التاريخ
فهل من مُدّكر؟
ليس لأمريكا مصلحة في إيران ضعيفة في المنطقة. لأن كل مايجري لم يكن ليكون لولا بعبع إيران…
وليس لإسرائيل مصلحة في إيران ضعيفة لأن إسرائيل ستبقى وحدها هي العدو في الساحة، لو أرادوا إيران ضعيفة لتم تحجيم دورها في أربع عواصم عربية.
المطلوب دولياً: إيران قوية خادمة
فهل هذه إيران التي نريد؟
،،،،،،،،،،
نشر المقالين على صفحة نارام سرجون
قدم للمقال : هند يحيى