في ملخص لحديث تلفزيوني لعدة قنوات لبنانية وعربية، قال رئيس تحرير موقع “الثائر” اكرم كمال سريوي:
مخطط خطير والعالم على شفا كارثة كبرى……
في ملخص لحديث تلفزيوني لعدة قنوات لبنانية وعربية، قال رئيس تحرير موقع “الثائر” اكرم كمال سريوي:
العالم يسير على وقع قرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ومبدأ كل شيء بالقوة.
لا يوجد منطقة رمادية بالنسبة للأمريكي اليوم، فترامب يقول: انت معي أو ضدي، واذا كنت معي عليك تنفيذ ما اطلبه منك، واذا كنت ضدي ساقوم بتدميرك.
الدول الكبرى هي من يقرر في العالم، والدول الصغرى تختار ضمن حدود ما يسمح به لها الكبار.
شعار السيادة نظري في لبنان وفارغ من المضمون.
اميركا لم تعد ترى في اوربا حليفاً كما كانت بعد الحرب العالمية الثانية، فيومها قدمت امريكا المساعدة لتلك الدول لمنع تمدد الشيوعية، أما اليوم فترى فيها منافساً وخصماً.
ضرائب ترامب الحقت خسائر بآلاف مليارات الدولارات في الاقتصاد العالمي، لكن أصحاب المليارات في أمريكا جنوا أرباحاً طائلة جراء ذلك، خاصة بعد أن أعلن ترامب تعليقها لمدة 90 يوماً.

الضرائب التي فرضها ترامب سيدفعها المواطن الأمريكي، ولا تشكل ربحاً لامريكا، ولن تعيد المصانع إليها.
هذه الضرائب التي فرضها ترامب، تذكّرنا بتلك التي فرضها الرئيس هووفر عام 1929، وأزمة الكساد، وسيطرت اليمين المتطرف على الحكم في أوروبا، والتي أفضت في نهاية المطاف إلى انفجار الحرب العالمية الثانية.
العالم في حالة حرب اقتصادية حقيقية، والذكاء الاصطناعي سيزيد الأمور تعقيداً، بحيث سيحل مكان اليد العاملة البشرية، مما سيزيد التضخم، ويرفع نسب البطالة إلى حدود غير مسبوقة، وبعدها سيحل الكساد، وتندلع الحروب التجارية، ومحاولات العودة ألى سياسة الحماية الضرائبية، واغلاق الأسواق، واحتكارها، وهذا سيسبب انهياراً في البورصات العالمية، وفوضى في الاسواق المالية، وتقلبات حادة في اسعار الصرف، خاصة العملات الرقمية، وبعدها ستقع الكارثة الكبرى.
ترامب يتفاوض مع أوكرانيا وايران على الثروات، ويريد احتكارها وحرمان الدول والشركات الاخرى من المشاركة فيها.
ليس من مصلحة ايران امتلاك قنبلة نووية، فهذا سيحولها إلى كوريا شمالية ثانيا، وستبقى محاصرة وغير قادرة على استثمار ثرواتها الهائلة.
ترامب انسحب عام 2018 من الاتفاق النووي، بعد أن وجد أن الشركات الأوروبية سيطرت على السوق الايرانية، وهي المستفيد من الاتفاق، فيما كانت الشركات الأمريكية خارج هذا السوق، ولم تستفد.
تهديدات ترامب لايران هي عرض عضلات شعبوي لن يتم تنفيذه، وامريكا وإيران تدركان أن مصلحتهما هي بعقد اتفاق جديد.
ايران تستطيع ان تفاوض، ولديها أوراق عديدة، اهمها؛ الثروات الكبرى القابلة للاستثمار، والملف النووي، ودعم حلفائها في محور المقاومة، والامساك بمضيق هرمز، والقوة الصاروخية وغير ذلك.
لبنان ليس لديه أوراق للتفاوض، فهو ضعيف وغارق في الازمات، والورقة الوحيدة المتبقية هي سلاح المقاومة، وحتى هذه الورقة يتم استخدامها بشكل سيء بسبب الخلافات الداخلية.
المقاومة حق لأي شعب أرضه محتلة، لكن المقاومة عليها أن تعتمد مبدأ استنزاف العدو، ولا تدخل في معركة حاسمة مع جيش يفوقها قوة.
من منظار عسكري بحت، وبالنظر إلى حجم الدمار الذي لحق بغزة ولبنان، يمكن القول أن المقاومة أخطأت في تقدير الموقف.
أما من ناحية أعمق، وبالنظر إلى جوهر الصراع الوجودي بين إسرائيل والفلسطينيين، يمكن فهم أن هذه الحرب كانت حتمية، وهي جزء من المشروع الصهيوني لقيام إسرائيل الكبرى.
لا أهمية كبرى للنقاش حول ما إذا كانت حماس او حزب الله أخطأوا بدخول الحرب، وقدموا ذريعة لإسرائيل، فقرار الحرب اتخذته حكومة اليمين الاسرائيلي، منذ أن اغتالت رابين وسممت ياسر عرفات، ونقضت كل اتفاقات السلام.
إسرائيل لا تبحث عن السلام مع الفلسطينيين، ولا تحتاج إلى ذرائع لشن الحرب عليهم، وتقول علناً أنها تريد اقتلاعهم وتهجيرهم خارج فلسطين، وهذا ما تعمل عليه بكل وحشية.
إسرائيل لم تقاتل ضد المقاتلين في حماس وحزب الله، بل تقتل المدنيين، تحت شعار نتنياهو “بجعلهم يدفعون ثمناً باهضاً”، وهو اطاح بكل القوانين والمعاهدات الدولية، وأعاد المنطقة والعالم إلى عهد هولاكو والمغول.
إسرائيل لا تريد الانسحاب من جنوب لبنان، وتسعى لتحويله إلى ضفة غربية أخرى، وستحاول تهجير سكانه وإنشاء مستوطنات فيه.
ما حدث في سوريا قد يتكرر في دول عربية أخرى، وتحدث ويسكوف علناً عن احتمال سقوط النظام في مصر والأردن والسعودية، وهذا يحمل تهديدات ضمنية لتلك الدول.
الحركات الاصولية الإسلامية، ساهمت في تعزيز الاسلاموفوبيا في الغرب، ولصق تهمة الارهاب بالإسلام.
إسرائيل ضللت الرأي العام العالمي، وحوّلت مسألة فلسطين، من احتلال للارض، ومقاومة فلسطينية ضد الاحتلال، إلى موضوع مواجهة مع الارهاب، وهذا اكسبها تعاطفاً من دول الغرب.
الخطأ الكبير الذي ارتكبته حماس، أنها لم تستعد جيداً لهذه الحرب، ودخلت في معركة حاسمة مع جيش يتفوق عليها في كل شيء تقريباً، باستثناء إرادة القتال.
رئيس الجمهورية اللبنانية يتعاطى بحكمة مع مسألة تسليم السلاح، ويعطي الاولوية للانسحاب الاسرائيلي ووقف الاعتداءات، ولا بد من حصرية السلاح بيد الدولة، لكن ضمن استراتيجية أمن وطني، تحفظ سيادة لبنان وتحمي شعبه.
كان كيسنجر وفيليب حبيب عندما لعبا دور الوسيط لوقف الحرب في الشرق الاوسط يقولان: “نريد وقف الحرب”، و “الإسرائيليون لم يوافقوا على هذا ” أما أورتاغوس فتقول: “نريد إزالة حزب الله” و عليكم فعل ذلك” وتحدد مهل زمنية للتنفيذ، بلهجة الآمر، وتظهر كطرف في الصراع وشريك لإسرائيل، وهذا دليل قلة خبرتها في العمل السياسي والدبلوماسي.
وعن الحرب الأهلية قال سريوي:
غير صحيح أن الحرب كانت حرب الآخرين على أرضنا، فهي بقسمها الأكبر كانت بين اللبنانيين ولأسباب داخلية، واللبنانيون هم من استدعى الخارج للتدخل في تلك الحرب.
الأسباب التي أدت إلى اندلاع الحرب، ما زالت موجودة في هذا النظام الطائفي المقيت حتى اليوم.
الاحزاب اللبنانية باتت طائفية، وتدافع عن مصالح الطوائف بدل أن تدافع عن المصلحة الوطنية.
-الطائفية تفرّق، والوطنية تجمع.
-التعصب يُفرّق، والتسامح يجمع.
-الامتيازات تُفرّق، والمساواة تجمع.
-الظلم يُفرّق، والعدل يجمع.
الديمقراطية التوافقية خدعة، فإما أن يكون هناك ديمقراطية حقيقية أو لا يكون.
الطوائف براء من الذين يدعون الدفاع عن حقوقها، والأجدى بالقوى السياسية الدفاع عن حقوق المواطنة والمواطنين جميعاً، وقيم العدالة والمساواة والكفاءة، ونبذ التفرقة ونظام الامتيازات.
لا مستقبل للبنان في ظل نظام الامتيازات والمحاصصة الطائفية، وليس بالضرورة أن يذهب البلد إلى العلمنة الشاملة، ولا أحد يريد تقييد الحريات الدينية، ويكفي فقط الذهاب إلى دولة مدنية، وفصل الدين عن الدولة، وتطبيق معيار المساواة في الحقوق والواجبات.
يشكّل اتفاق الطائف نقطة انطلاق لبناء دولة عصرية، ولا بد من تطبيق كامل بنوده، خاصة انتخاب مجلس نيابي خارج القيد الطائفي، وتشكيل مجلس شيوخ .
الاصلاح الحقيقي يبدأ بمحاسبة المسؤولين عن خراب البلد واغراقه بالأزمات، وعدم المحاسبة تُشكّل استمراراً في نهج التشجيع على الفساد، وسرقة المال العام.
الانتخابات البلدية استحقاق وطني مهم، وحان الوقت لتجديد السلطات المحلية، لكن الأهم الخروج من منطق العائلية، واختيار الأكفاء والأنزه، والقادر على خدمة المصلحة العامة، وانتخاب مجالس بلدية للقرى الحدودية، خاصة المدمرة، هو ضرورة قصوى، ومصلحة وطنية لتثبيت الهوية واعادة الاعمار.