نظّمت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان، اليوم الثلاثاء، اعتصامًا تضامنيًا بمناسبة أسبوع الأسير الفلسطيني، دعمًا للأسرى في سجون الاحتلال الصهيوني ورفضًا لحرب الإبادة الصهيو-أمريكية ضد شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة، وذلك أمام مركز الصليب الأحمر الدولي في طرابلس (الضم والفرز).
وشارك في الاعتصام عضو قيادة الجبهة الشعبية في لبنان أحمد غنومي، وقيادات من الجبهة في مخيمي نهر البارد والبداوي، إلى جانب حشد من الرفاق والرفيقات والكادر، وأنصار وأصدقاء الجبهة، وممثلين عن فصائل المقاومة الفلسطينية، واللجان الشعبية، والأحزاب والقوى الوطنية والإسلامية، إضافة إلى لجنة أصدقاء الأسير يحيى سكاف، وفعاليات ووجهاء وشخصيات اعتبارية فلسطينية ولبنانية.
ورُفعت خلال الاعتصام الأعلام الفلسطينية ورايات الجبهة الشعبية، إلى جانب يافطات وشعارات تندد بالعدوان الصهيوني وتدعو لدعم الأسرى وفضح ممارسات الاحتلال بحقهم.
واستهل مسؤول لجنة الأسرى والمحررين للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان، الرفيق فتحي أبو علي، كلمته مرحّبًا بالحضور، موجهًا تحية فخر واعتزاز إلى كل أسرانا وأسيراتنا الأبطال البواسل في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
وأضاف: في يوم الأسير الفلسطيني، الذي يصادف السابع عشر من نيسان، تنحني القامات إجلالًا لتضحياتكم وصمودكم في وجه السجّان، رغم كل الظروف القاسية، أنتم عزّنا، أنتم فخرنا، أنتم كنزنا، أنتم من ترفعون رؤوسنا عاليًا، وأنتم مجدنا الذي لا ينضب.
وتابع: نوجّه التحية في هذا اليوم إلى نسر الجبهة وقائدها الأمين العام الرفيق أحمد سعدات، وإلى رفاقه الأسرى، كما نوجه التحية إلى الرفيق القائد الكبير، جورج إبراهيم عبد الله، المعتقل في السجون الفرنسية، وإلى الأسير المناضل ابن فلسطين وابن المنية، يحيى سكاف.”
وألقى عضو قيادة الجبهة في لبنان أحمد داود كلمة تلا خلالها مذكرة موجّهة إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر، فيما يلي نصها:
بمناسبة أسبوع الأسير الفلسطيني
السيد رئيس بعثة الصليب الاحمر الدولي في لبنان المحترم
السادة رئاسة الصليب الأحمر الدولي المحترمين
بمناسبة الذكرى السنوية لأسبوع الأسير الفلسطيني، ونحن نجتمع في هذا اليوم أمام مقر الصليب الأحمر الدولي في طرابلس، لا يسعنا إلا أن نذكركم بأن قطاع غزة وفق القانون الدولي الإنساني تحت الإحتلال، وذلك لتوافر الركن المادي والمعنوي: حيث تنص المادة 42 من اتفاقية لاهاي لعام 1907 المتعلقة بقوانين الحرب .
و هذه الحقائق القانونية والميدانية يجب ان تدفع المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته بدل صمته المريب ، والعمل الحثيث على تطبيق اتفاقية جنيف الرابعة والالتزام في المادة 146 من الاتفاقية والتي تقضي بملاحقة المتهمين باقتراف مخالفات جسيمة للاتفاقية وسوقهم للعدالة، علماً بأن ما يحصل في غزة الان ليس انتهاكا بل هو حرب ابادة جماعية تقودها عصابات الاحتلال الصهيوني مدعومة من دول العالم المتحضر.
إننا في هذه المناسبة، نرفع صوتنا من أجل الأسير الفلسطيني الذي يعاني في سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ سنوات طويلة، تحت ظروف قاسية ومذلة، مع استمرار الاعتقالات التعسفية، والتعذيب الجسدي والنفسي، وانتهاك حقوق الأسرى الفلسطينيين بشكل ممنهج وقتل عددا لا يستهان به منهم عمداً. وعلى الرغم من الجهود المبذولة من قِبل منظمات حقوق الإنسان، الا ان الواقع على الأرض لا يزال يعكس استمرار سياسة القمع والاضطهاد، التي تقوض أبسط حقوق الإنسان في فلسطين.
إننا نطالب الصليب الأحمر الدولي، الذي يمثل رمزًا من رموز العمل الإنساني في العالم، بتكثيف جهوده في تقديم الدعم اللازم للأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، ومراقبة أوضاعهم عن كثب، والعمل على ضمان حصولهم على حقوقهم القانونية والإنسانية وفقًا للمعايير الدولية. كما نطالبه بالضغط على السلطات الإسرائيلية للامتثال للاتفاقيات الدولية، خصوصًا اتفاقية جنيف الرابعة التي تحظر معاملة الأسرى بشكل قاسي وغير إنساني.
وفي هذا السياق، نناشدكم ان تتدخلوا وتعملوا على توفير الرعاية الصحية اللازمة للأسرى المرضى الذين يعانون من الإهمال الطبي المتعمد، كما نطالبكم بالمطالبة بالإفراج الفوري عن الأسرى الابطال الذين يدفعون ثمن انتمائهم لوطنهم وخاصة الأطفال منهم والنساء وكبار السن.
السيد رئيس بعثة الصليب الاحمر الدولي في لبنان المحترم
وفي الختام، نوجه إليكم تحية تقدير واعتزاز لما تقومون به من جهود إنسانية في العالم، ونؤكد لكم أن فلسطين جزءا من هذا العالم وغزة الجريحة وأطفال غزة او ما بقي منهم على قيد الحياة يستصرخون ضمائركم، فقد بُحّت أصواتهم، وهم يتعرضون للقتل والجوع والحرق، هم يحتاجون الى مساعدتكم اليوم قبل الغد ويسألون لجانكم ومجالسكم وهيئاتكم ، متى يعاقب مجرمو الحرب في فلسطين عموما وغزة خصوصا ؟ ان ترددكم في مساعدة الأطفال والمدنيين هناك، يشجع الإحتلال على المزيد بل ويعطيه الغطاء والدافعية لمزيد من الاجرام.
مع خالص التقدير،
طرابلس في 15 نيسان 2025
وفي ختام الاعتصام، سلّم المعتصمون المذكرة إلى ممثل الصليب الأحمر الدولي في الشمال، السيد جهاد.











