شنت الطائرات الأمريكية، فجر اليوم الثلاثاء، غارات جوية مكثفة استهدفت عدة مناطق في محافظتي الجوف شمال اليمن ومأرب وسط البلاد، في تصعيد جديد يُضاف إلى سلسلة الهجمات الجوية المتواصلة منذ منتصف مارس الماضي.
وأفادت مصادر إعلام يمنية، أن الغارات الأمريكية استهدفت في ساعات متأخرة من الليل منطقتي الجحف والقدير بمحافظة الجوف، بالإضافة إلى منطقة لم تُسمّ في إحدى مديريات محافظة مأرب.
وأكد الحوثيون، أن الغارات جاءت بعد ساعات من استهداف الطيران الأمريكي 15 غارة على مديريتي رغوان ومدغل في مأرب.
وبحسب بيانات صادرة عن جماعة أنصار الله، فقد أسفرت الغارات الأمريكية منذ 15 مارس/آذار 2025 عن استشهاد 123 مدنيًا وإصابة ما لا يقل عن 247 آخرين، معظمهم من النساء والأطفال، ما يعكس حجم الكلفة الإنسانية للضربات الجوية الأمريكية في البلاد.
وتأتي هذه التطورات عقب أوامر مباشرة صدرت عن الرئيس الأمريكي ترامب بتنفيذ “هجوم كبير” ضد جماعة الحوثيين، مهددًا بـ”القضاء التام” عليها، في خطاب تصعيدي لقي تنديدًا من جهات سياسية وإنسانية متعددة.
ورغم التهديدات الأمريكية، واصلت جماعة أنصار الله هجماتها العسكرية، حيث أعلنت تنفيذ ضربات ضد أهداف داخل “إسرائيل” وسفن في البحر الأحمر كانت في طريقها إلى الموانئ الصهيونية، في سياق ردّها على استمرار العدوان على قطاع غزة، الذي استؤنف منذ 18 مارس/آذار الجاري.
وتشهد اليمن تصعيدًا عسكريًا متسارعًا، وسط مخاوف من توسع رقعة المواجهة وتحولها إلى حرب إقليمية مفتوحة، في ظل غياب أي أفق لحل سياسي شامل يُنهي معاناة المدنيين الممتدة منذ سنوات.