شهدت العاصمة التونسية وعدد من المدن الأخرى، أمس الجمعة، تظاهرات حاشدة في إطار “اليوم التونسي لتجريم التطبيع”، حيث خرج المئات من أبناء الشعب التونسي إلى الشوارع رفضًا للتطبيع مع كيان الاحتلال الصهيوني، وتنديدًا بالدور الأمريكي في دعم العدوان على الشعب الفلسطيني.
وانطلقت المسيرة المركزية، التي دعت إليها “تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين”، من ساحة باب الخضراء، متجهة نحو ساحة باردو أمام مقر البرلمان، حيث تحوّلت إلى وقفة احتجاجية غاضبة. ورفعت خلال المسيرة الأعلام الفلسطينية ورايات الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، في مشهدٍ يعكس حجم الالتفاف الشعبي حول المقاومة الفلسطينية، ورفضًا قاطعًا لأي شكلٍ من أشكال التطبيع.
وفي خطوة لافتة، دعت الحشود إلى طرد السفير الأمريكي من تونس، احتجاجًا على ما وصفوه بالدعم الأمريكي المباشر لحرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في غزة.
واعتبر المحتجون أن وجود السفارة الأمريكية في تونس بات يُمثّل استفزازًا لمشاعر التونسيين، وانتهاكًا لمواقفهم التاريخية الداعمة لفلسطين.
وتعقيبًا على هذا الحدث، أكّد قيادي في الجبهة الشعبية، في تصريحات لـ “بوابة الهدف”، دعم الجبهة الكامل لهذه المبادرة الشعبية، مشيدًا بالمواقف الثابتة للشعب التونسي، الذي احتضن الثورة الفلسطينية وامتزجت دماؤه بدماء الشهداء الفلسطينيين.
وأضاف القيادي: “تونس اليوم، كما كانت دائمًا، على عهدها مع فلسطين، ومع المقاومة، ومع كل قطرة دم تسيل من أجل حرية شعب فلسطين على أرضه، من نهرها إلى بحرها”.
ودعا القيادي شعوب الأمة العربية إلى السير على خطى تونس في محاصرة سفارات العدوان، والضغط بكل الوسائل المشروعة لوقف المجازر اليومية بحق أبناء فلسطين.
واختتم القيادي تصريحاته بتوجيه تحية فخر واعتزاز إلى روح الشهيد فارس خالد، شهيد العلم الفلسطيني، الذي شيّعته تونس قبل أيام وسط موجة من الإجلال والوفاء الشعبي والعالمي، مؤكدًا أن تونس لا تتخلى عن فلسطين، ولا تتردد في بذل الدم فداءً لقضيتها الأولى والمركزية.