تحذير إلى السوريين والأمة العربية: لا تسقطوا في فخ الطائفية!
على مدى عقود، عاش العرب بمختلف طوائفهم متّحدين تحت راية واحدة، لم تكن الطائفية يوما جزءا من ثقافتهم، بل كانت مجرد بقايا أصوات شاذة محصورة في زوايا الفكر المتطرف، الذي ظل هامشيًا بلا تأثير حقيقي. لكن اليوم، بعد سقوط سوريا في قبضة الإرهاب، عاد هذا الفكر الوهابي المدمر ليشعل الفتن من جديد، بدعم ورعاية القوى الصهيونية والأمريكية والتركية والخليجية، التي وجدت في الطائفية أداة فعالة لتمزيق الأمة وإضعافها.
السني ليس وهابيا، والوهابية ليست من الإسلام
إن أخطر خدعة وقع فيها الناس هي مساواة “السني” بالوهابي، بينما الحقيقة أن الوهابية ليست سوى انحراف عقائدي صنعه الاستعمار البريطاني لضرب الإسلام من الداخل. السني الحقيقي هو من يتّبع الإسلام الوسطي الذي يجمع الأمة، لا من يكفّر المسلمين ويزرع الفتنة بينهم.
أما الوهابي فهو الأداة التي يستخدمها الأعداء لتدمير المجتمعات باسم الدين، كما فعلوا في سوريا والعراق وليبيا واليمن.
إن الفكر الوهابي لم يُعرف يوما بالجهاد ضد الصهاينة أو أعداء الأمة الحقيقيين، لكنه كان حاضرا دائما عندما يتعلق الأمر بتدمير الدول العربية، وتأجيج الحروب الداخلية، وإضعاف المقاومة. من الذي سهّل الاحتلال الأمريكي للعراق؟ من الذي حرّض على قتل المسلمين في سوريا وليبيا واليمن؟ من الذي أيّد التطبيع مع الصهاينة بينما كفّر المقاومة الفلسطينية واللبنانية واليمنية وغيرها؟ الجواب واضح: إنه الفكر الوهابي، الذي هو الوجه الآخر للصهيونية.
لا تسقطوا في الفخ!
أيها السوريون، أيها العرب، لا تسمحوا لهم أن يجعلوكم وقودا في حربهم القذرة. الطائفية ليست سلاحكم، بل سلاح أعدائكم لتدميركم. لا تنخدعوا بمن يحاول إقناعكم أن “الآخر” عدوكم، لأن العدو الحقيقي هو من يزرع هذه الكراهية بينكم.
اليوم، سوريا تدفع الثمن، لكن إذا استمر هذا المخطط، فلن يكون هناك بلد عربي بمنأى عن المصير ذاته. لا تجعلوا الصهاينة وأدواتهم يربحون معركتهم بدون أن يطلقوا رصاصة واحدة. عودوا إلى وعيكم، توحدوا كما توحدتم في “طوفان الأقصى”، وضعوا أيديكم بأيدي بعض، فالمستقبل للأمة الموحّدة، لا للأمة الممزقة بفعل الوهابية والصهيونية.
بقلم سيادة الرائد “خالد” القيادي في المقاومة الشعبية السورية. #إعلام_المقاومة_الشعبية_السورية