رفض المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي، أمس السبت، تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب باتخاذ إجراء عسكري ضد إيران في حال عدم الدخول بمفاوضات بشأن برنامجها النووي.

وبين خامنئي، خلال كلمة ألقاها أمام كبار المسؤولين الإيرانيين بمن فيهم الرئيس مسعود بزشكيان بمناسبة شهر رمضان، أنّ “بعض الحكومات المتغطرسة، لا أعرف حقا مصطلحاً أكثر ملاءمة لبعض الشخصيات والقادة الأجانب من كلمة غطرسة، تصر على المفاوضات”.

وشدد المرشد الأعلى، أنّ “مفاوضاتهم لا تهدف إلى تسوية القضايا، بل من أجل التآمر وفرض توقعاتهم”، مؤكداً أنّ “طهران لن تقبل أبدا مطالب كبح برنامجها الصاروخي”.

وأشار خامنئي في كلمته إلى أنّ “ثلاث دول أوروبية تعلن في بيانات أن إيران لا تحترم التزاماتها”، متسائلا “إذا كانوا هم يحترمون التزاماتهم”، لافتاً إلى أنّه “عندما خرجت أميركا من الاتفاق وعدتم” بإبقاء الاتفاقية سارية لكنكم لم تحترموا وعودكم”.

يذكر أنّ ترامب قد قال في مقابلة بثتها قناة “فوكس بيزنس” يوم الجمعة الماضي: “بعثت إليهم (إيران) برسالة قلت فيها إنني آمل أن تتفاوضوا لأنه إذا اضطررنا إلى الهجوم عسكريا، فسيكون ذلك أمرا فظيعا بالنسبة لهم”.

ولم يذكر علي خامنئي في كلمته، ما إذا كان قد تلقى أي رسالة من ترامب بهذا الشأن، كما لم يكرر معارضته لمفاوضات مع الولايات المتحدة.

ويوم أمس، أوضح وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، أن ّإ”يران لم تتلق حتى الآن رسالة من ترامب”، مشيراً إلى أنّ “طهران لن تستأنف المفاوضات مع واشنطن طالما بقي ترامب على موقفه المتشدد”.

وخلال مقابلة مع وكالة “فرانس برس”، قال عراقحي، إنّه يبحث في الملف النووي مع بقية أطراف الاتفاق النووي الدولي لعام 2015، وهي فرنسا وألمانيا وبريطانيا والصين وروسيا.

وفي عام 2018، انسحب ترامب من جانب واحد من الاتفاق النووي الذي أبرمته بلاده قبل ثلاث سنوات مع إيران، والذي نص على رفع بعض العقوبات المفروضة على طهران مقابل الإشراف على أنشطتها النووية، فيما خففت طهران تدريجياً التزامها به وسرعت أنشطتها النووية رداً على انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق.

وتدافع طهران عن حقها في الحصول على النووي لأغراض مدنية، خصوصا في مجال الطاقة، وتنفي سعيها لحيازة السلاح النووي.

وفي مطلع فبراير/ شباط الماضي، حث خامنئي، الذي له الكلمة الفصل في كل ما يتعلق بالقرارات الاستراتيجية لإيران، حكومة الرئيس بزشكيان على “عدم التفاوض” مع واشنطن، قائلاً: “مثل هذه الخطوة ستكون متهورة”، مرجعاً موقفه هذا إلى تجربة طهران في الاتفاقات التي أبرمت مع المسؤولين الأميركيين ولم يتم الالتزام بها.