بعد الكلمة التي ألقاها ماكرون أمام مواطنيه والتي قال فيها إن روسيا أصبحت “تشكل تهديدا لفرنسا وأوروبا”، ووعد بمواصلة زيادة الميزانية العسكرية، واقترح فتح نقاش حول استخدام الأسلحة النووية الفرنسية دفاعا عن الاتحاد الأوروبي بأكمله مشيرا إلى أن الولايات المتحدة غيرت موقفها بشأن أوكرانيا ودورها القيادي في الناتو، وصف الكرملين هذا التصريح بأنه مثير للجدل للغاية. وعلاوة على ذلك، ووفقا لمتحدث الكرملين دميتري بيسكوف، فإن كلمات ماكرون تتضمن عددا من الأخطاء، من بينها، على وجه الخصوص، أنه لم يقل شيئا عن كيفية اقتراب البنية التحتية العسكرية لحلف “الناتو” من الحدود الروسية، وعن مخاوف موسكو المشروعة بهذا الصدد.

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يوم الخميس الفارط، إن موسكو يجب أن تختار سلاماً في أوكرانيا يضمن أمن روسيا على المدى الطويل وتنميتها المستدامة، مؤكداً أن بعض الناس نسوا ما حدث لنابليون في رد على تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون التي وصف فيها روسيا باعتبارها تهديداً لأوروبا وفقاً لـ«رويترز».

كما أصدرت ماريا زاخاروفا متحدثة الخارجية الروسية تصريحا نشرته وكالة “تاس” وصفت فيه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بـ “أولي لوكويه النووي” في إشارة إلى شخصية “أولي لوكويه” للكاتب الدنماركي هانز كريستيان أندرسن حيث قالت:”لقد استمعت إلى كل هذا ونظرت إليه وأدركت بمن يذكرني.. إنه أولي لوكويه النووي، الذي يحاول هو الآخر فتح مظلة، لكنها مظلة نووية فوق أوروبا”.

وصف رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي في تصريح لوكالة “بلومبرغ” تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بشأن الأسلحة النووية بأنه “تشويش على المعايير”.حيث تابع: “قبل بضع سنوات، كان من المحرم الحديث عن الأسلحة النووية بالأساس. ولكن الآن تجري مثل هذه المحادثات في بعض البلدان، وهو تآكل مستمر للمعايير”

وعلى اثر هذا التصريح تعرض ماكرون لهجوم عنيف من قبل المعارضة الفرنسية.ودعت الأحزاب اليسارية ماكرون إلى عدم المطالبة بـ”تضحيات جديدة من الفرنسيين” بعد إعلانه عن “استثمارات إضافية” في الدفاع.وكتب زعيم الحزب الاشتراكي أوليفييه فور على منصة “إكس”: “يجب أن يكون السعي نحو الاستقلال الاستراتيجي للاتحاد الأوروبي هدفنا، لكن تخصيص الأموال لذلك لا يمكن أن يتضمن تضحيات جديدة من الفرنسيين، وتدهور خدماتنا العامة، والتخلي عن التحول البيئي”.

وأشار زعيم حزب “انهضي يا فرنسا” نيكولا دوبون-إينيان إلى أن ماكرون لا يرى المشاكل الحقيقية في فرنسا ويلعب دور القائد العسكري ضد روسيا، وقال: “التهديد الحقيقي لفرنسا ليس روسيا، بل الإفلاس المالي للبلاد وفقدان الوظائف”.وكتب على منصة “إكس”: “مرة أخرى، كذب ماكرون على الفرنسيين بشأن التهديد الروسي.. لا يوجد خطر بأن تهاجم روسيا دول الناتو. إنه يكذب من أجل دعم حلفائه الأوروبيين”.وأضاف: “إنه (ماكرون) يتلاعب بالفرنسيين لإغراقهم في فخ مالي والاستيلاء على مليارات مدخراتهم. ماكرون يرى الأعداء في موسكو، لكنه لا يرى المشاكل في شوارعنا. مئات المناطق التي تعمها الفوضى، تجار المخدرات الذين يتحكمون بكل شيء، الإرهابيون الإسلاميون أحرار، وموجة غير مسبوقة من الهجرة غير الشرعية.. وهو يلعب دور القائد العسكري ضد روسيا! يجب أن نرسل جيشنا إلى حدودنا، وليس إلى أوكرانيا!”.