بينما كان زعيم العصابات الإرهابية في سورية أبو محمد الجولاني وبمظهره الجديدة يلتقط الصور التذكارية مع “اشقائه” العرب ويتحدث من على منبر القمة العربية في القاهرة عن السيادة وحقوق الشعب السوري، كان الكيان الصهيوني يستبيح سيادة سوريا ويتعمق اكثر في الجنوب السوري فيما الفلتان الامني والتحريض الطائفي ينهش بالبلاد.
وبعد سيطرة جيش الاحتلال الصهيوني على مئات الكيلومترات جنوبي سوريا، شهد ريفا القنيطرة الشمالي والاوسط توغلات جديدة طالت قرى عدة منها ام باطنة ومجدوليا وعين النورية، فيما نفّذت قوات الاحتلال إنزالاً جوياً على منطقة تل المال في شمال غرب محافظة درعا رافقه تقدم لآليات ثقيلة قامت بتدمير وتجريف الثكنات والتحصينات العسكرية على الطريق الواصل بين مسحرة والطيحة في المحافظة.
وفي السياق ذاته، قام مجهولون برفع علم الكيان الصهيوني على دوّار العنقود عند مدخل السويداء الشمالي، ما أثار استياء اهالي المنطقة ودفعهم إلى التظاهر عند الدوار وإنزال العلم وإحراقه ووصفوا السلوك “الإسرائيلي” بمحاولة استثمار التوترات الداخلية لتمرير مخططات الانقسام، في إطار تمدد المشروع الصهيوني.
كل هذه التحركات الصهيونية لم تواجه بأي اشتباكات او مقاومة ورغم أن عديد الخبراء والمحللين يؤكدون أن العدو يهدف إلى إنشاء منطقة نفوذ لا تبعد سوى 15 كيلومتراً عن العاصمة دمشق في ظل خلو المنطقة من قوات الجولاني ووسط صمت سياسي وتضليل اعلامي سوري على ما يحدث .