بسم الله الرحمن الرحيم 

عبد الإله عبد القادر الجنيد 

لا جَرَمَ أن الشعبَ اليمنيَّ العظيمَ هو شعبُ الإباءِ والشموخ والوفاء؛ ذلك أنه شعبٌ تربى على منهج القرآن العظيم، وسار بسيرة سيد المرسلين وآله الطاهرين. 
إنه شعبُ الكرامةِ والحريّةِ والعزةِ والنخوةِ والشجاعةِ والنجدةِ والنصرةِ للمستضعفين في الأرض، لا سيما إذا ما كان المستضعفون هم إخوانه في العروبةِ والدين. 

ولا شكَّ أن وقوفَه إلى جانب المستضعفين وإخوانه الذين يسومهم كيانُ العدوِّ الغاصبِ الصهيوأمريكيِّ الماسونيِّ سوءَ العذابِ والقتلِ والتنكيلِ والإبادةِ الجماعيةِ والحصارِ المطبقِ يعدُّ واجبًا دينيًّا مقدَّسًا وأخلاقيًّا وإنسانيًّا، وهو الجهاد في سبيل الله. ولا يمكن لهذا الشعب الكريم ألَّا ينفر في سبيل الله ويفرط في مبادئه الدينيةِ والأخلاقيةِ والإنسانيةِ التي يدين الله بها، والقيم والعادات والأعراف التي ورثها كابرًا عن كابر من قبل التأريخ، وسيظل متمسكًا بها إلى ما بعد التأريخ.
فقد رضع الكرامة منذ صغره، ونشأ عليها، فأضحت جزءًا لا يتجزأ من عقيدته وثقافته وهويتِه الإيمانيةِ وحكمته اليمانيةِ.
كيف لا وقد أنعم اللهُ عليه بقيادةٍ حكيمةٍ ربانيةٍ تسمو به إلى العلياء وترقى به ليكون في الصدارة وفي مقدمة الشعوب العربيةِ والإسلاميةِ، فنال بذلك المجد والسؤدد والشرفَ الكبيرَ والإجلالَ والإكبارَ والاحترامَ من سائر أبناء الأمةِ وأحرارِ العالمِ والتقديرِ. 

فهو الشعبُ الذي تقدَّم الصفوفَ وبادرَ إلى الإسنادِ والدعمِ والتأييدِ في معركةِ طوفانِ الأقصى والجهادِ المقدسِ والفتحِ الموعودِ لأجل الله وجهادا في سبيل الله، وآلى على نفسه إلا الوقوفَ إلى جانب إخوانه المستضعفين المظلومين المبغي عليهم في غزةَ وفلسطينَ، غير آبهٍ بأعداء الله بقيادة الشيطان الأكبر والطاغوت الأمريكيِّ والغربِ الكافرِ والعدوِّ الصهيونيِّ اللعينِ. 

وكيف يخشاهم أو يخافهم وهو الذي أخرج العدوَّ الأمريكيَّ اللعينَ من أرضه مذمومًا مدحورًا مهزومًا ذليلاً، بعد أن كان قد استحكم على كل شيء في هذا البلد الأمين؟ 
فبصرخته المدوية في أرجاء الأرض وسلاحه الشخصيِّ المتواضع أرعب وأذلَّ المارينز الأمريكيَّ الذي سولت له نفسه إحكام سيطرته على أجزاء من العاصمة صنعاءَ وقاعدةِ العندِ. 
إلا أن شعب الحكمة والإيمان تمكن بفضل الله وثورته الشعبيةِ في الحادي والعشرين من سبتمبر ٢٠١٤م من زلزلةِ الطاغوتِ الأمريكيِّ اللعينِ، وكانت ثمرة الثورة الشعبية أن لاذ المارينز بالفرار خائفًا مذعورًا من فوره. وهنالك تطهرت صنعاءُ العاصمةُ ويمنُ الإيمانِ من رجسِ الهيمنةِ الأمريكيةِ لبلدنا العزيزِ، وإلى أبد الآبدين. 

ليس هذا وحسب، بل كان له الموقفُ المشرفُ في معركةِ طوفانِ الأقصى والجهادِ المقدسِ والفتحِ الموعودِ بتدميرِ كبرياءِ الطاغوتِ الأمريكيِّ وكسرِ شوكته في البحارِ والمحيطاتِ، متحديًا أساطيلَ وبوارجَ وحاملاتِ الطائراتِ الأضخمِ في العالمِ التي ولَّت هاربةً من بأسِ ضرباته القاصمةِ للعدوِّ اللعينِ. 
فضربَ حصارًا على كيانِ العدوِّ الغاصبِ، وما كان للكيان أن ينجو من ذلك الحصار لولا لجوئه إلى وقفِ عدوانه الإجرامي السافر على إخواننا في غزةَ. 

ومن ذلك الحين ظلَّ اليمنُ يراقبُ عن كثبٍ مسار تنفيذ اتفاقِ وقفِ العدوانِ على غزةَ وفقًا لبنودِ الاتفاقِ، ويدُ قواته المسلحةِ على الزنادِ، وفي أعلى جاهزيةٍ لإعادةِ الكرَّةِ إذا ما تهرب العدوُّ الغاصبُ عن الوفاءِ بالتزاماته وتنفيذِ كافةِ بنودِ الاتفاقِ. 
لأن هذا العدوَّ اللعينَ، وكما أخبرنا اللهُ سبحانه وتعالى عنه، لا عهدَ له ولا ميثاقَ؛ فكلما عاهد فريقٌ منهم عهدًا نقضه فريقٌ آخر. 
من أجل ذلك أعلن اليمنُ صراحةً أنه إذا ما عاد العدو للعدوان على غزة فسيعود الإسناد العسكري اليمني وبأقوى مما كان عليه من قبل، متوكلون على اللهِ، نستمدُّ منه العونَ والقوةَ والنصرَ والتأييدَ، ولسوف تكون نهايتكم على أيدينا أيها الظالمون المتجبرون الأوغادُ. 

واليوم، وردًا على تهديدات العدوِّ الصهيونيِّ الغاصبِ باستئناف عدوانه وتنصلِه عن الاتفاقِ، ناهيك عن إعلانِ الرئيس الأمريكي الكافرِ الأحمقِ والمعتوهِ ترامبَ خطةَ التهجيرِ والتطهيرِ العرقيِّ للفلسطينيين من أرضهم، وادعاءِ تملكهِ لغزةَ دون وجه حقٍ، وكأنها ملكٌ لأبيهِ. ونتيجةً للخوفِ والذعرِ اللذين أبداهما الزعماءُ العربُ من الشيطانِ الأمريكيِّ ترامبَ، فقد أعلن السيدُ القائدُ المجاهدُ عبد الملك بدر الدين الحوثيِّ -سلام الله عليه- الجاهزية العالية لاستئنافِ عمليات الإسناد اليمني الفاعلِ والعملِ العسكريِّ اللامحدودِ للفلسطينيين، في حال نقض العدو للاتفاق وشن عدوان جديد على غزة والعملِ الجادِّ لإفشالِ كلِّ مخططاتِ التهجيرِ الهادفة لتصفيةِ القضيةِ الفلسطينيةِ، قضيةِ الأمةِ المركزيةِ.

واستجابةً لدعوة قيادة المقاومة الفلسطينية وتلبيةً لدعوة السيد القائد هبَّ شعبُ الإيمانِ والحكمةِ إلى ساحاتِ العزةِ والإباءِ تدشينًا لجولة ثانية لمعركة الطوفان وأعلن بذلك الخروجِ الجماهيريِّ الشعبيِّ المليونيِّ المزلزلِ للأعداءِ، موقفِ اليمن الثابت والمشرفِ لأبناءِ الشعبِ اليمنيِّ العظيمِ إلى جانب أحرار غزة حتى تحقيق النصر، والتأكيد لأبناءِ غزةَ أن اللهَ معكم، والشعبُ اليمنيُّ معكم وإلى جانبكم. 
وكذلك توجيه رسالةٍ صاعقة للأعداءِ مفادُها أن الشعبَ اليمنيَّ أعلن الجهاد في سبيل الله لاستئصال شأفتكم أيها الطغاة المحتلون ولن يهدأ له بال إلا بالنفيرِ الشعبي العامِّ والزحفِ البريِّ نحو الأراضي المحتلةِ للقتالِ جنبًا إلى جنبٍ وكتفًا بكتفٍ مع إخواننا المظلومين الفلسطينيين لاجتثاث المحتل، وتحقيقِ الوعدِ الإلهيِّ بالفتحِ القريبِ والعاجلِ، وتحريرِ الأراضي المحتلةِ والمغتصبةِ ومقدساتِ الأمةِ في فلسطينَ، كلِّ فلسطينَ، من رجسِ ودنسِ العدوِّ المجرمِ. 

وما النصرُ إلا من عند اللهِ العزيزِ الحكيمِ، والعاقبةُ للمتقينَ، وبشِّر الصابرينَ. 

والحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ. ..
                      

الله أكبر
الموت لأمريكا
الموت لإسرائيل
اللعنة على اليهود
النصر للإسلام