أكد وزير خارجية جنوب إفريقيا رونالد لامولا أن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قطع المساعدات عن بلاده لن يثنيها عن المضي قدما في الدعوى التي رفعتها ضد إسرائيل بشأن الحرب على غزة.

وأكّد لامولا، في تصريحات لصحيفة “فايننشال تايمز” اليوم الأربعاء، أن جنوب أفريقيا ماضية في دعواها المقدمة ضدّ “إسرائيل” في محكمة العدل الدولية على الرغم من تهديدات ترامب، مُضيفاً: “التمسّك بمبادئنا له عواقب في بعض الأحيان، لكننا نظلّ ثابتين على أنّ هذا مهم للعالم ولسيادة القانون”.

حيث يقود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حملة شرسة ضد جنوب أفريقيا عبر سلاح العقوبات، للسعي إلى إجبارها على التخلي عن دعمها لفلسطين.

ومع بداية ولايته الثانية، توعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بمساعدة كيان العدو في كل المحافل الدولية وفرض عقوبات على كل من يقف ضد الجرائم الصهيونية. سياسة تفسّر بشكل واضح لا لبس فيه التصعيد غير المسبوق ضد جنوب أفريقيا وأدوارها الإقليمية والدولية، والسعي إلى إجبارها على التراجع عن دورها في دعم القضية الفلسطينية دبلوماسيًا، ومحاولتها فضح جرائم الاحتلال الصهيوني في محكمة العدل الدولية في لاهاي.

وبوضوح تام، تلمُّس هجمة أميركية بالغة الشراسة على جنوب أفريقيا وأدوارها الإقليمية والدولية، يأتي في مقدّمة مظاهرها محاصرة بريتوريا، وخفض مستوى تعاونها مع عدد من الدول الأفريقية، مثل جمهورية الكونغو الديمقراطية وموزمبيق وأنغولا وغيرها، إذ تتعارض سياسات بريتوريا في تلك الدول – من وجهة نظر واشنطن – مع الرؤية الأميركية ضمن سياق أكبر عنوانه مواجهة النفوذ الروسي والصيني، وحماية المصالح الغربية في البلدان المذكورة وغيرها.

فأحد أهم الشركاء التجاريين للولايات المتحدة في أفريقيا، رفع بوجهها ترامب سلاح العقوبات، موقعًا أمرًا تنفيذيًا بوقف المساعدات المالية تحت ذرائع عدة، لكنّ أبرزها كما قال هو التجرؤ على رفع دعوى ضد إسرائيل، ما يضر بالسياسة الخارجية للولايات المتحدة. مضيفًا إن جنوب أفريقيا اتخذت مواقف عدوانية تجاه الولايات المتحدة وحلفائها، بما فيها اتهام إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في محكمة العدل الدولية، وإعادة تنشيط علاقاتها مع إيران لتطوير اتفاقيات تجارية وعسكرية ونووية