شارك وفد قيادي من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين برئاسة نائب الأمين العام الرفيق جميل مزهر في استقبال دفعة جديدة من الأسرى المحررين والمبعدين الذين تحرروا أمس السبت ضمن الدفعة الرابعة من المرحلة الأولى لاتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ في 19 يناير/كانون الثاني الماضي. 

وكان من بين المحررين الرفيق المناضل رائد الشافعي ابن مدينة طولكرم المحتلة، الذي أمضى 23 عاماً في سجون الاحتلال.

وخلال الاستقبال، هنأ الرفيق مزهر الأسرى على تحررهم، مشدداً على أن معاناتهم الطويلة داخل السجون لن تذهب سدى، وأن المقاومة ستواصل نضالها حتى تحرير كامل الأسرى والأرض الفلسطينية.

وأكد مزهر أن تحرير الأسرى ثمرة تضحيات المقاومة وصمود شعبنا الفلسطيني، وأن الاحتلال لا يفهم سوى لغة القوة، مشيراً إلى أن ما تحقق في صفقة التبادل يفرض على كافة القوى الفلسطينية تكثيف الجهود لتصعيد الاشتباك مع الاحتلال حتى انتزاع المزيد من حقوقنا. 

وأضاف: “الاحتلال يظن أن بإمكانه كسر إرادة أسرانا، لكنه يفشل في كل مرة أمام صلابتهم، واليوم يخرج هؤلاء الأبطال ليؤكدوا أن المقاومة طريقها واضح، وأن المعركة مع العدو مستمرة حتى كسر القيد والتحرير الكامل.”

وأضاف: “الاحتلال يدرك أن كل أسير ينال حريته يعود ليكون جزءاً أصيلاً من النضال الوطني، لذلك يسعى عبر الإبعاد إلى تفكيك هذا التلاحم، لكن شعبنا أثبت في كل المحطات أنه عصي على كل محاولات التفريق والاحتواء.”

تجدر الإشارة أن الرفيق الشافعي اعتُقل في يوليو/تموز 2003 بعد مطاردة استمرت عامين، تعرض خلالها للملاحقة الدائمة، وانتهت باعتقاله على يد قوات “اسرائيلية” خاصة، التي انهالت عليه بالضرب فور اعتقاله، قبل نقله إلى زنازين العزل الانفرادي. وبعد محاكمة صورية، أصدرت محاكم الاحتلال بحقه حكماً بالسجن المؤبد بتهمة الانتماء إلى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والمشاركة في عمليات مقاومة أدت إلى مقتل وإصابة جنود.

ورغم سنوات الأسر الطويلة لم يتوقف الشافعي عن النضال داخل السجن، فخاض مع رفاقه العديد من الإضرابات المفتوحة عن الطعام، وتمكن من استكمال دراسته، فحصل على بكالوريوس في العلوم السياسية وماجستير في الدراسات الإقليمية. كما ألف رواية “معبد الغريب”, التي صدرت عام 2023، وتتناول واقع النضال الفلسطيني والانقسامات الداخلية، عبر قصة مناضل وقع في الأسر مرتين: الأولى على يد الاحتلال، والثانية على يد السلطة الفلسطينية.