بعد سقوط دمشق في يد “هيئة تحرير الشام” بدأت الدبابات الصهيونية تتوغل داخل الأراضي السورية ، تزامن هذا مع غارات عنيفة ، أدت حسب خبراء عسكريين إلى تدمير قدرات الجيش العربي السوري بالكامل .
و الاحتلال الصهيوني ليس كأي احتلال ، فما يميزه عن الاحتلال التركي أو الأمريكي أو أي احتلال بالعالم ، أنه احتلال إحلالي استيطاني ، لا يكتفي بإقامة قواعد عسكرية أو نقاط أمنية ، بل يحتلُّ أراضٍ و يطرد السكان الأصليين و يوطِّن مكانهم شذاذ الأفاق من شتى أصقاع الأرض .
كلنا شاهدنا ماذا حدث و يحدث و يخطط ليحدث في فلسطين من استيطان و تهجير و سرقة أراضٍ من عام ١٩٤٨ إلى يومنا هذا ، فماذا سيمنع الصهيوني من فعل هذا في سورية ؟!
هل أخلاقه لن تسمح له؟ أم أن مطامع هذا الصهيوني ذي الفكر التوسعي المدعَّم بخرافات تلموذية توقفت عند فلسطين ؟ هل مجلس الأمن سيمنع و يردع الصهيوني ؟ أم سيقاوم هذا الاحتلال “الإيغوري” و “الشيشاني” المتواجد في سورية حاليًا؟! لن يوقفه أي شيء من هذا ، و “هيئة تحرير الشام” التي تستنير بكل قراراتها “بالنصوص القرآنية” حسب قولها ، لا تعتبر الصهيوني الذي يحتل سورية و يقتل الشعب السوري عدوًّا أصلًا ، لكي تنوي مواجهته ، و هي قالت هذا بكل صراحة عبر قادتها ، و المدرك للحقيقة لن يستغرب ذلك…
سيخرج أبناء الشعب السوري الحقيقيون و لا أحد سواهم ، لمواجهة هذا الصهيوني ، دفاعًا عن سورية ، و انتصارًا للقضية الفلسطينية ..
إن مقاومة الصهيوني و الاشتباك معه بشكل مباشر عدا عن أن هذا واجب و ضرورة لتحرير الأرض ، هذا أيضًا سيوحد صفوف الشعب السوري ، و يسقط كل المؤامرات ، أعلم أن المشهد واضح جدًا ، لكن سيزداد وضوحًا ، حيث أن من يقع ضحية المؤامرات التي يحيكها العملاء هو الجاهل ، و عندما يتضح المشهد أكثر سيتم فرز الجاهل عن العميل ، سيتبع كل الشعب السوري المقاومة و يلتفّ حولها و يبقى العملاء وحدهم ، و ستكون نهايتهم ، و ستكرَّس طاقات الشعب السوري لمحاربة الصهيوني ، و ستتحطم النعرات الطائفية و المذهبية على صخرة المقاومة الوطنية الشعبية ، فمَن من أبطال الشعب السوري ، سينال مجد و شرف إشعال الثورة؟ ، من سيعطي الإشارة؟ ، من سيفتعل الشرارة؟ ، من سيكون صاحب الطلقة الأولى؟ ، عندما يكون الوطن محتلًا ، فالشرعية للمقاومة و البندقية هي القانون الدولي.
أبو الأمير-القدس