عندما نرغب بتحديد فكر شخص ننظر إلى أفعاله وليس ما هو يصف نفسه به ، و هذا ينطبق بشكل أكبر على أي حكومة أو أي نظام بالعالم ، و يبرز هذا من خلال سياسات هذه الحكومة الداخلية و الخارجية .

و عندما نكتفي بإلقاء نظرة آنية على من يحكمون دمشق ، دون التطرق إلى نشأتهم و مما انبثقو ، يتوجب علينا أن نسلط أنظارنا على أمرين ، السياسية الداخلية و أبرز موضوع بها حال الديمقراطية ، و السياسية الخارجية و أبرز موضوع بها موقف هذه الحكومة من القضية الفلسطينية و ما يترادف مع هذا الموضوع ، بكيفية تعاطيها مع الصهيوأمريكيين ، الذين هم بطبيعة الحال أعداء الأمة لا بل أعداء الإنسانية.

عدا عن أن هذين الموضوعين بديهيان لتحديد أي أيدولوجيا ، كان هذان العنوانان أحدَ أبرز عناوين “الثورة السورية” ،حيث نجد أنها كانت تركز على هذين العنوانين من خلال أنشطتها الإعلامية.

و ها هي “الثورة السورية” تحتفل بوصول “هيئة تحرير الشام” إلى الحكم ، التي كانَ توجُّه سياستها الخارجية واضحًا منذ البداية ، و لم تكلِّف من كانوا يعلمون حقيقة هذه الحكومة عناء البحث و إعطاء البراهين ، حيث حسمت أمرها بما يتعلق من موقفها من القضية الفلسطينية التي لم تذكر بأي تصريح من تصريحاتها ، و برز موقفها من الكيان الصهيوني من خلال عدة تصريحات ل”الجولاني” ، و تجلى ذلك بتصريح “محافظ دمشق” الذي قال ، “ليس لنا مشكلة مع إسرائيل” ، حتى الكومبرادورات العربية الذين أقاموا علاقات مع الكيان لم يغازلوه و يطمئنوه إلى هذا الحد !، فكيف يكون ممكنًا أن يؤتمن أشخاصٌ على شعب وهم ليس لديهم مشكلة مع من يقتله؟ فإذا لا نريد أخذ القضية الفلسطينية بعين الاعتبار، كيف لا تعتبر هذه الحكومة الاحتلال الذي يبتلع الأرض السورية و يقتل الشعب السوري، عدوًّا ؟! و لماذا تعتبِر هذه الحكومة أعداء هذا العدو الصهيوني أعداءً لها ؟ حيث أنها منذ توليها تطمئن الأمريكي و الصهيوني ، و تهدد و تتوعد الإيراني و المقاوم اللبناني ، ناهيك عن واقع الفصائل الفلسطينية الموجودة في سورية و التي باتت مهددة بالخطر.

أما على صعيد السياسة الداخلية ، نجد أن هذه الحكومة تشنُّ حربًا فعليةً على الأقليات السورية و على من تصفهم ب”أتباع النظام السابق” بتصريحاتها الرسمية ، حيث أنها تنكِّل و تقتل و تعتقل الأقليات الدينية و على رأسهم الطائفة العلوية ، و تنفذ إعدامات ميدانية لمواطنين سوريين تهمتهم أنهم علويون ، هل هذه هي الديمقراطية التي دعت لها “الثورة” ؟!
فعليه نجد أن أيدولوجيا هذه ‘الحكومة السورية الجديدة” هي:

صهيوتكفيرية


أبو الأمير-القدس