تنحى النظام السابق في سورية أو تم التآمر عليه أو شيء ما غامض حصل ، و استلم الحكم ما يسمى بالثورة أو الثورة بعينها أو المجاهدون أو المتمردون أو الإرهابيون أو المسلمون أو الدواعش أو أشرف الناس أو التابعين لتركيا أو لأمريكا أو للصهيونية أو الذين خرجوا من رحم الشعب.. لا وقت للمسميات…
شاهدنا التكبير و التهليل و الفرحة و السجون الظالمة القمعية التي لا يقبل ما جرى بها أي إنسان حر أو كانت هذه السجون فبركة من العربية أو الجزيرة و لا يهمني التوصيف أيضا ، و شاهدنا الرئيس الجولاني أو كبير المجاهدين أو الداعشي أو فضيلة الشيخ أحمد الشرع أو الجولاني “حاف” أو غولاني لا وقت للألقاب أيضا، و لا وقت للبحث عن الحقيقة، على الأقل الآن…
و احتفلنا أو احتفلوا و هللنا و كبرنا أو كبروا لوحدهم أو لم نشهد تلك الحشود أو كانت هنالك حشود غفيرة جدا ، أيضا لا يهم ، أو مهم ولا وقت لذلك…
هذه الثورة أو ما يسمى بالثورة أو من هجموا بأمر من نتنياهو في خطابه ، أو من هجموا تزامنا مع هذا الخطاب بالصدفة ، قامت من أجل عناوين رئيسية إن كانت حقيقة أو إدعاء، و هي القضاء على الظلم الذي تم إتهام الرئيس السابق به ، و إرجاع الجولان التي أتهم الرئيس السابق أنه باعه و الرخاء الإقتصادي شعار روتيني في كل العالم لا يهمنا الخوض به على الأقل في الوقت الحالي ،أليس هو هذا الذي قامت عليه؟ هل ستقوم الثورة بنشر الديمقراطية و البدأ بإرجاع الجولان لأن هذه الأسباب هي التي جعلتها تثور..؟
أما أتباع النظام السابق أو مؤيدي النظام السابق كان ما يربطهم به أنه رافض للهيمنة و للاحتلال و مؤيد للديمقراطية و هو جزء من المحور المقاوم و داعم لحركات المقاومة و موقفه من القضية الفلسطينية و رفضه للتطبيع ، أو هم يدعون ذلك ، على أي حال ،المهم أن ما يربطهم بالنظام هذه الأفكار الجذرية و ليس الأشخاص ، و أتباع النظام الجديد يربطهم نفس الأفكار تقريبا بطريقة أو بأخرى أو يدعونها ، لكن الفرق كل جهة تجد نفسها من تنتمي إلى هذه الأفكار السامية ، و ليست الأخرى ، و من الممكن أن نجد عمق الصراع مذهبي أو تدخلات خارجية أو ثورة بريئة جدا و فطرية ، أيضا غير مهم …
أعلم أن كل ما مضى و يحصل مؤلم ، لكن ما هو المهم ؟
المهم أن الاحتلال الصهيوني قصف سورية بقرابة الألف غارة ، و دمر الإمكانات العسكرية و هناك مخطط لتقسيم سورية قلب العروبة النابض، و سيطر الاحتلال الصهيوني على جبل الشيخ و القنيطرة و سيحتل أجزاء أخرى من سورية ، و بدأ الجيش بتهجير بعض المناطق التي احتلها و طلب من أهلها الإخلاء الكامل و هذه المناطق تشمل الحميدية والبعث والحرية وأم باطنة وجباتا.
هل يختلف شخص على مقاومة الاحتلال ؟ هل يختلف شخص على أن الصهيوني عدو؟! ، هل الإنسان الفطري السوري يقبل باحتلال أرضه ؟، أعلم تم تدمير مقدرات الجيش السوري ، و آلياته العسكرية أو جزء منها ، لكن ألا يوجد رشاشات و مدافع أو حتى حجارة..! …مقاومة الاحتلال ليس ترف فكري بل حفاظ على وجود فهو احتلال توسعي إحلالي استيطاني ،و الذي سيقاوم الاحتلال هو الأصدق و الحقيقي ، إلى متى سنبقى نقول النظام القديم ظالم أو أن ما جرى هجوم صهيوتكفيري أو مؤامرة تركية لا وقت لكل هذا الآن ..
إن مقاومة الاحتلال الصهيوني و الموقف منه هو المعيار الأخلاقي الوحيد لأي إنسان سوري في هذه المرحلة و ما دونه هامش ، الذي من الممكن تقييمه على أساسه ، فالبوصلة فلسطين، حيث جعلت الجزيرة و العربية و الحدث “سجن صيدناية” قضية العرب و المسلمين الأولى… ، و الدبابات تقترب أكثر و أكثر..
سيخرج لي شخص خارق الذكاء و يقول: أنت عجول جدا و الحكومة الجديدة ، تريد ترتيب أمورها الداخلية ، سأقول له ليس مهم أيضا ، و لا وقت لذلك ، فالدبابات الصهيونية على بعد كيلومترات من دمشق..و سيخرج لي شخص آخر أكثر ذكاء و حنكة و يقول لي ، لماذا لم يطالب النظام السابق بالمقاومة بهذه الحماسة كما يطالب النظام الجديد اليوم ؟، سأقول له كان يطالب أو كان يقاوم أو لم يكن الخطر محدق لهذا الحد أو كان يستعد للهجوم أو ، أو فشل بكل هذا أو اعتبر كاتب المقال منافق ، أيضا لا يوجد وقت لهذا ، فالاحتلال عازم على ابتلاع سورية .
رغم عدم الاكتراث لأشياء كثيرة و جعلها ثانوية نتيجة الخطر الصهيوني المحدق ، لكن هناك معلومة لا يمكن تجاهلها، ألا و هي أنه لم يصدر أي بيان على الأقل من الحكومة الجديدة في سورية تدين جرائم و توغل هذا الاحتلال في سورية ،هل سأتهم أني رافض للحرية و الثورة و عدو الشعوب لأنني أشعر بالريبة جراء ذلك ؟!و أشعر بالريبة أيضا أنه حسب “إن بي سي” عن مسؤولين أمريكيين:”إدارة بايدن تدرس رفع هيئة تحرير الشام من قائمة الإرهاب” و نجد أنه لا يوجد نية لمحاربة الصهاينة…و تكلم عن هذا الجولاني بصراحة أمام “سكاي نيوز عربي “
و حزين أيضا على السلاح السوري الذي دمر قبل أن توجه به طلقة نحو الكيان بصورة مباشرة ، لا وقت للحزن …و سيقول لي شخص أيضا أن مؤيدي النظام السابق يتعرضون للقتل و التعذيب من قبل الثوار أو الجماعات التابعة لتركيا سمهم بما شئت…و لا أملك ، إلا أن أقول ، إن كان تقرر إلا استشهداك على يد أولائك في ظل هذه المؤامرة، فإنطلق إلى مواجهة الصهيوني و تآمر على موتك اختار أنت شهادتك من أجل شيء وفق مبادئك التي تمسكت بها طيلة الأعوام الماضية ، واجهوا الصهيوني و الكل سيلتف حولكم..
يا ثوار إن كنتم حقا ثوار و غير صحيح هذه الاتهامات التي توجه إليكم أثبتوا ذلك و واجهوا صهيوني ، جيفارا لم يستريح و انتقل من كوبا بعد تحريرها إلى بوليفيا ، بعد ما كان وزير الصناعة في كوبا أصبح مقاتل عادي في بوليفيا..
من أنا لأقول لكم ما أقول لكم؟! ، و أنتم أيها الشعب السوري الأصيل أهل العزة الكرامة و الحرية و المقاومة، و تعلمون العالم معنى المقاومة ، شكلوا جماعات ثورية و واجهوا المحتل و الصادق سيتبعكم و الكاذب سيمنعكم و يخذلكم ، و ستتحطم كل المؤامرات على صخرة كفاح الصهيوني و على صخرة البوصلة السليمة المقاومة..شعب حر كشعب سورية لن يتم اغتياله معنويا..
سيأتي شخص و يقول لي نحن منهكون ، هل يوجد شعب منهك و ضعيف بالعالم أكثر من شعب غزة الذي ما زال يقاوم ؟
الدبابات تقترب ، حاصر حصارك ، سورية تتعرض لمؤامرة من الجميع ، لا وقت للعتاب ،الصهيوني يتقدم نحو دمشق ،.يا من تبقى من أحرار هذه الأرض العصية على الاحتلال عبر التاريخ، في ظل هذه المؤامرات، المطلوب فقط …تآمروا على المؤامرة نفسها …لا ينفع ضرب الأفعى على ذيلها..أطلقوا النار الآن
أطلقوا النار على الصهيوني…
أبو الأمير-القدس