جاء الطوفان “طوفان الأقصى” وغسل كل مستحضرات التجميل عند صناع القرار في العالم أجمع، فظهرت وجوه موسومة بنجمة داود، كانت متخفية تحت طبقة سميكة من فلاتر وأقنعة تنكرية تعلوها الإنطباعات الإنسانية والإسلامية والقومية و الديمقراطية، وعلى مدار أربعة عشر شهراً رأينا كيف كُشِفَت حقائق أدت إلى شعورٍ عام بالخذلان عند من كان يصدق أولئك المزورين، ولذلك سمعنا أبو عبيدة يقول في بداية الطوفان بأنها معركة كاشفة.
من اليوم الأول من الطوفان بدأنا نشاهد تصريحات أردوغان واستياءاته وحزنه على ما حل بشذاذ الأرض المحتلين بعد أعوامٍ طويلة من الإفك والإدعاء بمعاداة الكيان عبر خطابات سلطانية حاسمة، وكأنه خليفة المسلمين لهذا الزمان مرتدياً سيف سليمان القانوني، فَودَّ كثيرون أن يتمثلوا بحريم هذا السلطان أو أن يكونوا من أغواته المخصيين.
نجح ومن معه من الأغوات ومن سكنوا الحرملك في عمل تمثيلية غرَّت الكثير من العامة البسطاء، ليعيشوا كذبة فانتازيَّه يملَؤها شموخٌ و وعود على هيئة تمثال من الشمع لا ينفع لكنه حتماً يضر.
فكان هذا التمثال “الصنم” أسوأ من أصنام اللَّاتِ والعُزَّة المصنوعان من العجوة، يتم أكلها إذا أصاب القوم بعض الجوع، صنمُ هذا السلطان الشمعي كان وما زال إذا اشتعل يحرق من آمن به ليضيء على الكيان ويمده بالدفئ، ليس مجازاً أقول ذلك، كلنا رأينا رؤيا العين بعد الطوفان كيف كان أردوغان نور الكيان ودفئه.
واليوم وبعد أن لوَّح نتنياهو بسبابته نحو سورية وبعد أن أعاد تهديده للرئيس السوري السيد بشار الأسد، قال بأنه يلعب بالنار!!
أي نار يقصد؟ أهي نار الصنم ذاته؟
نعم فقد عبث الأسد ومحور المقاومة بنارهم وحطمت سورية وجيشها ما تبقى من الصنم و علقوا الفأس على عُنق أردوغان “كبير الكهنة”، فسارع ومن آمن بصنمه وجمعوا الحطب من أوكرانيا وأمريكا وتركيا والكيان وبعض أعواد القش من مناطق أخرى كي يحرقوا الشام، ستأكلهم نارهم حتما بعد أن أضاءت هذه المرة على قبحهم وفضَحت كل ما كانوا يعملون، حتى وإن حاولوا قلب المعادلة كما حاولوا في الأمس من خلال الجلسة الطارئة في مجلس الأمن المنعقدة من أجل التطورات على الساحة السورية، فقد رأينا مندوب أمريكا يدافع وبشراسة عن جماعات تم تصنيفها بذات المجلس بالإرهابية، ولكن ما لبث حتى جاءه الرد الحاسم من مندوب الجمهورية العربية السورية ليلجمه فوراً ويدحض إدعاءاته الكاذبة، فالحق سيبقى في المرصاد أبداً، واليوم وبعد سقوط الأقنعة لن يقدر الظالمون وإن كانوا كثرة.
نعم سقط القناع في غزة وفُضِحت دسائسهم وقباحتهم في الشام ولا عزاء لهم إلا أن تأكلهم نيرانهم لتكون بردا وسلاما على سورية ولبنان وفلسطين، آنَ لهم أن ينعموا ببعض الدفئ بعد أن حُرِموا من قليل الملبس والمأكل في سبيل إبقاء الكيان.
صلاح الدين حلس–الكويت